صندوق النقد: مصر ستعالج تسهيلات السحب على المكشوف من المركزي    حماس تعلن تسلمها رد إسرائيل الرسمي حول مقترحات صفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    حماس تعلن تسلمها رد إسرائيل بشأن محادثات وقف النار في غزة    حسام حسن يحتفل بخطبة ابنته يارا على رجل الأعمال أحمد على راشد (صور)    اسكواش - تكرارا للموسم الماضي.. علي فرج ونوران جوهر يتوجان بلقب الجونة    كولر: مازيمبي لم يشكل أي خطورة علينا.. وسنحتفل اليوم بالتأهل    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    كانت ماشية بالصدفة، حبس 4 أشخاص تسببوا في مقتل ربة منزل أثناء مشاجرة بينهم بأسيوط    أول رد من أحمد السقا على شائعة انفصاله عن زوجته مها الصغير    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    ننشر نتيجة انتخابات نادى القضاة بالمنيا.. «عبد الجابر» رئيسا    حالة خوف وقلق في مدينة رفح الفلسطينية مع تهديد الجيش الإسرائيلي.. تفاصيل    هجوم صاروخي حوثي على ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    دينا فؤاد : تكريم الرئيس السيسي "أجمل لحظات حياتي"    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    بعد التخفيضات.. تعرف على أرخص سيارة تقدمها جيتور في مصر    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    اليوم.. مرتضى منصور أمام المحكمة بسبب عمرو أديب    الشركة الصينية الأم لمنصة تيك توك: لن نبيع التطبيق    عز يسجل مفاجأة.. سعر الحديد والأسمنت اليوم السبت 27 إبريل في المصانع والأسواق    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من آن لآخر
عبد الرازق توفيق يكتب من نيويورك
نشر في الجمهورية يوم 18 - 09 - 2017

فارق كبير بين مشاركة مصر في الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام ..2014 ومشاركتها في الدورة الحالية 72 للعام ..2017 هناك متغيرات مختلفة ومعطيات متباينة.. وواقع متباين.. لكن في النهاية فإن 2017 يشكل لمصر حديثاً وخطاباً مختلفاً وعلي أرضية أكثر قوة فقد تجاوزت القاهرة مسألة وضع التصور والرؤية إلي البلورة والنجاح والإنجازات علي كافة المسارات والمجالات والأصعدة داخلياً وخارجياً وتواجه تحديات من نوع مختلف.
مشاركة مصر في أهم محفل دولي علي الإطلاق هو الأمم المتحدة تتجمع فيه كل دول العالم أكبرها وأصغرها يمثل لمصر نقطة انطلاق قوية ورسائل تريد أن تبعثها بوضوح وشفافية بقامة وهامة أكثر شموخاً وقدرة علي التحدي والإنجاز.. ومحاولة جادة لإفادة هذا العالم الذي يواجه مجموعة من المخاطر والتهديدات تمس أمنه واستقراره كان لمصر السبق في مواجهة هذه المخاطر والتغلب عليها ومن الضروري أن يقرأ هذا العالم ويسمع لمصر وما يشكله خطر الإرهاب الأسود في حد ذاته وما تمثله الدول الداعمة والراعية للإرهاب التي تمول وترعي وتمد بالسلاح وتوفر الملاذ الآمن له من خطر داهم علي دول العالم التي لا توجد دولة بعيدة عن هذا الخطر في كافة القارات.. فقد طالت يد العنف والتفجير والقتل الجميع أو ربما اقتربت من الآخرين.
لا شك أيضاً ان حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي لفعاليات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة يجيء مختلفاً تماماً وبطبيعة الحال فإن مضمون خطاب وكلمة مصر سيكون واضحاً وصريحاً وناصحاً وأميناً وكاشفاً لعورات هذا النظام الدولي الذي تزرع بعض دوله فتيل الصراعات والأزمات وتتآمر بعض الدول الكبري فيه والصغري علي إسقاط الدول بواسطة حروب تبدو مختلفة عن الحروب النظامية أو المواجهات العسكرية المباشرة والمسلحة إلي حروب الجيل الرابع وتحرص فيه هذه القوي الكبري علي استكشاف ملامح الفتن وتعمل علي تغذيتها وهو الأمر الذي من شأنه إسقاط الدول بأيدي شعوبها مثلما حدث في ثورات الربيع العربي التي انطلقت ومازالت تعبث في أمن واستقرار بل ووجود دول مثل سوريا وليبيا واليمن وأفلتت مصر بفضل جيشها الوطني ووعي شعبها من محاولات الإسقاط والإفشال والتفكيك.
قبل أن تلقي مصر كلمتها في أكبر وأهم محفل دولي تشارك وهي تحمل إنجازات مدوية حققتها في زمن قياسي لا يزيد علي ثلاث سنوات ولكن قبل أن نخوض في تفاصيل هذه النجاحات التي سوف تستعرضها مصر في كلمتها التي سيلقيها الرئيس السيسي علينا أن نقرأ أوراق الماضي القريب قبل ثلاث سنوات وتحديداً في عام 2014 خلال شهر سبتمبر حين ألقت مصر كلمتها عقب تولي الرئيس السيسي مسئولية الحكم في البلاد عقب انتخابه رئيساً للجمهورية.. ساعتها كانت الصورة مختلفة ومغايرة تماماً.. حيث كان الرئيس حريصاً علي تعزيز صورة مصر حكومة وشعباً وكانت علاقاتنا الخارجية تشهد ارتباكاً في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ مصر خاصة ان بعض الدول الكبري تجاهلت إرادة المصريين في ثورة 30 يونيو وأدارت وربما لاتزال مؤامرة علي مصر سواء بالاستهداف عن طريق الإرهاب من خلال دعم جماعة الإخوان الإرهابية وتمويل العناصر الإجرامية وأدواتها القذرة أو فيما يشبه حصار اقتصادي دولي ومنع الالتزامات الدولية عن القاهرة مثل المساعدات الاقتصادية والعسكرية.
الرئيس السيسي في 2014 بدا واثقاً شامخاً ومن خلفه إرادة المصريين وثقتهم وإنجازهم الفريد والعبقري في عزل وإقصاء نظام إرهابي فاشي هو نظام الإخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي وأيضاً نجاحهم في الإفلات من مخطط شيطاني وإحباط مؤامرة كبري علي مصر استهدفت نزع هويتهم وتقسيم واستقطاع أجزاء من أراضيهم وزرع الفتنة بينهم لكن جينات هذا الشعب وموروثه الحضاري أجهض كل ذلك فقد قال الرئيس ان الشعب المصري صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتارة أخري عندما تمسك بهويته وتحصن بوطنيته فثار ضد الإقصاء رافضاً الرضوخ لطغيان فتنة باسم الدين وتفضيل جماعة لمصالحها الضيقة علي مصالح الشعب وكانت هذه الكلمات تجسيداً حقيقياً لمعالم اللحظات الفارقة التي عاشتها مصر لكنها لم تكن إلا مرحلة من مسيرة ممتدة بطول واتساع آمال وتطلعات المصريين ليوم أفضل وغدي أكثر ازدهاراً.
وهو ما يتحقق الآن في عام ..2017 تلك هي الرؤية والإرادة عندما يتحدان فإن النجاح هو الحصيلة النهائية لهذه المعادلة الصعبة.
لا يخفي علي أحد ماذا فعل الإخوان بالمصريين من قتل ودمار وخراب وحرق للكنائس وأقسام الشرطة وتعذيب وأكاذيب ساندتهم قوي دولية متآمرة سواء علي المستوي الإقليمي أو الدولي ووقفت مصر وجيشها برؤية قائد صلب يتصدون لإرهاب الإخوان والجماعات التكفيرية الموالية لهم والتي ولدت من رحم جماعتهم العميلة وكان المشهد في غاية التعقيد والصعوبة إلا ان مصر مضت في طريقها تصارع وتحارب قوي الشر والظلام في الداخل والخارج.
في 2014 وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقفت مصر تعلن للعالم بشموخ وكبرياء عن عزمها تحقيق تطلعات شعبها وساعتها لم تكن تمضي علي تدشين قناة السويس الجديدة أسابيع قليلة وكانت هدية للعالم تجسد الأمل والإرادة والعمل وأكدت مصر علي انها تقدم نموذج الأمل والعمل لمحيطها الإقليمي الواسع في افريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
ورسمت مصر في كلمتها ملامح خطة أو خارطة طريق لإنقاذ العالم لمواجهة التهديدات الخطيرة في الشرق الأوسط ترتكز علي فتح آفاق رحبة أمام الشباب لإتاحة المستقبل الأفضل وطرحت مبادرة الأمل والعمل للمساهمة في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتوظيف قدرات الشباب واجتذاب طاقاتهم الخلاقة لبناء المستقبل.
لم يخل خطاب مصر في 2014 من التطرق إلي ما تعانيه بعض الدول الشقيقة في ليبيا وسوريا وقوي التطرف والإرهاب التي تحدت إرادة الشعب الليبي مؤكداً حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها وهو نفس ما تؤكد عليه حتي هذه اللحظة وأيضاً ضرورة إعادة الدولة الليبية وتمكينها من مكافحة الإرهاب قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد الجوار الليبي وتمتد إلي العمق الأفريقي.. وتعرض أيضاً الرئيس السيسي في كلمته إلي ما تعانيه سوريا واليمن بنفس السيناريو الذي يحاول هدم الدولة.
وتناولت أيضاً قضية اللاجئين الفارين واستضافة مصر لهم كأشقاء يتقاسمون كافة الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية التي تقدمها الدولة رغم ما يمثله ذلك من أعباء اقتصادية.
جاء تحذير الرئيس السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2014 استشرافاً للمستقبل وما يحدث في 2017 فقد حذر الرئيس العالم من خطر امتداد التهديد الإرهابي واستغلاله لأزمات سياسية لتحقيق أهدافهم إلي مناطق وأزمات أخري وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وعرض الرئيس السيسي أيضاً استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 في ظل إدراك القاهرة لضرورة توافر عوامل أخري بجانب دحر الإرهاب والتطرف لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة ويأتي ذلك تعبيراً عن مطالبة الشعب المصري في التغيير والوعي بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها وعزم مصر رغم ما تواجهه من عقبات علي تحقيق تطلعات شعبها.
هذه ملامح خطاب مصر في سنة 2014 والتي اختتمها الرئيس السيسي بيقين وثقة ان المصريين بمقدورهم تحقيق أسمي تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم ومن أجل منطقتهم ولخير العالم أجمع.. تلك هي كانت رسالة مصر في 2014 التي يجسدها واقع كائن علي الأرض في 2017 حيث اقتربت من تحقيق تطلعات شعبها وتسعي بكل جهد في توفير الأمن والاستقرار للمنطقة بتكلفة باهظة الثمن من أرواح أبنائها من رجال الجيش والشرطة وتحذير العالم من خطورة الإرهاب وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية حيث وصل خطر الإرهاب إلي أمريكا وأوروبا وروسيا وبات يهدد مناطق أخري في قارات العالم.
في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 ذهبت مصر إلي نيويورك وهي أكثر ثقة بعد أن ظهرت ملامح بعض التفهم لموقف القاهرة وتحدت الرئيس السيسي في كلمته للعالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الحراك الدولي لخلق مناخ مناسب للتنمية المستدامة للجميع وأهمية مشاركة كافة أطراف وفئات المجتمع في عملية التنمية المنشودة لتحقيق تنمية عادلة ومتوازنة تعود بالنفع علي الجميع وفي مقدمتهم المرأة.
وتحدث الرئيس السيسي عن جهود الشعب المصري لصياغة مستقبله وإطلاق استراتيجية التنمية المستدامة حتي عام 2030 والتي تستهدف في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز رأس المال البشري وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصري منوهاً عن افتتاح قناة السويس الجديدة تتويجاً لجهد شعب عظيم تمكن في عام واحد من أن يحفر مجري ملاحياً عالمياً ودشن مشروعاً تنموياً عملاقاً ومكوناً رئيسياً في خارطة التنمية الشاملة الجديدة وبما يسهم في جعل مصر مركزاً إقليمياً ودولياً للتجارة والاستثمار.
واستعرض الرئيس نجاحات الشعب المصري في فرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها وتحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضي وتطرق لاستكمال خارطة الطريق.. وأيضاً استعرض الرئيس إنجازات مصر علي الصعيد الاقتصادي وخطة للإصلاح في هذا المجال وتناول قضايا ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية وما يواجه الشرق الأوسط من تحديات وأمواج عاتية وتبني مصر للسلام وتوجيه نداء إلي الشعب الإسرائيلي وقيادته حول أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية وان لدينا فرصة حقيقية للتحرك نحو السلام لافتاً إلي التجربة المصرية وانه يمكن تكرارها لحل القضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية إلي جانب دولة إسرائيلية.
وتطرق الرئيس إلي قضايا سوريا وليبيا واليمن ومسئوليات مصر تجاه قارتها الافريقية وإنهاء الأزمات والصراعات الموجودة في القارة السمراء من خلال دورها كرئيس لمجلس السلم والأمن الافريقي وأن تتحمل مسئوليتها تجاه أمن واستقرار القارة الافريقية.
من أبرز ما جاء في كلمة مصر خلال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة هو رفضها التدخل الأجنبي في الشئون العربية والالتزام بحسن الجوار مؤكداً علي تضامن مصر في مواجهة أي تدخلات خارجية في ضوء ارتباط الأمن القومي العربي بما فيه أمن الخليج العربي بأمن مصر وضرورة التصدي لإشعال الفتن الطائفية في العالم العربي وهي لغة ورسائل لا تصدر إلا من مصر التي تدافع عن أمتها العربية وقارتها الافريقية وسلام وأمن واستقرار الشرق الأوسط الذي هو مفتاح استقرار العالم.
لكن ما هي ملامح المشهد في مصر قبل أن تلقي كلمتها في الجمعية العامة رقم 72 للأمم المتحدة لعام 2017 وما هي التحديات المحلية والإقليمية والدولية التي ستتناولها كلمتها وكيف تري الحل لضمان استقرار هذا العالم وماذا فعلت طوال الثلاثة سنوات وما هي ملامح خطابها للعالم في الجمعية العامة رقم 72 وما هي القضايا التي ستتناولها؟
بداية الحالة المصرية شهدت تطوراً كبيراً منذ 2014 فشتان الفارق بين مصر 2014 ومصر 2017 سواء علي الصعيدين الخارجي والدولي أو علي الصعيد المحلي والاقتصادي والأمني وهو ما سنناقشه باستفاضة خلال السطور القادمة.
علي المستوي الدولي والخارجي مصر حققت نجاحات عظيمة وهائلة وأصبحت مائدة علاقاتها الدولية دسمة وثرية ومتنوعة ولا تخضع لمسار أو اتجاه واحد.. فمصر ليست تابعة لأحد ولا يمكن لأي دولة أن تحتكر قرارها.. مصر 30 يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وذلك واضح تماماً لكل ذي عينين وعقل.. تخلصت بشكل كامل من التبعية لأمريكا وقرارها الوطني مستقل تماماً لا يعرف إلا المصالح العليا للوطن وما يراه الشعب صحيحاً ولا يمكن لأي دولة أن تتجاهل أو تنكر إرادة المصريين.
هناك مجموعة من المبادئ والثوابت والقيم التي تحكم علاقات مصر الخارجية مع أي دولة أبرزها ان العلاقات تقوم علي تبادل المصالح لتحقيق مصالح الشعوب ربما تصل إلي شراكة استراتيجية تقوم علي الاحترام المتبادل للسيادة واستقلال القرار الوطني وإرادة الشعوب وعدم التدخل في شئون الدول.
كما تتبني مصر سياسة واضحة في علاقاتها الدولية فلا توجد علاقة مع دولة علي حساب دولة أخري فليست علاقاتنا بروسيا والصين علي حساب علاقاتنا مع أمريكا وأوروبا لا تحكمنا انحيازات مطلقة أو ولاءات إلا لمصالح مصر العليا.
فرغم ان الولايات المتحدة أعطت ظهرها لإرادة المصريين في 30 يونيو وأدارت مؤامرة علي مصر منذ يناير 2011 واتخذت إجراءات فيما يخص المساعدات الاقتصادية والعسكرية واحتضنت جماعة الإخوان الإرهابية ورفضت مطالب خاصة بالتسليح وقطع غيار وعمرات وصيانة لطائرات الأباتشي إلا ان مصر لم تتوقف كثيراً عند هذه الأمور ومضت في طريقها بشموخ وكبرياء رغم الحملات الأمريكية علي كافة المستويات.
ورغم رحيل أوباما ومجيء الرئيس دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة إلا ان العلاقات المصرية الأمريكية وتاريخها الطويل واعتراف البلدين بأهمية واستراتيجية هذه العلاقات لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط تمر بحالة غير مستقرة رغم تغيير الإدارة ورحيل أوباما ومازالت تمارس ضغوطاً وابتزازاً علي مصر وأيضاً هناك ملفات تبدو مزعجة ومتعمدة يتبناها الجانب الأمريكي وتعكس حالة غريبة من الاستهداف لمصر خاصة فيما يتعلق بقضية المساعدات سواء الاقتصادية أو العسكرية ووجود حديث داخل دوائر أمريكية عن نوايا لتحقيقها وكذلك ملف تقرير منظمة هيومان رايتس المشبوهة والواضح ارتباطها بأجندة السياسات الأمريكية ضد مصر خاصة ان هذه المنظمة يديرها ضباط سابقون في أجهزة الاستخبارات الأمريكية وتضم من ينتمون إلي جماعات إرهابية مثل الإخوان مثل التكريتي وهو "اخوانجي" عراقي يعكس ذلك ان تقارير المنظمة المدعومة من قطر والإخوان وأجهزة المخابرات الأمريكية مغرضة ومقصودة وتستهدف مصر بأكاذيب عن إهدار حقوق الإنسان والتعذيب الممنهج والاختفاء القسري رغم انها تقارير مفبركة وكيدية تم الرد عليها بوضوح وشفافية وتفتقد للتوثيق وهي عبارة عن لغة إنشائية لا تعتمد علي دليل واضح أو حقيقة ثابتة.
ملف حقوق الإنسان وتقارير هيومان رايتس هو استمرار لمحاولات ابتزاز مصر والضغط عليها ورغبة مريضة في محاولة اثنائها عن طريقها نحو التقدم واستقلال القرار الوطني وانزعاج من اتساع دائرة علاقاتها مع الدول الكبري والواعدة مثل روسيا والصين والهند حتي الاتحاد الأوروبي التي باتت معظم دوله تتفهم الوضع في مصر وتري انها في أشد الاحتياج إلي القاهرة حماية من مخاطر وتهديدات أبرزها الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
محاولات ابتزاز مصر تحول إلي فيلم "هندي" ركيك وقد ردت بشجاعة وشفافية علي جميع الملاحظات الخاصة بملف حقوق الإنسان ولديها نقاط مضيئة تدعو للفخر وربما تكون هناك بعض أوجه القصور مثل أي دولة في العالم وفي مقدمتها أمريكا التي تنظر إلي القضايا والصراعات والانتهاكات الموجودة علي الساحة العالمية بنظرة متناقضة ومتفاوتة وهو الأمر الذي يدعونا إلي التعجب والعجب من المواقف الأمريكية وأيضاً هناك إجراءات تتخذ تثير الشك تجاه دول تدعم الإرهاب وتجد مساندة في نفس الوقت هناك إجراءات لإسقاط مؤسسات الدولة الوطنية في بعض الدول وحالات أيضاً تجاوزت حقوق الإنسان في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا واسبانيا بعد أن تعرضت هذه الدول لعمليات إرهابية وفرضت الطوارئ ونزل الجيش وتقيدت الحريات واتخذت إجراءات استثنائية لا تتناسب مع الهوي الغربي ولكن أمن الدول واستقرارها عندما يتعرض للخطر فلا يوجد مجال آخر سوي حماية الأمن القومي وهو ما فعلته هذه الدول الغربية المتقدمة وأيضاً مصر.
في نوفمبر 2014 قامت مصر بالرد علي تقارير منظمة هيومان رايتس المغلوطة والمشبوهة والمسيسة وان انتهاج مصر للتعذيب الممنهج سيناريو مكرر واتهامات تفتقد للصحة والموضوعية وتم دحضها خلال الاستعراض الدوري الشامل لسجل مصر ضمن المراجعات التي يقوم بها المجلس الدولي لحقوق الإنسان.
علي ما يبدو ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين تقارير هيومان رايتس "المضروبة" ومحاولات ابتزاز مصر والضغط عليها وتخفيض حجم المساعدات العسكرية والاقتصادية بالإضافة إلي نجاحاتها وإنجازاتها علي كافة الأصعدة سواء الاقتصادية والأمنية ونجاحها في الحرب علي الإرهاب وعلاقاتها الدولية المتميزة علي مستوي القوي الكبري وهي نجاحات استفزت أمريكا وبالإضافة إلي استعادة مصر لدورها وقوتها الإقليمية والدولية وعدم اعتمادها علي السلاح الأمريكي فحسب وتنويع مصادر السلاح خلال عملية تطوير وتحديث الجيش المصري وتزويده بأحدث منظومات القتال.
مصر تذهب إلي الأمم المتحدة لحضور الجمعية العامة رقم 72 وفي جعبتها الكثير من الرسائل والنجاحات والإنجازات فالرئيس السيسي عاد منذ أيام إلي القاهرة بعد زيارة ناجحة للصين حضر خلالها فعاليات قمة "البريكس" بدعوة من الرئيس الصيني ولديها مؤشرات قوية وأسباب وحيثيات مهمة للانضمام إلي هذا المجمع الذي يحمل أرقاماً اقتصادية في غاية الأهمية ويضم مجموعة دول تمثل أكبر الاقتصاديات في العالم سواء الصين وروسيا أو البرازيل والهند وجنوب افريقيا بالإضافة إلي زيارته لفيتنام وما حققته من نجاح كبير في كافة الملفات وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات إضافة لتوقيع اتفاقيات مع الصين علي هامش قمة "البريكس" وسبقها زيارات لأربع دول افريقية واستعادة مصر لدورها ومكانتها ومقعدها الافريقي بالإضافة إلي علاقاتها المتميزة بأوروبا خاصة ألمانيا وفرنسا واستعادة العلاقات مع إيطاليا وهناك ملفات تعاون غاية في الأهمية مع أوروبا وألمانيا والمجر وحضور الرئيس لقمة "فيش جراد" بالعاصمة بودابست كما ان مصر تتحرك بفاعلية وتأثير عميق علي كافة الدوائر والمسارات الدولية علي مستوي جميع القارات إقليمياً وعربياً وأفريقياً ودولياً وأصبحت في حالة تألق وثقل إقليمي ودولي غير مسبوق وأصبحت حصان الرهان وحجر الزاوية في استقرار وأمن الشرق الأوسط.
محاولات أمريكا لكسر مصر وإجبارها علي فعل ما يخالف ثوابتها الجديدة أو التراجع عن مشروعها الوطني وقرارها المستقل باءت وستبوء بالفشل لأن هناك حالة من الاستغناء المصري في حالة إصرار الولايات المتحدة علي انتهاج نفس السياسة التي تعمل لصالح إسرائيل والجماعات الإرهابية وعلي رأسها الإخوان تحت ضغط اللوبي الصهيوني ورغم انها تضر بالمصالح الأمريكية وهي الخاسر الأول في إصرارها علي انتهاج نفس طريقة أوباما ويحتاج الأمر لتدخل واضح من الخارجية والبيت الأبيض والبنتاجون لوضع العلاقات في المسار الصحيح خاصة ان عصا الأدب التي تحاول واشنطن ممارستها مع مصر لن تؤتي ثمارها فالوضع منذ أكثر من 3 سنوات مختلف تماماً وهناك سياسة جديدة ترفض التبعية وتنحاز للمصالح المصرية العليا والقيادة الجديدة لديها مشروع وطني شامل ومتكامل لن يرضخ لعمليات ابتزاز أو مساومات أو إملاءات لا مجال لهذه الأمور في الأجندة المصرية ولدينا العديد من البدائل والاختيارات التي يحددها القرار الوطني المصري المستقل فمن أهم إنجازات الرئيس السيسي التي لا يختلف عليها اثنان هي نجاحه في العبور بمصر من مرحلة العزلة الدولية إلي مرحلة الريادة وإجبار وإقناع المجتمع الدولي علي عدم تجاهل دور مصر الإقليمي ورؤيتها في إيجاد الحلول لمشاكل المنطقة.
علينا ألا ننسي كيف كان الوضع الدولي أمام مصر بعد 30 يونيو وهو أشبه بالمأزق فقد تم تجميد عضويتها بالاتحاد الأفريقي ومقاطعة بعض الدول لها ومعاداة دول أخري نتيجة إفشال مخططها الشيطاني الذي استهدف وحدة أرض مصر وتماسكها وانتقلت الدولة المصرية من مرحلة الدفاع عن اتهامات حقوق الإنسان بالداخل المصري إلي الهجوم لفضح وتعرية الدول المتاجرة بملف حقوق الإنسان وان هذه الأداة والوسائل لم تعد تجدي في ابتزاز مصر أو تخويفها والدبلوماسية المصرية علي وعي ودراية بمثل هذه الأمور وأصبح لها مخالب وانتقلت من مرحلة الدفاع إلي الهجوم الموضوعي المبني علي حقائق موثقة.
تذهب مصر إلي الأمم المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي حوزتها حقائب كبيرة من الإنجازات وملفات وميزة من النجاحات فقد فرضت ورسمت ملامح واقع اقتصادي واعد تضمن مشروعات قومية عملاقة بدأت بقناة السويس الجديدة التي تحمل معني الأمل والعمل وأيضاً هدية للعالم تم البناء عليها في اعتبارها مشروعاً قومياً عملاقاً هو محور تنمية قناة السويس والمنطقة الاقتصادية ببورسعيد ثم الأنفاق أسفل القناة.. 7 أنفاق تقريباً ثم شبكة عملاقة من الطرق تبلغ أكثر من خمسة آلاف كيلو متر ومدن صناعية وتكنولوجية ومدن جديدة ومطارات وموانئ ومشروع المليون ونصف المليون فدان واستغلال الثروات والمناطق المصرية مثل الساحل الشمالي الغربي والمثلث الذهبي واكتشافات الغاز والمزارع السمكية والحيوانية والداجنة والمدن الزراعية والعاصمة الإدارية الجديدة وآلاف الوحدات السكنية ومحطات المياه والصرف العملاقة ومشروع الضبعة النووي لإنتاج الطاقة السلمية بالتعاون مع روسيا ودعوة رئيسها فلاديمير بوتين لحضور وضع حجر الأساس ثم أهم مشروع قومي هو تطوير وتحديث الجيش المصري وتزويده بأحدث منظومات التسليح من فرنسا وألمانيا وروسيا وغيرها من الدول وذلك حماية للأمن القومي المصري من كافة التهديدات والمخاطر المستجدة والتقليدية وحماية مقدرات وثروات المصريين وردع أي محاولات للمساس أو النيل من الوطن المستهدف من قبل القوي المعادية التي تسعي لإسقاط مصر لصالح قوي إقليمية مثل إسرائيل وإفساح المجال أمام صراع إقليمي سواء علي أساس ديني أو حضاري وهو تقاومه وتتصدي له مصر بالكشف والفضح لهذه الدول.
الحقيبة المصرية في الأمم المتحدة هذا العام وتحديداً في خطابها بالجمعية العامة رقم 72 ثرية ومتنوعة وتدعونا للثقة بالاضافة إلي أن لدينا تجارب ورؤي ودروساً مستفادة علي العالم أن ينصت إليها ويستمع إلي حلولها لمواجهة التهديدات والمخاطر لأن أي دولة ليست بمنأي أو بعيدة عن هذا الخطر الذي بات يشكله الإرهاب الأسود.
مصر أكثر أمناً واستقراراً وأملاً في مستقبل واعد ومزدهر وعلاقات دولية قوية مع الدول الكبري وكافة الدوائر والمسارات وانتصرت علي الإرهاب الأسود رغم استمرار المعركة التي تكلفنا أرواح أشرف الرجال من أبناء الجيش والشرطة في سبيل ألا تركع مصر إلا لله ولا ترضخ لابتزاز لذلك نذهب إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة ونحن مرفوعي الرأس ندرك ويدرك الجميع قدر مصر ومكانتها ونجاحها وانتصارها في المعركة المعقدة والصعبة في اجهاض المؤامرة وسحق قوي الشر والظلام والإرهاب.
كلمة مصر أمام الجمعية العامة ال 72 في اعتقادي ستكون شاملة وواثقة لن تتجاهل خطر الإرهاب الذي يهدد العالم وضرورة التصدي لهذا الخطر وإيقاف وردع الدول الداعمة والراعية والممولة له بالمال والسلاح والتي توفر المأوي والملاذ الآمن للإرهابيين وبطبيعة الحال قطر هي الأبرز في هذا المجال فهي الأداة القذرة لدي الدول المعادية ليس لمصر فحسب ولكن للأمة العربية تنفق المليارات من الدولارات في سبيل تفكيك وتدمير الأمة العربية.
كلمة مصر لن تخلو من مواصلة تحذيرها من تنامي خطر احتضان الجماعات الإرهابية وأن العنف والإضرار بأمن واستقرار الشعوب هو النتيجة الحتمية لإيواء الإرهابيين وحمايتهم وتوفير الملاذ الآمن لهم.
مصر سوف تتحدث عن قضايا أمتها العربية في سوريا وليبيا واليمن وضرورة إعادة الأمن والاستقرار لهم والحفاظ علي الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيوشها وضمان عدم تقسيمها واستبعاد العناصر الإرهابية من المشهد فيها وإنهاء الصراعات والقتل والتخريب والتشريد ومطالبة العالم أن يقف صفاً واحداً في مواجهة هذا الخطر والكف عن استهداف الدول بالمخططات والمؤامرات.
سوف تتحدث نيابة عن حقوق الدول النامية التي تسعي إلي التنمية والتقدم وحقوقها في اقتصاد عالمي وعادل وشفاف وأن يتحمل العالم مسئوليته تجاه مظاهر الفقر في بعض الدول.
مصر باعتبارها قلب إفريقيا واعتزازها بانتمائها إلي القارة السمراء ستؤكد للعالم ضرورة حل النزاعات والصراعات بشكل سلمي وليس بالوسائل والمواجهات المسلحة وحق الشعوب الإفريقية في التنمية والسلام والعيش المشترك والتعايش السلمي.
لا شك ان القضية الفلسطينية دائماً حاضرة في مضمون الخطاب المصري باعتبارها الركيزة الأساسية لأمن واستقرار الشرق الأوسط وضرورة الالتزام بالاتفاقيات والقرارات الدولية وحق الدولتين وتنفيذ المبادرة العربية للسلام لن تتجاهل مصر في كلمتها المشاكل والأزمات والتهديدات التي تواجه هذا العالم وضرورة التصدي لها سواء. مثل قضايا المناخ وحقوق الشعوب التاريخية والإرهاب والعنصرية وجميعها تحتاج إلي مواجهة حاسمة.
مصر أيضا ستؤكد أن أمنها هو جزء من الأمن القومي العربي يشمل أمن الخليج وسوف تطالب وتؤكد علي عدم التدخل في شئون الدول الخليجية وعدم المساس بأمنها واستقرارها أو محاولة نهب ثرواتها أو التآمر عليها مثلما يحدث من بعض الدول المجاورة.
تذهب مصر إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 72 وهي واثقة قوية لديها علاقات دولية متنوعة وقوية بالدول الكبري مثل روسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي واستعادة مكانتها الإفريقية والعربية وتدرك مصالحها وقد تعافت من أمراض كثيرة سواء اقتصادية بنجاح عملية الإصلاح الاقتصادي ووجود اقتصاد واعد وإنجازات ومشروعات وتلاشي الجماعات الإرهابية والتكفيرية ونجاح حقيقي في الرهان علي وعي هذا الشعب وإدراكه.. وهي تذهب أيضا إلي نيويورك وتدعمها إرادة المصريين وصلابتهم ورغبتهم الحقيقية في وضع مصر علي الطريق الصحيح ولديهم قدرة علي التحدي لأي قوة تسعي لاخضاعهم وإجبارهم علي تنفيذ ما لا يريدونه.
* تذهب مصر إلي نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة 72 وهي ذات مكانة دولية مرموقة إذ أنها عضو غير دائم بمجلس الأمن ونائب رئيس مجلس حقوق الإنسان وأيضا لجنة مكافحة الإرهاب وأيضا هي وصفت بشكل صحيح معني الإرهاب والدول الداعمة له عندما اعتمد مجلس الأمن كلمة الرئيس السيسي أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض كوثيقة ومرجعية عندما قال الرئيس إن الإرهابي ليس من يحمل السلاح فحسب ولكن كل الدول التي تمول وتدعم وتوفر السلاح والملاذ الآمن للجماعات والعناصر الإرهابية.
تشارك مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد نجحت في فضح الدول الداعمة للإرهاب وعلي رأسها قطر وأصبحت الدولة بين مطرقة وسندان ومحاصرة بالاتهامات والأدلة والوثائق التي تثبت أنها متورطة في وضع سرطان الإرهاب وتمويله ودعمه وإمداده بالسلاح وتوفير الملاذ الآمن لعناصره وأنها تآمرت علي دول عربية مثل ليبيا وسوريا واليمن وحاولت تنفيذ ذلك في مصر لكن القاهرة أكبر من أفعال الصغار وأن دماء أبنائها لن تذهب هدراً.
تذهب مصر إلي نيوريورك وهي دولة ناجحة بعد أن قاومت مخططات الإفشال والإسقاط وانتصرت علي مؤامرات الإسقاط وهي حاضرة في قلب قارتها الإفريقية وعضو في الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن والسلم الإفريقي وتنافس علي رئاسة منظمة اليونسكو وهي دولة ينظر إليها الجميع بالمستقبل الواعد ويراهن علي أنها القوة والركيزة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
تبقي أمريكا بمتناقضاتها وسياساتها تجاه مصر واستمرار وجود بعض الملفات العالقة بينهما رغم اختلاف الإدارة ووجود رئيس جديد بدلاً من نظام أوباما ولكن تواجه العلاقات المصرية الأمريكية التاريخية تحديات كبيرة تتعلق بالمساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر ونوايا أو التفكير في تخفيضها وأيضا التقارير المشبوهة عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية في مصر والتي أصدرتها مؤخراً منظمة "هيومان رايتس" التي تثير جدلاً واسعاً وشكوكاً في ممارسة نشاطها غير الحيادي والمنحاز لمن يدفع أكثر أو من خلال استخدام المنظمة لصالح السياسات الأمريكية والضغوط ومحاولات الابتزاز لمصر بمحاولة إرجاعها واخضاعها وإبعادها عن خطواتها نحو استعادة مكانتها الدولية وعلاقاتها الخارجية بالدول الكبري لتحقيق مصالح شعبها مثل روسيا والصين والهند وأوروبا والدول الآسيوية والإفريقية واستقلال القرار الوطني المصري فيما يخص المشروعات وهو الأمر الذي يثير مخاوف واشنطن من تنامي القدرات الاقتصادية المصرية وبالتالي تخضع أمريكا لضغوط الكيان الصهيوني وجماعات الدعم للإخوان الإرهابية بالتصدي لمشروع مصر الوطني من خلال ابتزازها بعمليات التشويه والأكاذيب عن وجود تعذيب ممنهج واختفاء قسري وهو ما يثبت منذ سنوات بطلانه وأنه مجرد ادعاءات غير موثقة وليكون ذلك سبباً في محاولات خفض المساعدات العسكرية.. لكن مصر لم ولن تتوقف وقد فعلتها بعد 30 يونيو ولم تعبأ بالضغوط ومحاولات الابتزاز والتهديدات.
لا شك أن المواقف الأمريكية ضد مصر والتي مازالت مستمرة إلي الآن رغم تغيير الإدارة وان بدت ظاهرياً علاقات أفضل من إدارة أوباما لكن السياسة الأمريكية لا تعتمد علي أشخاص في تحويل دفتها.. وهناك ملفات تحاول من خلالها الولايات المتحدة ابتزاز القاهرة رغم ثبوت عدم صحتها وعلي رأسها ملف حقوق الإنسان وتقارير المنظمات المشبوهة والتي تتلقي تعليماتها من أجهزة الاستخبارات والإدارة الأمريكية مثل هيومان رايتس وحديثها المشبوه عن وجود تعذيب واختفاء قسري في مصر بالاضافة إلي الأحاديث عن خفض المساعدات الأمريكية والتي تفرضها اتفاقيات دولية ربما لا تكون مكتوبة لكنها ملزمة سواء في المجال الاقتصادي أو العسكري إضافة إلي أمور أخري تسعي من خلالها واشنطن للضغط علي مصر بعد تمدد علاقاتها مع العالم والدول الكبري ونجاحاتها الداخلية وهو الأمر الذي يزعج بطبيعة الحال اللوبي الصهيوني في أمريكا خاصة ان مصر هي حجر عثرة ضد طموحات وتطلعات إسرائيل في التوسع في المنطقة وممارساتها التي تستهدف الدول العربية.
لكن السؤال المهم لماذا تسعي الولايات المتحدة للضغط علي مصر أو ابتزازها بملف حقوق الإنسان والمساعدات.. هناك دراسات أمريكية عن مصر تعرض لها اللواء دكتور سمير فرج في أحد مقالاته هذه الوثيقة تكشف مخاوف أمريكا من نجاحات مصر علي كافة المستويات وصعودها كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية في الإقليم وعلي الصعيد الدولي وهو أمر لا يرضي الأمريكان ويزعجهم ويثير لديهم مخاوف خاصة فيما يتعلق بمصالحهم وحساباتهم في المنطقة التي تصب في صالح الكيان الصهيوني لذلك عمدت إلي محاولات ابتزاز وإخضاع وإرجاع مصر عن مشروعها الوطني في التخلص من التبعية الأمريكية والاستمرار نحو التقدم واستعادة قوة الدولة المصرية.. لكن ما هي الحسابات والنتائج التي كشفت عنها الوثيقة الأمريكية تجاه مصر.
* الدراسة كشفت ان مصر في 2020 ستصبح من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة من حقولها في البحر المتوسط وشرق الدلتا وهذا الإنتاج سيحقق اكتفاء ذاتيا من الوقود في مجالات الصناعة والاستهلاك المنزلي ويحقق فائضاً للتصدير.
* الإنتاج الغزير من الغاز في عام 2020 سيمكن مصر من إنشاء خط لتصدير الغاز الطبيعي إلي أوروبا عبر قبرص واليونان كما ستشارك نفس الدولتين في استخدام هذا الخط أيضاً لتصدير فائض انتاجهما من الغاز الطبيعي.
* الدراسة الأمريكية أكدت أيضاً انه نظراً لهذا الإنتاج الضخم من الغاز الطبيعي وطبقاً للخطط الاستثمارية الطموحة للاستفادة من الطاقة البشرية للدولة فمن المنتظر أن يتضاعف الدخل القومي المصري مرات عديدة وبصورة كبيرة للغاية ومن المقرر أن تصبح مصر واحدة من أكبر القوي الاقتصادية في الشرق الأوسط بحلول عام .2020
* تطوير مصر وتحديثها لقوتها العسكرية ليكتمل في عام 2020 وهو ما يعد خروج مصر من العباءة العسكرية الأمريكية وما تفرضه من قيود علي مصر.
* وكشفت الدراسة انه مع تزايد قوة مصر السياسية في المنطقة وبمنطق قوي الدولة الشاملة "اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وحضارياً وإقليمياً ودولياً" ستصبح القاهرة من أكثر الدول نفوذاً في المنطقة وهو تغيير في موازين القوي بالشرق الأوسط.
هذا يفسر ببساطة ما تمارسه بعض الدوائر الأمريكية في الضغط علي مصر ومحاولة ابتزازها إضافة إلي تنامي وتمدد علاقات مصر الدولية وحضورها الدائم في التجمعات السياسية الدولية الكبري في وجود الصين وروسيا والهند وعلاقات قوية مع أوروبا سواء فرنسا وألمانيا والمجر واستعادة العلاقات الإيطالية من جديد كل ذلك يفسر ويكشف بوضوح لماذا تلاعب واشنطن القاهرة وتحاول الضغط عليها وابتزازها لذلك علينا أن نتوقع محاولات أمريكية وسيناريوهات تسعي للحيلولة دون وصول مصر وتحقيقها لتطلعاتها سواء في إثارة أجواء عدم الاستقرار أو التركيز علي ملفات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وإثارة الفتن الدينية واستغلال الشباب ومحاولات استدراج مصر لمواجهات عسكرية بتأجيج النزاعات الإقليمية في المنطقة وتصدير المشاكل السياسية والعسكرية لمصر إلي جانب الدعم غير المباشر للعناصر التي تعمل ضد الدولة بالإضافة إلي ملفات حقوق الإنسان وحرية الصحافة والإعلام والمعاملة في السجون المصرية رغم ان مصر تفتح الباب علي مصراعيه أمام أي منظمة دولية للإطلاع علي أحوال السجون بشفافية وصدق وعدم وجود أي انتهاكات.
لذلك علينا كمصريين مؤسسات وأفراداً أن نتحلي باليقظة والوعي لتفويت الفرصة علي المتآمرين علي مشروع مصر الوطني.
لا شك ان ذهاب مصر إلي الجمعية العامة "69" 2014 مختلفاً تماماً عن مشاركتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم "72".. فقد حققت مصر نجاحات وأصبحت أكبر ثقلاً ووزناً وتخلصت من محاولات الإرباك والارتباك ونجحت في فك الحصار الدولي المفروض عليها من بعض الدول والقوي الكبري التي فهمت خطأ عن سوء قصد أو من غير قصد لكن في النهاية مصر تذهب للجمعية العامة 2017 وهي أكثر قوة وثقة واقتراباً من تحقيق تطلعات شعبها وتنفيذ مشروعها الوطني نحو التقدم والإنجاز.
مصر هي مركز الثقل الإقليمي ومحور استقرار الشرق الأوسط ولن تفلح معها المحاولات الأمريكية ورغبتها في إعادة مصر إلي حظيرة التبعية والتقزم لصالح قوي مثل إسرائيل.. لأن مصر عرفت الطريق الصحيح هو طريق العزة والشموخ واستقلال القرار الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.