المشروعات الصغيرة والمتوسطة. هي جوهر أي تنمية اقتصادية إن كنا جادين حقاً وفعلاً في تنمية حقيقية ومستدامة. الصين مثلاً المشروعات الصغيرة والمتوسطة فيها تمثل 60% من حجم صادراتها إلي العالم. وفي تايوان تمثل 65% من الصادرات. وفي هونج كونج 70% من صادراتها. و43% في كوريا وصادرات هذه الدول تقدر بمئات الآلاف من المليارات سنوياً. في مصر المشروعات الصغيرة والمتوسطة إسهامها لا يكاد يصل إلي نحو 4% في أفضل الأحوال رغم أن نسبة العاملين في هذه المشروعات تمثل 75% من العمال.. ولا يتناسب حجم العمال فيها مع نسبة العائد. ولا يتناسب الجهد مع الناتج.. لهذا عندنا مشكلة.. رغم أنها طوق نجاة لأزمتنا الاقتصادية وهناك فاقد جهد ووقت ومال. وفرصة نجاح. ماذا لو جمعنا الطاقات وكنا جادين فعلاً وانطلقنا نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يجب إحياؤها ودعمها وعليه يمكننا القضاء عملياً علي البطالة. وتوفير المنتج المحلي وهنا نستطيع بشكل حقيقي الاستغناء عما نستورده. ومن ثم تنخفض الأسعار. في مصر لا توجد حاضنات للمشروعات كما هو عند الدول الجادة علي تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. في العالم الآن أكثر من 13 ألف حاضنة مشروعات. منها 5000 في الولاياتالمتحدة وحدها.. هذه الحاضنات تقدم المشورة. والدعم. والتقييم.. هدفها فقط إنجاح هذه المشروعات. ومن ثم تنجح وتنطلق إلي كيانات كبري في سنوات معدودة.. معظم الشركات والكيانات الاقتصادية الكبري في العالم بدأت هكذا بكيانات ومشروعات صغيرة. شبابنا لا تستهويه المشروعات الصغيرة كما لا تستهويه المغامرة فأحلامهم كبيرة. أن إمكانياتهم صغيرة في المعرفة والتجربة.. أغلبهم يرغبون في المال دون تعب.. فهناك العديد من الأسماء المعروفة في عالم الصناعة والتجارة قد بدأت بمشروعات صغيرة وتدر ربحاً متواضعاً وبالجدية والعزيمة أصبحوا كباراً بكيانات كبيرة. حكوماتنا كثيراً ما تتحدث عن أهمية المشروعات الصغيرة في المؤتمرات والصحافة بينما لا توفر لها البيئة المناسبة.. وليس عندها خطة واضحة لمستقبل هذه المشروعات.. إلا أن الرئيس السيسي مؤخراً أعلن عن اعتماد 200 مليار جنيه لهذه المشروعات. والواقع أنها لاتزال متعثرة ولا تجد من يرعاها أو الالتفات لها.. وهكذا الذهنية المصرية لم تتعلم فن الإدارة والدأب علي الاستمرارية ومواجهة الواقع وإن كان مؤلماً.