يبدو ان الصراع في العراق لم ينته مع قرب انتهاء سيطرة تنظيم داعش الارهابي علي 40%من مساحة العراق التي تم تحريرها الآن ولم يتبق سوع مناطق محدودة في مدينة الموصل حتي تفجرت أزمة جديدة في العراق قد تصل الي حد المواجهة العسكرية بين أبناء البلد الواحد وهم الحكومة العراقية واقليم كردستان الذي اعلن عن تنظيم استفتاء رسمي خلال الاشهر القليلة القادمة للاستقلال عن دولة العراق ورفض الحكومة العراقية علي كل المستويات موضوع الانفصال عن الدولة الام. "الجمهورية" التقت الملا ياسين رؤوف مدير مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم في اقليم كردستان بالقاهرة والذي أكد علي ان الاستفتاء سيجري قبل انتهاء عام 2017 وان الدولة الكردية في طريقها للظهور وحق تقرير المصير يكفله القانون الدولي وأن هناك صداما قادما مع الحكومة العراقية التي ترفض تماما فكرة الاستقلال عنها الا ان الاستفتاء يواجهه بعض المشاكل حيث يحتاج لتوافق داخل الاقليم وندوات واستعداد مكثف من قبل الاقليم. قال لإجراء الاستفتاء يجب تشكيل لجنة من كل القوي السياسية في الاقليم ويكون دورها الاشراف علي عملية الاستفتاء وتوضيح لماذا تم ذلك لدول العالم خاصة ايرانوتركيا وعراق المستقبل والدول العربية ولم يتم تشكيل هذه اللجنة حتي الان.وكذلك تعطل البرلمان الكردي منذ فترة بسبب الخلافات الحزبية بين القوي السياسية وحركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني من معوقات اجراء الاستفتاء ونتمني تفعيل البرلمان وان تصدر هذه القرارات بشرعيته البرلمانية. قال الملا ياسين نحن نعرف وندرك ان طريق استقلال كردستان واعلان الدولة ليس مفروشا بالورود وهناك عراقيل وعقبات شتي من ايرانوتركيا والدول العربية ونحن ندرك ذلك كما ان الدولة العراقية لايمكن ان توافق علي استقلال الاقليم واعلان الدولة. قال ليس من حق العراق منع الكرد عن اجراء الاستفتاء ولن يتم اعلان الاستقلال الا بعد مفاوضات معقدة وطويلة مع الدولة العراقية خاصة وأن الكرد جزء من تلك الدولة وعملية فصل الجزءين الملتصقين صعبة ولذلك سيكون هناك تحاور معها حين نقرر الاستقلال بدولتنا واجراء الاستفتاء الان ليس معناه الاستقلا فورا فالمسئولين يسعون للحصول علي الموافقة الشعبية من الشعب للتحرك سياسيا والتفاوض لتحقيق حلم الدولة الكردية بمعني الشرعية الشعبية. قال ان طريق الدولة الكردية ليس معبدا بالورود وستكون هناك مواجهات مع معظم الدول ليس الدولة العراقية فقط وبحصول الموافقة الشعبية لن يكون الاكراد هم سبب من فتت العراق ولكن تفتيت العراق سيكون علي يد السنة والشيعة خاصة ان الصراع السني الشيعي طويل وممتد منذ قرون وكذلك الكراهية موجودة بين الشيعة والسنة منذ عقود والخوف من الآخر كل فصيل يخاف من الآخر هم تخطوا مرحلة الكره الي مرحلة القتل والتدمير وقد يكون الخوف هو من يدفع الاطراف الي اتخاذ قرارات خطيرة. أشار الملا ياسين رؤوف رئيس مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة إلي أن رفع العلم الكردي علي كركوك الي جانب علم العراق جاء طبقا للدستور العراقي خاصة وان الدستور أقر ان محافظة كركوك منطقة خلاف بين العراق وكردستان حسب المادة 140 ولي الحق ككرد رفع علم كردستان علي هذه المدينة الي جانب علم العراق المرفوع علي كل مؤسسات الاقليم في كردستان هناك العلمين وهو ماتم من قبل محافظ كركوك عندما رفع علم الاقليم بجوار العلم العراقي مما اثار حفيظة بعض العراقيين. قال ان هناك صراعا قادما بين الكرد والحكومة العراقية التي ترفض نهائيا فكرة استقلال الاقليم عن الدولة العراقية ولن توافق بسهولة علي الاستقلال نعلم ذلك ولم نصل الي مستوي الصراع المسلح وستعلن الدولة الكردية بما فيها كركوك وستقوم الدولة علي كل اراضي كردستان ليست الحكومة الحالية فقط بما فيه محافظات حلبشة والسليمانية واربيل وكذلك كركوك. قال اذا قامت الدولة العراقية باجراء استفتاء ضد استقلال كردستان سيكون غير دستوري. والدستور العراقي يقول ان استقلال الكرد يكون بالحوار مع المسئولين العراقيين وليس بالاستفتاء. أوضح ان اتفاق سايكس بيكو بين الدول الاستعمارية قسم الدول العربية علي ورثة الدولة العثمانية ووقتها لم تكن هناك دول عربية قائمة بحدود واضحة المعالم وكيان سياسي قوي سوي مصر.وباقي هذه الدول كانت تابعة للدولة العثمانية عبارة عن ولايات ولاية الحجاز والموصل وغيرهما. وتجاهلت الاتفاقية اقامة الدول الكردية ووزعتها علي خمس دول رغم ان عدد الكرد في المنطقة 45 مليونا. قال ياسين رؤوف ان تركيا ستحارب انشاء دولة كردية في العراق خاصة وان اكبر اقلية موجودة في تركيا خوفا من نقل الفكرة لتركيا. واستبعد المواجهة العسكرية بسبب ظروف العالم الان وأن ديكتاتورية اردوغان ستشعل المنطقة بعد داعش. قال ان مصر هي الدولة العربية الوحيدة في المنطقة علي المستوي الرسمي والشعبي لاتكن اي كره او عداء للأكراد والعلاقات بيننا علي اعلي مستوياتها وتم فتح مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي أولي رعاية خاصة للاكراد في المنطقة العربية.