تبدأ فعاليات أعمال الشق رفيع المستوي للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء المقبل تحت عنوان "التركيز علي الشعوب والسعي من أجل السلام والحياة الكريمة علي كوكب مستدام". من المتوقع أن تشهد مشاركة مصرية نشطة استمرارا للدور الهام الذي تضطلع به مصر بمختلف أجهزة الأممالمتحدة ولاسيما علي ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن وحرصها علي مساندة جهوده من أجل دفع عجلة الإصلاح والتطوير الشامل داخل المنظمة بما يعبر عن رؤي ومصالح القاعدة الواسعة من الدول الأعضاء ولاسيما الدول النامية. تضم الجمعية العامة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة البالغ عددها 193 دولة وتشكل منتدي فريدا لإجراء مناقشات متعددة الأطراف بشأن كافة القضايا الدولية التي يشملها الميثاق وتضطلع بدور هام في عملية وضع المعايير وتدوين القانون الدولي وتجتمع في الفترة من سبتمبر وحتي ديسمبر من كل عام. قال السفير منير زهران مندوب مصر الأسبق لدي الأممالمتحدة وخبير في شئون نزع السلاح ان المشاركة المنتظرة للرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال الدورة "72" للجمعية العامة للأمم المتحدة مهمة وتعكس النشاط الكبير للدبلوماسية المصرية وحرص القيادة علي التواصل مع المجتمع الدولي وعرض رؤيتها بالنسبة لمخاطر الارهاب ودعم التنمية كما ستكون فرصة سانحة لعقد اللقاءات الثنائية بين الرئيس السيسي ونظرائه من رؤساء الدول. أضاف ان النقاش العام سوف تبدأ جلساته الثلاثاء المقبل حيث يلقي رؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين بيانات دولهم وهناك اجتماعات أخري تكون علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مثل اجتماعات المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية وأيضاً اجتماعات وزراء مجموعة .77 أشار إلي أن هناك موضوعات هامة سوف تكون علي قمة الأولويات المصرية خلال هذه الدورة وتشمل الإرهاب وتمويله والمساندين والداعمين له سواء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن. مشيراً إلي أن مصر ترأس لجنة الإرهاب في مجلس الأمن حتي انتهاء مدتها نهاية العام الجاري في عضوية المجلس ولنا باع طويل في الموضوع منذ سبتمبر عام 1972 عندما أدرج الإرهاب كبند علي دورة الجمعية العامة والأسباب الهامة التي تؤدي إليه. أضاف ان موضوعات فلسطينوسوريا وليبيا واليمن سوف تكون محور المناقشات في الجمعية العامة بالإضافة إلي اللجان المتفرعة من الجمعية العامة واجتماع المجموعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية كما تم مناقشة هذا الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة منذ أيام. أكد أن من ضمن البنود الهامة الأخري متابعة أجندة التنمية المستدامة التي اعتمدت في الدورة "70" للجمعية العامة عام 2015 ومصر تقوم فيها بدور مهم جداً وعملنا لها إدماجا في الخطة المصرية من الآن وحتي عام 2030 وهذا علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والتنمية المستدامة. وبالنسبة للأمن أشار السفير زهران إلي أن أهم الموضوعات اعتماد الجمعية العامة علي المستوي التفاوضي لمعاهدة حظر انتاج وتخزين واستخدام والتهديد باستخدام السلاح النووي هذه المعاهدة تم اعتمادها ب "122" صوتا منهم صوت مصر. رداً علي سؤال ان دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد وسط تحديات كبيرة فهل هناك أمل في التوصل إلي حلول وتوافق من أجل القضاء علي بعض من هذه المشكلات الموجودة علي مستوي العالم قال السفير زهران: يجب أن ننظر ونبني علي ما تم إنجازه سواء بالنسبة لما يجري في ليبيا وما يجري في سوريا واليمن والعراق ونتمني أن نبني علي هذا ونأمل بوجود تمثيل في مختلف الدول المعنية علي أعلي مستوي وان ذلك سوف يدفع بالعجلة إلي الأمام نحو تسوية جميع المشاكل خاصة في منطقة الشرق الأوسط. من جانبه يقول السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية السابق ان الموضوع الرئيسي الذي تركز عليه الجمعية العامة هذا العام هو محورية الإنسان "تحقيق السلام والعيش الكريم للجميع علي كوكب مستدام" حيث يتناول المؤتمر السعي من أجل تحقيق السلام والعيش الكريم للجميع وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد من الوثائق والتقارير ذات الصلة بأجندة هذا العام حول التعليم والبيئة والتنمية الاجتماعية وكذلك 72 وثيقة وتقرير مختصر حول التجارة والنوع والتنمية البشرية فضلاً عن عددا من الوثائق الأخري حول موضوعات العولمة وأجندة الأممالمتحدة 2030 والتكنولوجيا والابتكار والرعاية الصحية. أوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحرص علي تمثيل مصر في هذا الاجتماع السنوي الهام. حيث يتناول أهم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية والقارة الأفريقية والعالم والخاصة بتعاظم دور الإرهاب الدولي واستغلال المنظمات الإرهابية والجهادية التقنيات الحديثة في الترويج للفكر المتطرف وتأثير ذلك علي الشباب في الوطن العربي وما يرتبط بذلك من عملية تمويل الإرهاب وتوفير الملاذ الآمن له من قبل بعض الدول والتي توفر فرص العلاج للإرهابيين والتدريب والسلاح مع التركيز علي قصور المجتمع الدولي في خلق جبهة موحدة لمواجهته والحد من استمرار انتشاره ومحاصرته. من أولويات الأجندة المصرية التأكيد علي ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي تسويات سياسية للنزاعات التي تواجهها المنطقة العربية وموضوع دعم وتأمين عودة الملايين من اللاجئين والنازحين إلي بلدانهم وتقديم الدعم اللازمة لإعادة أعمار بلدانهم. أضاف أن من أهم القضايا التي تشغلنا وتحظي باهتمام كبير للسياسة القيادية وسيتم تداولها في الجمعية استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأعمال التصعيد التي تشهدها مدينة القدسالمحتلة وعملية إجلاء المواطنين منها من قبل الحكومة الإسرائيلية. أوضح أن بعض التطورات الأخيرة علي المسرح الدولي وخاصة في شبه الجزيرة الكورية ستفرض نفسها علي الجمعية العامة خاصة أن هناك دعوة من رئيس الجمعية العامة للأعضاء لحضور الاجتماع العام الرفيع المستوي للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له وسيعقد في ال 26 من الشهر الجاري حيث سيتم التركيز علي الدول التي تستخدم السلاح النووي وتقيم التجارب النووية والتي ترهب بها جيرانها. كما سيتم تناول ما يحدث في ميانمار من تعذيب للمواطنين المسلمين والإبادة العرقية هناك وهي كلها مسائل تنطوي تحت بنود حقوق الإنسان والمجتمعات والتزامات الدول الأعضاء في هذا المجال. أضاف أن مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة ستؤكد ضرورة تعزيز المناخ الدولي المناسب الذي يسهم بجانب جهود دولنا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز حركة التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي المباشر وتوفير الخبرات اللازمة لهذا الهدف. "تشبه البرلمان الدولي وتبدأ اجتماعاتها مع شهر سبتمبر تزامناً مع بدء معظم المجالس النيابية نشاطها".. والكلام للدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة موضحاً أن مشاركة الرئيس مهمة وتعكس النشاط الكبير للدبلوماسية المصرية وحرص القيادة علي التواصل مع المجتمع الدولي وعرض رؤيتها والتي قد تعكس آراء الكثير من الدول العربية والأفريقية. كما تمكن مصر من الحديث حول مخاطر الإرهاب وأهمية دعم جهود التنمية. تقول الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن الجمعية العامة للأمم المتحدة منتدي دولي رفيع يوفر فرصة سانحة لرؤساء الدول للتواصل والتشاور وعرض الرؤي المختلفة حول القضايا الداخلية والدولية خاصة من خلال اللقاءات التي تحدث علي هامش الاجتماعات. تابعت أن حرص الرئيس السيسي علي المشاركة في اجتماعات الجمعية خطوة جيدة لتتمكن مصر من توضيح مجريات الأمور بها وتعمل علي تعزيز التعاون لتسوية أزمات المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية مشيرة إلي أن حضور اجتماعات الجمعية له يعد استراتيجي واقتصادي حيث يشكل فرصة للقاء الرئيس برجال الأعمال الأمريكيين وعرض فرص الاستثمار بمصر والمشروعات الحيوية مثل محور قناة السويس والتعريف بمزايا قانون الاستثمار الجديد. الدكتور عادل عامر رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والقانونية يري أن اجتماعات الجمعية العامة تشكل فرصة عظيمة لمصر لعرض معاناتها مع الإرهاب وتحملها فاتورة مواجهته وحدها دون مساعدة من المجتمع الدولي والأممالمتحدة موضحاً أن مشاركة الرئيس المرتقبة بالاجتماعات لها دلالة كبيرة وتوصل رسالة للعالم بأن النظام السياسي المصري يدعو للسلام. يضيف أن الاجتماعات فرصة لمصر أن تفضح الدول الممولة للإرهاب وتحث العالم علي اتخاذ خطوات فعالة ضد هذه الدول فالإرهاب بلا تمويل يموت ويتوقف. كما أن الاجتماعات فرصة للتعريف بالقرارات الاقتصادية التي اتخذتها مصر وأهميتها في دفع عجلة التنمية والنهوض بالاقتصاد.