مرحلة الثانوية العامة بكافة فروعها تعد المعبر الذي يمر عليه كل طالب. فقد كانت تسمي قديمًا بالتوجيهية أي المرحلة والوسيلة التي يتوجه من خلالها الشاب نحو مستقبله ليحدد وجهته في هذه الحياة الكبيرة والواسعة. وعلي نتائجها يعتمد تحقيق الطالب لطموحه وحلمه بالالتحاق بالجامعة التي يرغب بها.. وبدراسة التخصص الذي يفضله ويري نفسه به. وقد أوشكنا علي الانتهاء من مراحل التنسيق للقبول بالجامعات. المرحلة التي تتوج مجهود الطالب وعناء الأسرة المصرية التي ساهمت في توفير المناخ الدراسي الملائم لأبنائهم. ومن هنا نسأل كل طالب أو أسرته هل نجلكم حقق ما يريد! أم أن التنسيق هو الذي حقق ما يريد.. وهل الطالب والتنسيق والدولة المصرية تقابلوا في نقطة واحدة وهدف واحد؟ ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ونلاحظ أن الغالبية العظمي للشباب قد تبعثر هدفه وآماله ورغباته وتحطم علي صخرة عدم التطوير والتطور طبقًا لاحتياجات سوق العمل. فنلاحظ من تحطمت آماله في الالتحاق بكلية ما بسبب قد تصل إلي كسر أو جزء من الدرجة.. ليقف الطالب والأهل أمام مشهد أقرب ما يكون لمشهد شخص ينظر لرماد يتطاير أمامه هذا الرماد هو حلمه في الالتحاق بالجامعة التي يرغب بها. لذلك يلجأ إلي الجامعات الخاصة التي قد انتشرت بشكل كبير قد أوشك علي أن تزيد أعداد الجامعات الخاصة عن الجامعات الحكومية.. تلك التجربة التي مضي عليها ما يقرب من خمسة عشر عامًا فلها ما لها وعليها ما عليها. فالبعض يري انها تجربة أفادت الطلبة من الراغبين في الالتحاق بالتخصصات التي لم يمكنهم مجموعهم في الثانوية العامة من الالتحاق بالجامعات الحكومية بها خاصة الصيدلة والطب والهندسة وطب الأسنان. حيث وجد أولياء الأمور والطلبة في إنشاء هذه الجامعات خروجًا من مأزق المجموع الكبير لتحقيق الطموح والبعض الآخر يري انها "سبوبة" لرجال المال والأعمال وأن أساتذة الجامعات الحكومية مقابل بضع آلاف يتقاضونها مقابل ساعات عمل بها. أيًا كان هدف هذه الجامعات لكن لابد أن ننظر إلي مستقبل أبنائنا لذلك فلابد أن يكون لهم نظرة عميقة في مدي ونوعية توجيه الشباب نحو مدي احتياج الدولة. فأتمني أن يكون هناك تواصل بين المجلس الأعلي للجامعات الخاصة ورؤساء الجامعات الخاصة بمدي احتياجات كل جامعة من الطلاب والطاقة الاستيعابية لكل كلية. أتمني أن يتم حل أو العمل علي حل المعادلة بما يتناسب مع رغبة الطالب في الحدود المقبولة لأن دائمًا الرغبة نابعة من الموهبة وإذا اجتمعت الرغبة مع الموهبة سيكون هناك إبداع والعكس صحيح.