الولايات المتحدةالأمريكية هي القوة الأولي في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بقنبلتي هيروشيما ونجازاكي باليابان.. وكان الاتحاد السوفيتي في عقود خلت يواجهها حتي خلت الساحة لأمريكا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي إلي 15 دولة وكأن هناك اتفاقاً غير مكتوب بين الدول الغربية الرأسمالية بقيادة الولاياتالمتحدة لهذا الهدف.. وأصبحت أمريكا هي القوة الأولي في عالم اليوم بلا منازع.. ولكن. نعود إلي صفحات التاريخ.. في حقبة من الزمن سادت حضارة مصر الفرعونية بتفوقها علي حضارات أمم الأرض المعاصرة لها وعندما حان أفولها صارت الزعامة للفرس ثم للرومان ثم للمسلمين ثم لأهل النمسا وانتقلت إلي الإسبان والبرتغاليين ثم الفرنسيين حتي وصلت إلي الامبراطورية البريطانية "التي لا تغيب عنها الشمس" لكن الشمس غابت عن كل تلك الامبراطوريات لذلك مهما طال بها الزمن أو قصر فإن الامبراطورية الأمريكية صفحة من التاريخ وسيأتي اليوم لطيها لتأتي الصفحة التي تليها وعجلة التاريخ دوارة ولا تكف عن الدوران ولو قدرت الامبراطورية الأمريكية لنفسها أن يكون القرن الحالي هو قرنها فقد يكون للأقدار وجهة أخري "وتقدرون وتسخر الأقدار" أو تضحك الأقدار والأيام دول هذا لها وذاك عليها والعيب عند الله لا يعلمه سواه ولا يسطر لوح الأحداث غيره.. طالت المقدمة ونراها بديهية وضرورية وأجدر بأن تذكر ونعقبها بعظة التاريخ. القوة التي تنصر ظالماً علي مظلوم عار يحيق بصاحبها والقوة التي لا تعبأ بالعدالة ومعاييرها نكبة علي ممتكليها والقوة التي لا يعلوها الحق ففي داخلها عناصر انتحارها. وبداية نتجاوز تاريخ نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث اكتشف "كريستوفر كولومبس" الأرض الجديدة عام 1492 وهي نفسها التي وصلها "أمريكوفيسبوتس" عام 1499 إذ سميت "أمريكا" نسبة إلي أمريكو ثم نعبر مبدأ "مونرو" الأمريكي عام 1823 الذي انحاز إلي سياسة العزلة لنقفز إلي الحرب العالمية الأولي وهنا كانت أمريكا قد تعلمت وتخرجت في المدرسة البريطانية الاستعمارية واتعبت استراتيجية مشابهة بتأييد التحالفات المعادية لألمانيا في الحربين العالميتين الأولي والثانية وأقامت حلف الأطلنطي عام 1949 لاحتواء الاتحاد السوفيتي السابق وتأييد اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية ضد القوتين الصينية والسوفيتية إبان الحرب الباردة وكان لها اليد الطولي في زرع الكيان الصهيوني في القلب من العالم العربي وتشعبت علاقاتها القوية بين أكبر عدد من الدول لتكون مركز اتصالات العالم السياسية والعسكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية.. إلخ. وإذا ما وصلنا إلي تفكيك الاتحاد السوفيتي ومرحلة ما بعد حرب الخليج الثانية أصبحت أمريكا هي القوة العالمية المهيمنة مطلقة الإرادة بمقدورها أن تفعل ما تشاء. وفيما تشاء كفيما تشاء ويجب ألا يغيب عنا أن مقومات التفوق الأمريكي في القوة والاقتصاد والتكنولوجيا لا تتآكل علي النحو الذي كان لامبراطورات سابقة سادت ثم بادت لأن عصر الكمبيوتر قد حسم للقيادة الأمريكية تفوقاً بعيد المدي.. ولكن. في "ولكن هذه بيت القصيد ومربط الفرس. والحديث يتواصل".