الدولار خلال إجازة شم النسيم.. أسعار العملات في البنك الأهلي والمركزي وموقف السوق السوداء    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 مايو 2024.. كم سعر كيلو اللحمة في مصر    الأرصاد تحذر من انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار على هذه المناطق (تفاصيل)    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    روسيا تصدر مذكرة اعتقال للرئيس الأوكراني زيلينسكي    أول تعليق من مدرب سيدات طائرة الزمالك بعد التتويج ببطولة إفريقيا أمام الأهلي    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ والبيض اليوم الأحد 5 مايو 2024 بعد الارتفاع    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    علي معلول: تشرفت بارتداء شارة قيادة أعظم نادي في الكون    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    كريم فهمي: لم نتدخل أنا وزوجتي في طلاق أحمد فهمي وهنا الزاهد    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    حسب نتائج الدور الأول.. حتحوت يكشف سيناريوهات التأهل للبطولات الأفريقية    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيجان الأمريكية    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة مار جرجس في طنطا    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    عاجل.. مفاجأة كبرى عن هروب نجم الأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل سياسي
السيد هاني .. يكتب عن علاقة "التآمر المشترك" بين "الدوحة" و"تل أبيب"
نشر في الجمهورية يوم 07 - 08 - 2017

أحسب أن تطورات الأزمة القطرية مع الدول العربية تصنع الآن مشهدا جديدا في المنطقة .. تعيد فيه رسم الخارطة السياسية للشرق الأوسط . وتمهد الأرض لبناء تحالفات جديدة .. ربما يأتي يوم قريب تشهر السلاح في وجه بعضها البعض ..!
- التلويح باشهار السلاح بدأ من قطر نفسها .. جاء علي لسان سفيرها في موسكو محمد فهد العطية يوم 25/7/2017 في تصريحات لاذاعة ¢صدي موسكو¢ .. قال فيها : ¢ان الأزمة حول قطر قد تؤدي الي حرب اذا لم يتم حل الصراع علي أساس مبادئ القانون الدولي . وان استمرار المقاطعة العربية لقطر يمكن أن يخلق حالة من الفوضي في المنطقة ويهدد السلام العالمي¢ ..
- تصريحات السفير القطري في موسكو تناقلتها وكالات الأنباء . وفتحت شهية وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ليعيد التأكيد علي استعداد بلاده للمساهمة في الوساطة التي تبذل لحل الأزمة بين قطر والدول العربية..!
- هنا ينبغي الاشارة الي أن عدد الوسطاء في الأزمة القطرية أكبر من عدد أطراف الأزمة نفسها ..!
- ينبغي الاشارة أيضا الي أن جميع هؤلاء الوسطاء - باستثناء الكويت - هم أكبر منتجو وتجار السلاح في العالم .. الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا . وروسيا .. الكل يزور عواصم المنطقة ويبدي رغبته في حل الأزمة عن طريق الحوار .. لكنه في نفس الوقت يريد أن يحجز لنفسه مكانا في سوق السلاح الخليجية . عندما تفتح هذه السوق أبوابها لحظة اشتعال الحرب . التي بشر بها السفير القطري في موسكو .. ليبدأ في تصدير السلاح الي الأطراف المتحاربة . ويجني مليارات الدولارات ..
- بالطبع فان هذه الحرب - اذا نشبت - لن تكون بين دولتين فقط في المنطقة .. قطر والسعودية مثلا .. انما السيناريو المتوقع لها . أن تدور بين محورين بدأت ملامحهما تتشكل مع الأيام الأولي لبدء الأزمة .. محور يضم كلا من قطر وايران وتركيا مدعوما من روسيا.. ومحور يضم الدول العربية المناهضة للارهاب .. أما الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي . فأغلب الظن أنها ستكتفي بادارة الصراع بما يحفظ مصالحها مع أطرافه .. لن تتورط في حرب مباشرة لحساب أي طرف . انما ستبيع السلاح للأطراف المتحاربة .. !!
- هناك وجهة نظر أخري .. تقول ان الأزمة بين الدول العربية وقطر لا يمكن أن تصل الي درجة الحرب .. ستقف عند اجراءات العزلة السياسية والاقتصادية التي تم فرضها علي قطر .. وستبدأ في الانفراج عندما تستجيب قطر لمطالب الدول العربية ..
- يراهن هؤلاء علي أنه ليس من مصلحة الدول الكبري .. الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي .. اشتعال حرب جديدة في الشرق الأوسط . بهذا الحجم والاتساع المتوقع لها .. لأنها ستضر بمصالح هذه الدول في الشرق الأوسط .. لذلك سيعملون علي ادارة الأزمة بما يحمي مصالحهم . ويضمن عدم تصعيدها الي درجة الحرب..!
- لكن هناك من يري أن أسباب الحرب متوفرة في الأزمة بين قطر والدول العربية .. وأن السفير القطري في موسكو لم يتحدث من فراغ..!
- أهم الأسباب أن هذه الأزمة توفر لايران فرصة تاريخية . لكي تعبر بقواتها الي الضفة الأخري من الخليج العربي .. عبورا شرعيا بناء علي طلب قطري .. ينقل الحرس الثوري الايراني الي الحدود الشرقية للمملكة العربية السعودية .. وهذا ما تتمناه وتخطط له ايران ..!
- هنا لابد من الاشارة الي أنه اذا كانت ايران تقصف الحرم المكي بالصواريخ من فوق الأراضي اليمنية .. فانها لن تتردد في قصف الرياض بالصواريخ من فوق الأراضي القطرية ..!
- عندئذ سوف ترد السعودية .. ولن يحتوي الموقف عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية .. انما ستنزلق المنطقة كلها الي أتون ¢حرب الخليج الثالثة¢ .. التي يتوقع لها أن تكون أوسع نطاقا وأشد ضراوة من حربي الخليج الأولي والثانية ..!
- لعل مثل هذه الحرب . التي تحدث عنها السفير القطري في موسكو .. هي بمثابة ¢الثمرة المرة¢ لشجرة الأزمة القطرية .. الشجرة لها جذور ولها أفرع .. تستحق منا البحث والدراسة والتحليل .. ولنبدأ أولا بالحديث عن ¢الجذور¢..
جذور الأزمة
تعود جذور الأزمة القطرية مع الدول العربية الي صيف 1995.. عندما قرر أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني السفر الي سويسرا لقضاء العطلة الصيفية بأحد منتجعاتها ..
وجد ابنه الشيخ حمد ولي العهد في هذه العطلة التي يغيب فيها والده عن البلاد . فرصه لتنفيذ مخططه للاطاحة بوالده والاستيلاء علي الحكم ..
- ذهب الي وداع الوالد بالمطار .. كان ذلك يوم الثلاثاء 27 يونيو 1995.. انحني الابن علي يد والده يقبلها أمام الكاميرات في مشهد وداع مؤثر .. ثم استدار الي الخلف بمجرد اقلاع الطائرة . وبدأ في تنفيذ مخططه ..!
- دعا المشايخ وزعماء القبائل والعائلات الي القصر الأميري بالدوحة فحضروا اليه .. وقف يستقبلهم ويصافحهم أمام كاميرات التليفزيون .. ثم فوجئوا به يطلب منهم مبايعته أميرا للبلاد .. فانقسمت القبائل بين مؤيد له ومعارض ..!
- لم يأبه الشيخ حمد بالمعارضين .. وأمر باذاعة بيان استيلائه علي الحكم في التليفزيون القطري مصحوبا بصور استقباله لزعماء القبائل والعائلات باعتبارهم جاءوا الي القصر الأميري مبايعين له أميرا للبلاد..!
- انتقلت المعارضة من القصر الي الشارع .. فشهدت شوارع العاصمة القطرية لأول مرة ظاهرة الكتابة علي الجدران .. عبارات تستنكر ما فعله الابن بوالده .. وشعارات تقول : ¢خليفة أميرنا الي الأبد¢ ..
- المعارضة قويت بدعم من الأم التي اتخذت من أبو ظبي مقرا جديدا لاقامتها .. وأصدرت من هناك بيانا تشجب فيه ما فعله ابنها بأبيه . وتتبرأ منه ومن أخويه عبد الله ومحمد اللذين انضما اليه ..
- هكذا وجد الشيخ حمد نفسه في مواجهة مع معارضة قوية بالداخل تقودها أمه وعدد من زعماء القبائل .. فكان لابد أن يبرر ما فعله بوالده .. فبدأ الطعن في ذمته المالية عبر وسائل الاعلام ..
- لكن وسائل الاعلام لم تفلح في تشويه صورة الوالد وتبرير ما فعله به الابن .. ظل للشيخ خليفة أتباع وأنصار ومحبون ومؤيدون له داخل المجتمع القطري . وداخل العائلة الحاكمة نفسها ..!
- هؤلاء الأتباع جعلوا الشيخ خليفة يظن أنه يستطيع خلع ابنه . والعودة الي السلطة ..
- لكن ذلك يحتاج الي خطة .. ويحتاج الي مساعدة من الخارج .. فطلب المساعدة من مصر والسعودية.
- جرت محاولة الأمير الأب استعادة حكمه في عام 1996 بعد عام واحد من الاطاحة به .. كادت المحاولة تنجح . خاصة أنها حظيت بدعم من بعض زعماء القبائل كقبيلة ¢آل مرة¢ .. لكن الابن استطاع التصدي لها والبقاء في السلطة.
الاستقواء بأمريكا
يمكن القول إنه رغم فشل محاولة الأمير الأب استعادة حكمه .. الا أن هذه المحاولة مثلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ قطر . وفي الدور القطري بالمنطقة العربية ..!
* كانت ¢نقطة البداية¢ لكل ما يحدث الآن ..!
- لماذا ..؟
* لأن المحاولة كشفت للأمير الابن أن ¢كرسي الحكم¢ الذي يجلس عليه غير مستقر له .. فأمه غير راضية عنه .. وأبوه يريد استعادة الكرسي .. والمجتمع القطري منقسم حوله .. والجوار العربي لا يرحب به .. بل وصل الأمر الي درجة أن أكبر دولتين عربيتين وهما مصر والسعودية ساعدتا والده في العودة الي الحكم ..!
- اذن كيف يمكن تقوية ركائز ¢كرسي الحكم¢ للأمير الابن في مواجهة كل هذه التحديات..؟
* ¢المقويات السياسية¢ لأنظمة الحكم الضعيفة .. تصنع كلها في الولايات المتحدة .. ثم تباع بأثمان غالية عبر وسيط معتمد اسمه ¢اسرائيل¢ ..!
- اذن .. فليستعن الشيخ حمد بالولايات المتحدة واسرائيل .. في مواجهة مصر والسعودية ..!
- هكذا ضبط الشيخ حمد بن خليفة بوصلته السياسية .. وبدأ وزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التحرك علي هدي هذه البوصلة ..
الزواج بإسرائيل
* في تلك الفترة .. عام 1996 .. كان رئيس الحكومة في اسرائيل هو شيمون بيريز صاحب مشروع ¢الشرق الأوسط الجديد¢ .. الذي دعا اليه ووضع تفاصيله في كتاب يحمل نفس العنوان .. في هذا المشروع كان بيريز يريد دمج اسرائيل في محيطها العربي عبر حدود مرنة مفتوحة "صفحة 192 من الترجمة العربية للكتاب" .. وذلك من أجل هدف قال عنه في صفحة 62 من نفس الكتاب : ¢هدفنا النهائي هو خلق أسرة أقليمية من الأمم . ذات سوق مشتركة . وهيئات مركزية مختارة . علي غرار الجماعة الأوربية¢ .. كل ذلك طبعا دون أن تنسحب اسرائيل من الأراضي العربية التي تحتلها . أو حتي تقبل بحدود ثابتة لها مع الدول العربية ..!
* التقت البوصلة القطرية مع بوصلة شيمون بيريز .. فنشأت بينهما مودة وانسجام .. تكللت بزيارة شيمون بيريز لقطر عام 1996 .. تم خلال الزيارة افتتاح المكتب التجاري لاسرائيل في الدوحة . والتوقيع علي اتفاقيات بيع الغاز القطري لاسرائيل . وكذلك انشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب ..!
- هنا لابد من الاشارة الي أن الموقع الجغرافي لقطر يمثل لاسرائيل أهمية استراتيجية بالغة الأهمية .. تفوق ما كان يحلم به شيمون بيريز عندما ألف كتابه ¢الشرق الأوسط الجديد¢ عام 1994 ..
- فالمكتب التجاري لاسرائيل في الدوحة .. يقع علي مسافة قصيرة من ايران . وكذلك من كل من السعودية والامارات والبحرين .. انه في قلب منطقة بالغة الأهمية لاسرائيل ..!
- لابد من الاشارة أيضا الي أن التسهيلات التجارية التي قدمتها قطر الي اسرائيل . وكذلك التعاون علي الصعيد الدبلوماسي بين الجانبين كان أكبر بكثير مما كان يحلم به شيمون بيريز نفسه عندما وضع تصوراته للشرق الأوسط الجديد .. حتي يبدو الأمر كمن كان يحلم بتبادل التحية مع فتاة .. فاذا بها تطلبه للزواج وتعفيه من المهر ..!
* الدليل علي ذلك أسوقه من كتاب ¢قطر واسرائيل - ملف العلاقات السرية¢ الذي كتبه الدبلوماسي الاسرائيلي ¢سامي ريفيل¢ ..
- هذا الرجل عمل مديرا للمصالح الاسرائيلية في الدوحة لمدة 3 سنوات من 1996 الي 1999 .. يقول في كتابه انه شارك بنفسه في تأسيس العلاقات القطرية الاسرائيلية . وأن حكومة قطر ذللت له كل الصعاب . وانه حصل علي تسهيلات كثيرة من مسئولين قطريين كبار ومن شركات قطرية كبري ..
- يكشف لنا أيضا عن دور سياسي لعبته قطر ¢كجسر معلق بين اسرائيل وبعض الدول العربية¢ .. لاسيما دول المغرب العربي التي دعتها قطر الي فتح قنوات اتصال وبناء علاقات مع اسرائيل تحت مسميات تجارية علنية وسرية ..!
- يؤكد هذا الدبلوماسي الاسرائيلي أيضا علي أن قطر قامت بعملية تزويد سريعة لاسرائيل بالغاز الطبيعي بأسعار رمزية .. لتعويضها عن توقف ضخ الغاز المصري في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ..!
- يقول ¢ريفيل¢ أيضا في كتابه ان قطر قامت بتحريض اسرائيل ضد كل من السعودية والامارات العربية المتحدة .. مستشهدا بالاتفاق القطري الاسرائيلي لانشاء مزرعة متطورة لانتاج الألبان ومنتجاتها اعتمادا علي أبحاث علمية تمت في مزارع اسرائيلية . وذلك بهدف منافسة منتجات السعودية والامارات في الأسواق العربية ..!
* هكذا بشهادة الدبلوماسي الاسرائيلي وصلت العلاقات القطرية الاسرائيلية الي درجة من المتانة والعمق . حتي أصبحت الدولتان تشتركان معا في التآمر علي السعودية والامارات ..!
* بذلك أصبح لاسرائيل .. لأول مرة منذ نشأتها عام 1948 .. حليف عربي يقدم لها خدمات مجانية سياسية واقتصادية دون أن تدفع ثمنا لذلك .. سوي استخدام نفوذها في واشنطن لحث الأمريكيين علي طمأنة الشيخ حمد بن خليفة علي بقائه في السلطة . وتثبيت ¢كرسي الحكم¢ له .. اذا ما هبت عليه رياح من السعودية أو دول الجوار العربي..!
* فأصبح الشيخ حمد ينام الليل مطمئنا ..!
لا مجال للمقارنة ..!
* هنا لابد من الاشارة الي أنه لاتصح المقارنة بين العلاقات القطرية الاسرائيلية . والعلاقات المصرية الاسرائيلية .. للأسباب التالية :
1- لأن الجوار الجغرافي بين مصر واسرائيل . هو الذي فرض علي مصر القبول بتوقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل لانهاء الحرب بينهما وتأمين الحدود المشتركة ..
- فهل بين قطر واسرائيل حدود مشتركة تفرض علي قطر السلام مع اسرائيل..؟
2- أن مصر لم تقبل بتوقيع اتفاقية السلام .. الا بعد أن دفعت اسرائيل ثمن هذا السلام . وهو الانسحاب الكامل من كل الأراضي التي كانت اسرائيل تحتلها في سيناء .. فما هو الثمن الذي حصلت عليه قطر من اسرائيل مقابل السلام معها ..؟
3- أن مصر لم تطبع علاقاتها حتي الآن مع اسرائيل .. والعلاقات بينهما هي دائما في أدني مستوياتها .. بينما التنسيق القطري الاسرائيلي قفز بالعلاقات بين الجانبين في زمن قياسي الي درجة ¢التحالف¢ .. و¢التآمر المشترك¢ ضد بعض الدول العربية .. كما أوضح الدبلوماسي الاسرائيلي سامي ريفيل في كتابه ..!
4- أن السلام بين مصر واسرائيل لم يؤثر أدني تأثير علي موقف مصر الثابت من قضية الصراع العربي الاسرائيلي . والدعم اللامحدود الذي تقدمه مصر للقضية الفلسطينية . وجهودها المستمرة للحفاظ علي وحدة الشعب الفلسطيني .. في المقابل فان قطر لعبت ومازالت تلعب الدور الأبرز في شق وحدة الصف الفلسطيني . عن طريق دعمها لحماس .. وذلك بالتنسيق مع اسرائيل .. وهو ما سأتناوله بالتفصيل لاحقا..
التحالف مع أمريكا
* رغم العلاقات القطرية الاسرائيلية الوثيقة .. الا أن الشيخ حمد بن خليفة ظل يتطلع دائما الي بناء تحالف قوي مع الولايات المتحدة الأمريكية . يدعم به ركائز حكمه .. لاسيما أنه عندما تولي الحكم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي . كانت الولايات المتحدة تنفرد بقيادة العالم باعتبارها القوي العظمي الوحيدة ذلك الوقت .. بالتالي فهي صاحبة الكلمة الفصل . في تقرير مستقبله السياسي ..!
* لم يكتف الشيخ حمد بايداع جزء كبير من الأموال القطرية في البنوك الأمريكية . أو التقرب الي دوائر صناعة القرار في واشنطن عبر الحليف الاسرائيلي .. ظل يتطلع الي ما هو أكثر من ذلك .. ثم جاءته الفرصة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 . عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية غزو أفغانستان . ورفضت السعودية السماح لها باستخدام قاعدة الأمير سلطان في هذا الغزو ..!
* علي الفور .. فتحت قطر أراضيها وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية في بناء قاعدة العيديد التي تقع غرب العاصمة القطرية الدوحة ..!
- استخدمت هذه القاعدة علي مدي أكثر من 10 سنوات في قصف وتدمير دولتين اسلاميتين هما : أفغانستان والعراق . وتشريد الملايين من المسلمين المدنيين الأبرياء ..
- هذه القاعدة هي أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في الخارج .. بها مقر القيادة المركزية الأمريكية .. واسطول جوي يضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع . بالاضافة الي مئات من الدبابات ووحدات الدعم العسكري . وكميات كبيرة من العتاد والمعدات العسكرية المتقدمة .. كما أن بها مدرجا لاقلاع وهبوط الطائرات يعد من أطول الممرات في العالم . وبه تجهيزات لاستقبال 100 طائرة علي الأرض .. هذه الامكانيات الكبيرة لقاعدة العيديد . جعلت العسكريين يصفونها بأنها ¢أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط¢ ..!
- كما وصفتها صحيفة ¢جولف نيوز ليترز¢ بعددها الصادر في 12/8/2002 بأنها ¢بوليصة تأمين لقطر¢..!
* هكذا اطمأن الشيخ حمد بن خليفة علي مستقبله السياسي .. بوجود قاعدة العيديد الأمريكية . والمكتب التجاري الاسرائيلي في قطر ..!
* القاعدة الأمريكية .. والمكتب الاسرائيلي .. والذكريات الأليمة في الليالي السود التي حاولت فيها دول الجوار العربي الامساك بخناق الشيخ حمد واعادة والده الي السلطة .. كلها عوامل اتحدت وصنعت هاجسا ملأ رأس الشيخ حمد .. وهو أن يكون ¢رجل¢ الولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة .. لأن التجربة أثبتت له أنه لاخير في العرب .. الخير كله في أمريكا واسرائيل .. ولا أمان له مع العرب .. الأمان كله مع أمريكا واسرائيل ..!
* هكذا بدأت ملامح السياسة القطرية في المنطقة تتشكل من جديد .. تعيد ترتيب أولوياتها علي ضوء الأجندة الأمريكية الاسرائيلية في الشرق الأوسط .. التي تسعي الي نشر الفوضي والانقسام وعدم الاستقرار في دول المنطقة ..
* لتحقيق هذه الأهداف بدأت قطر التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية . وفتح قنوات اتصال مع جماعات المعارضة المسلحة . ودعمها بملايين الدولارات لضمان ولائها .. حتي أصبحت هذه الجماعات بمثابة أدوات لقطر .. تهدد الأمن القومي العربي . وتنشر العنف والارهاب والقتل والدمار ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.