جميعنا نعرف أن هناك فئة من البشر تري نصف الكوب الفارغ وفئة أخري تري نصف الكوب المملوء ولكن الجديد هو ظهور الفئة الثالثة الآن بالأسواق وهي الفئة التي لا تري الكوب من الأساس بل ولا تهتم حتي بوجوده ويشغلها أمور أهم وأعمق من الكوب وما فيه. فحينما اجتمعت سحر نصر وزيرة الاستثمار النشيطة بالأمير الوليد بن طلال واستطاعت إقناعه باستثمار 800 مليون دولار في مصر خرجت الفئة الثالثة لتتحدث عن ارتداء الأمير "الشورت" في لقائه مع الوزيرة ولم يهتموا أصلاً أو يناقشوا ما حدث في الاجتماع ونتيجته فهو لا يهمهم.. وكأن الغيرة علي الحكومة هي التي تحركهم.. والغيرة هي دليل علي الحب فلا تصدقوا من يقولون إن الشعب يكره حكومته بعد الآن. البطلة فريدة عثمان التي استطاعت ولأول مرة في التاريخ احراز الميدالية البرونزية لمصر في بطولة العالم في السباحة لم يشفع لها إنجازها وتعرضت لهجوم كبير بسبب ملامحها فالفئة الثالثة تري أن حظها من الجمال قليل وأن هذا سيؤثر علي فرصتها في الزواج.. حتي الراقصة التي ماتت في غرفة العمليات لم تسلم من السخرية ولم تجد من يحترم حرمة الموت ويطلب لها الرحمة بل كالعادة خرجت علينا الفئة الثالثة لتحاكمها. الأخبار التي تتحدث عن مشروع خطوبة النجمة السينمائية.. نبيلة عبيد جعلتها هدفاً للسخرية من سنها وعمليات التجميل وكأن عليها أن تتعجل الموت فالفئة الثالثة تري أنها ليس لها ولا لنا الحق في الحياة والحرية في اتخاذ قراراتنا.. فأي قرار يجب أن نأخذ عليه موافقة الفئة الثالثة قبل اتخاذه. .. وأخيراً .. لو كانت هناك بطولة عالم في "الكلام والتريقة" لاحتكرنا الميدالية الذهبية والفضية والبرونزية أيضاً.