من حقه علينا بعد 3 أعوام من العمل الشاق وتلبية مطالب الصحفيين والاعلاميين وتساؤلاتهم المزعجة.. أن نكتب عنه كلمة. أن نعطيه ولو جزءاً يسيرا من حقه وهو الذي كان يرفض الحديث عنه أو الإشادة بدوره معتبراً أنه يقوم بواجبه. ولكني مضطر أن أخالفه هذه المرة.. عن السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. والذي ينتقل خلال أيام إلي محطة جديدة في خدمة بلده مندوبا ببعثة الأممالمتحدة بجنيف.. أتحدث في هذه السطور. والسفير علاء يوسف هو رابع متحدث باسم رئاسة الجمهورية منذ استحداث هذا المنصب عام 2010. حيث تولي منصبه في سبتمبر 2014 ونجح في إدارة أحد أهم الملفات الحساسة برئاسة الجمهورية وهو ملف العلاقة مع وسائل الإعلام والصحافة. حيث دخلت العلاقة بين الجانبين مرحلة جديدة أقرب للشراكة. لم يغلق السفير علاء يوسف بابه في وجه أحد. ولم يقصر تعامله علي الصحفيين المعتمدين لتغطية أخبار رئاسة الجمهورية. بل فتح المجال لتعامل أوسع مع قطاع الصحافة والإعلام. مع حرص حقيقي علي متابعة كل ما ينشر من خلال مكتب اعلامي علي أعلي مستوي من الكفاءة والاحترافية. لقد فتح السفير علاء يوسف صفحة جديدة أساسها الثقة والمصداقية بين الإعلام والمؤسسة الأهم في مصر.. وأذكر أنني عندما تشرفت بلقائه في قصر الاتحادية لأول مرة.. ديسمبر 2015.. شكرته علي هذه الفرصة وما منحه لي من وقت. وقلت له: لقد ظللنا طول عمرنا ننظر الي قصر الاتحادية من بعيد. وأقصي ما كنا نفعله أن نمر أمامه فلا نري منه سوي السور الخارجي. وبعض المباني التي نلمح جزءا منها بسرعة.. ابتسم السفير علاء يوسف وقال لي: لا شكر علي واجب.. هذا المكان هو مكانكم وبيتكم.. والرئاسة هي بيت الشعب. وهكذا فعلا تعامل السفير علاء يوسف مع الجميع..الرئاسة بيت الشعب.. وكان يترجم روحاً جديدة يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نجح في أن يضيف لرئاسة الجمهورية بعداً شعبياً جماهيرياً.. فأصبح مألوفاً أن نري العامل والفلاح وربة المنزل وغيرهم من بسطاء المصريين يجلسون مع الرئيس في مكتبه.. يتحدثون إليه بلا حواجز ودون تقيد بأي رسميات.. لم يتدخل السفير علاء يوسف في عمل أي صحفي. ولم يمل علي أحد ما يقوله أو يكتبه. كان يحرص علي توفير المعلومة للجميع واتسم عمله بالدقة والسرعة والمصداقية. وتلك هي المعادلة الصعبة التي نجح في تحقيقها. كما نجح السفير علاء يوسف في أن يجمع بين تقاليد مؤسسة الرئاسة العريقة بما تفرضه من انضباط والتزام. وبين وما يستلزمه العمل الاعلامي من مرونة وتخطِ لحواجز كثيرة ليس أقلها الرد علي اتصالات الصحفيين وتحمل "فضولهم" حتي ساعة متأخرة من الليل. وهم معذورون بحكم طبيعة عملهم.. وللأمانة.. وهذه كلمة حق يشهد عليها الله.. أنه تقبل ذلك بمحبة وسعة صدر. فلم يتجاهل رسالة. ولم يضق يوماً بأي اتصال. وأضاف الرجل بعداً إنسانياً في علاقته بالجميع فلم يقف الأمر عند حدود البيانات الرسمية ونقل ما يدور في لقاءات الرئيس. بل امتد إلي جانب إنساني نبيل وجميل رأيته بنفسي لدي حضور العديد من المناسبات الرئاسية. فلا يوجد صحفي إلا ويسأل عن السفير علاء يوسف ويبحث عنه ويحرص علي مصافحته حتي ولو كنا في حفل افطار يشرفه الرئيس بالحضور. وليس في مهمة عمل. هذا هو السفير علاء يوسف..