پقد يظن البعض أن الارهاب والمشاكل الاقتصادية اكبر ما يواجه مصر من تحديات في الوقت الراهن لكني اعتقد ان امامنا معركة اخري تسبقهما في الترتيب.. ان ما نعانيه من مشكلات عبر تاريخنا لم تكن لتحدث لولا قيمة مصر ومكانتها وعظمة شعبها.. وفي صدارة هذا الشعب العظيم غالبية شابة قادرة علي العمل والانتاج وتوفير الحماية والامن وتبديل الاحوال والظروف. مما وضع شبابنا في بؤرة الاستهداف لمحاولات النيل من اهم بقعة علي وجه الكرة الارضية. لم تعد المعارك قوامها السلاح ولا اهدافها الارض واجساد الجنود.. اصبح الهدف اليوم ادراك وسلوك الشباب وصار "للفيس والواتس" دور وتأثير يفوق المدرسة والمسجد والكنيسة والصحيفة والتليفزيون.. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في خلق انطباعات محددة بعضها مجهول الهدف.. منها مثلا قيام الشباب بتصوير نفسه باستخدام الكاميرا الامامية للتليفون المحمول "سلفي" وتلتها مرحلة اكثر تطورا حيث يقوم بوضع وجهه علي نمط واحد ثابت بدأت " ببوذ البطة" واستمرت لابعد واغرب بمراحل.. ورغم انتشار التصرف المحدد بنفس الانطباع بين الملايين ورغم ان الهدف مجهول الا ان الاستجابة الجماعية تتم بمعدلات مذهلة. پعزيزي الشاب انت تنتمي لأعظم وطن عرفته البشرية وتمتلك صفات وقدرات لا تتوافر لغيرك من شباب الدنيا.. مصر تعرف ان معظم شبابها لا تنطلي عليه الحيل ولا يتحرك دون ان يفكر ويزن كل امور حياته بمنتهي الدقة. سيبني شبابنا ما لم يقدر الاجداد علي تشييده وسيضع راية مصر في مكانة اعظم وارقي وستزيد ما تعرض ويتعرض له من مؤامرات وفتن عوده صلابة وحركته قوة وعقله وعيا. پعزيزي الشاب هذا الوطن رغم ما نمر به من ظروف صعبة يثق بك ويقدرك ويعرف انك اغلي ثرواته ومنتهي اماله وعلي كتفيك تستقر اموره وتتحسن احواله.. ففي عقلك تكمن قوة هذا الوطن ويشكل وعيك اقوي اسلحته.. وعلي صدرك راية هذا الوطن ستظل مرفوعة طالما وقفت علي قدمين ثابتتين.. انت من ستسلم امانة هذا الوطن العظيم لاجيال قادمة تتعلم منك دروس الوطنية والنصر وصلابة التحدي وعظمة الاجداد والقيم المصرية الاصيلة وشهامة ابن البلد التي لا يعرف سرها الا الخالق عز وجل. سيظل شباب مصر كلمة السر في معادلة صمود الوطن في وجه اجيال من الحروب والخطط الشيطانية بل ان رهان مصر عليهم أقوي من الهرم الأكبر فليس في عين الام أعز من شبابها.