هل يقترب العالم من مواجهة نووية جديدة..؟ بعد توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداً إلي كوريا الشمالية "باستخدام النار والغضب" في النزاع القائم بين البلدين بسبب استمرار كوريا في تجاربها النووية التي تري فيها واشنطن تهديداً للعالم. ترامب يطالب كوريا بالتوقف والتراجع عن خططها في إجراء المزيد من التجارب النووية وتطوير قدراتها في هذا المجال. وتهديده كان حاسماً ويمثل تصعيداً قوياً وخطيراً في الأزمة.. ولكنه يضع مصداقية الولاياتالمتحدةالأمريكية علي المحك إذا لم تستجب كوريا وتتوقف. فماذا لو رفضت كوريا الشمالية التهديدات واستمرت في تجاربها.. هل سيترجم ترامب إنذاره في شكل عمل عسكري قد يؤدي إلي حرب نووية أم "سيبلع" ويسحب ما قاله من قبل ويضعف بذلك من مكانة وقيمة الولاياتالمتحدة في العالم. إن كوريا الشمالية حتي الآن لا تبدي اكتراثاً بتهديدات ترامب وتتعامل معها بموقف الند للند. وديكتاتور كوريا كيم يونج أون الذي سبق له قتل وزيري كورياً بمدفع رشاش لأنه قد نام في أحد الاجتماعات أصدر أوامره للجيش بالاستعداد لضرب أي أهداف فور إصدار الأوامر. ويونج يقود العالم إلي حرب نووية.. وترامب الذي يواجه الكثير من المتاعب والمشاكل الداخلية في بلاده يجاريه في التصعيد وتسخين الأجواء.. ولكن اياً منهما لن يكون قادراً علي إصدار قرار بالمواجهة. فللنووي قواعد وحسابات أخري. وكوريا الشمالية ليست العراق.. وليست جرينادا التي قامت أمريكا بغزوها في عدة ساعات..! *** وبينما العالم علي شفا الحرب النووية. فإن العالم العربي في حرب أخري بسبب المرأة وقضاياها..! والرئيس التونسي الباجي السبسي خرج علينا بتصريحات صادمة يتحدث فيها عن مساواة المرأة بالرجل في الإرث. وكان ممكناً التجاوز عن تصريحات الرئيس واعتبارها نوعاً من الاجتهاد أو محاولة استمالة المرأة بالحديث عن المساواة. ولكن مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ وهذا هو اسمه أيد ما طالب به الرئيس الباجي السبسي في مساواة المرأة بالرجل في الميراث وفي إباحة زواج المسلمة من أجنبي..! والشيخ بطيخ أثار ردود فعل غاضبة في الشارع التونسي بهذه التصريحات التي لا تخدم المرأة وقضاياها والتي لن ينجم عنها إلا فتنة جديدة تفجر مزيداً من ردود الفعل المتطرفة وتكون بمثابة وقود جديد للتشدد والإرهاب. إن هناك الكثير من القضايا التي حسمها القرآن الكريم والتي لا يجوز معها الاجتهاد أو اختلاف التفسيرات. وقضايا الإرث من بينها والحكم فيها واضح وصريح ولا يحتاج "بطيخ"..! *** الدولة المصرية وهي اجتماعات وجهود تعبر عن نوايا مخلصة لفتح الملف الإعلامي الفوضوي الذي ظل مغلقاً مستعصياً عن الحل لفترات طويلة. وهي أيضاً اجتماعات لا تهدف إلي فرض نوع من الوصاية علي الإعلام ولا إلي العودة إلي سياسات الصوت الواحد والرأي الواحد والاتجاه الواحد وإنما تحاول تنظيم العمل الإعلامي الذي تعرض لاختراقات عديدة أضرت بمصداقيته ومهنيته وضاعت معها معالم الطريق واختلطت فيها الأمور. وأزمة الإعلام الحالية لا تتعلق باختلاف الرؤي والتوجهات السياسية بقدر ما هي أزمة مهنية حرفية تتعلق بالأداء والاحترافية بعد اقتحامه الكثير من الهواة الذين جلسوا علي مقاعد تفوق قدراتهم. وامكانياتهم ولم يتمكنوا من توجيه البوصلة ففقدوا السيطرة عليها وتركوا الساحة خالية لغزو جديد للمجال الإعلامي من غرباء لهم أجنداتهم الخاصة. وأفكارهم المضطربة. ولأن الدولة كانت غائبة في فترات ليست بالقصيرة بعد ثورة يناير 2011 فإن الإعلام السياسي كان هو من تصدر المشهد وأفرز إعلاميين جدد كانوا سبباً في مزيد من الانقسام الداخلي وعاملاً مساعداً علي بث روح الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد.. وكانوا إعلاماً للمزايدات والفضائح علي حساب الحقيقة والموضوعية. ان التصدي لهذه الفوضي الإعلامية لن يكون إلا بوضع المعايير الموضوعية الحقيقية التي تبعد الهواة وتعيد رسم خارطة جديدة للأداء والرسالة الإعلامية وتعيد الاحترام والمصداقية لإعلام أضاع معالم الطريق. *** وأتحدث عن قضية بالغة الأهمية في وزارة لا يهتم وزيرها كثيراً بما يكتب وما يثار..!! أتحدث عن وزارة الصحة وعن وجود أجهزة بالوزارة وفي مستشفياتها ومراكزها الصحية للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية والصم. فقد وصل إلي الوزارة العديد من هذه الأجهزة الموضوعة في المخازن لأنها "عهدة" مرتفعة الثمن ولا يتم استخدامها للكشف علي الأطفال حديثي الولادة لفحص حاسة السمع لديهم ولمواجهة المشكلة قبل أن تتفاقم..! ويحدث هذا.. وسيظل ذلك مستمراً لأننا علي ما يبدو لا نجيد إلا "التخزين" فقط.. وإلي أن يأتي من يدرك قيمة الأشياء ويستفيد منها علي طريقته..! *** وإحنا الحمد لله عايشين مع كل ما نتناوله من طعام قد يكون ملوثاً أو فاسداً..!! فحتي في مطاعم الفنادق الكبري وجدوا الطعام فاسداً ومنتهي الصلاحية..! فشرطة السياحة في السويس بالتعاون مع مباحث التموين ومديرية الصحة نظمت حملة موسعة علي الفنادق السياحية بالعين السخنة أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من المعلبات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالإضافة إلي ضبط لحوم وفراخ وبط منتهية الصلاحية..! وإذا كان هذا هو الحال في الفنادق الكبري فإن بائع الفول المدمس الذي كان يغسل أطباق الفول في الترعة عنده حق.. ويلخص الحال كله في هذا المشهد..!! إحنا كويس اننا عايشين..!