حروب الجيل الرابع أخطر الحروب الحديثة لصناعة "الدولة الفاشلة" وإسقاطها بدون جيوش نظامية أو صواريخ أو دبابات أو طائرات.. حروب جديدة غير نمطية أدواتها الفوضي والشائعات والأكاذيب وبث مشاعر الإحباط بين المواطنين عبر الشبكة العنكبوتية وتتضمنها من شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية تنشأ لتحقيق هذه الأهداف وكذلك جمعيات أهلية ممولة من الخارج.. وغيرها من أسلحة غير تقليدية يكشفها لنا خبراء الاستراتيجية العسكرية والأمنية. يؤكدون ان الدول المعادية تستخدم حروب الجيل الرابع والخامس لانخفاض تكاليفها وتحقيقها لنفس نتائج الحروب العسكرية دون خسائر مادية وبشرية عن طريق بث وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للفتن والشائعات وروح الإحباط والتغطية علي الانجازات والمشروعات الحيوية.. ولمواجهتها لابد من استخدام نفس الوسائل ولكن الوطنية منها لنشر الوعي والمعلومات الصحيحة لإحباط هذه المخططات بشكل سريع عن طريق الإعلام الوطني والإعلاميين من ذوي المصداقية العالية والنجوم والمشاهير المحبوبين من الشعب. اللواء أشرف السعيد الخبير الأمني يكشف ان المخطط موجود منذ عام 2011 لتخريب الدولة المصرية فبعد فشل جميع المحاولات اتجهوا لحروب الجيل الرابع باستخدام الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة لإحداث الوقيعة بين الشعب والنظام الحاكم وإحداث فتنة داخلية بين فئات الشعب نفسه وتحويله لفصائل مختلفة وأطياف. وللتغلب عليها لابد من المصارحة والمواجهة وتوضيح الإعلام لفصائل الشعب ان الغرض الأساسي من الإرهاب هو اسقاط الدولة والتصدي لأي شائعة مثارة وبشكل سريع عن طريق تكذيب المتحدث الرسمي لها وتوضيح الحقيقة. أوضح اللواء وائل سلمان الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية بعد آخر لصناعة الدولة الفاشلة بالكشف عن سبب اللجوء لحروب الجيل الرابع والخامس لإفشال الدولة لأنها لا تكلف الدولة المعادية سوي مبالغ صغيرة وتحقق نفس نتائج الحروب العسكرية فمن المعروف ان الحروب العسكرية لها تكاليف وخسائر بشرية ومادية. فتعريف الحرب هي صراع مسلح بين دولتين لتحقيق إرادتهما السياسية. فالغرض من الحرب أساساً تحقيق الإرادة السياسية بأي عملية سواء تقسيم الدولة أو إفشالها للتمكين من السيطرة عليها بتكاليف أقل من الحرب العسكرية ومن هنا جاءت نظرية الجيل الرابع والخامس من الحروب ففي العصر الحديث أرادت دول الاستعمار تقسيم العالم العربي وبدأت بالحرب العسكرية وحاربت في العراق وكانت خسائرها 4500 قتيل علي الرغم من الخيانة والاتفاق مع ايران والشيعة وكل الاتصالات المخابراتية كان لها خسائر وبالتالي قررت وقف الحرب العسكرية والتفكير بحروب الجيل الرابع والخامس. وحروب الجيل الرابع كما يقول اللواء وائل سلمان هو العمل علي إفشال الدولة بغرض إعدادها للتقسيم وأدواته زراعة طابور خامس واستغلال الطبقات المهمشة في المجتمع لهدم الدولة. مثال لذلك عندما استغلوا أطفال الشوارع والعشوائيات في الثورات الماضية والأعمال التخريبية وتسببوا في احداث مجلس الوزراء والمجمع العلمي وغيرها مقابل 20 جنيها للطفل أو الشاب. ويؤكد اللواء وائل سليمان ان من أهم وسائل الجيل الرابع الإعلام واستخدام كبار الإعلاميين ذوي المصداقية العالية لدي المشاهدين في بث الفتن والشائعات مقابل أجور ومبالغ وصلت للملايين فقوة وتأثير الإعلام وقوة التكنولوجيا والمعلومات في العصر الحديث تتماثل مع قوة القنبلة الذرية والقوات القتالية لأنها قادرة علي توجيه الرأي العام والتأثير علي عقولهم. ولهذا السبب حرص الرئيس السيسي في خطاباته علي توجيه أحاديثه وإرشاداته للإعلام والإعلاميين لأن لهم دور مؤثر في المجتمع.. كما ان من أدوات حروب الجيل الخامس زرع الفتنة بين كافة أطياف المجتمع سواء زرع الفتنة بين الرجال والنساء أو بين الشيعة والسنة أو بين النوبة والدولة أو بين المسلمين والمسيحيين وبالتالي أهمها زرع صراعات بين فئات وكيانات صغري تحارب بعضها لإسقاط الدولة مثل ما يحدث في سوريا الآن من صراعات. ويشير سلمان إلي انه لمواجهة هذه الحروب لابد من نشر الوعي والمعرفة لطبقات المجتمع وبث الحقائق عبر رسائل الإعلام الوطني حتي لا نترك الفرصة لهم لبث الفتن والشائعات. والأخطر كما يقول اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجي ان هدف حروب الجيل الرابع والخامس هو تشويه كل إنجازات الدولة وبث روح الإحباط داخل قلوب الشعب المصري لإسقاط الدولة وينبغي التصدي لها بكافة السبل الممكنة فعلي سبيل المثال أصرت القنوات الفضائية المعادية علي بث روح الاحباط لدي المشاهدين بأن مشروع محور قناة السويس مشروع فاشل علي الرغم من ان مكاسبه تعدت 8 مليارات جنيه سنوياً. أيضاً نفس الكلام بالنسبة لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة أشاعوا بأنه مشروع خاسر يستنفد طاقات وموارد الدولة دون أي فوائد علي الرغم من انه مشروع حول رمل الصحراء إلي ذهب. كما نددوا بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة وانها سبب الغلاء الذي نعيش فيه ولكن لولاها لكانت الدولة تعلن افلاسها وزاد الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي وانخفض العجز في الميزان التجاري ودارت عجلت الاقتصاد وزادت الاستثمارات ومن المتوقع أن تصنف مصر 2020 ضمن أحسن اقتصاد 30 دولة لكن هذا الكلام لا يتحدث عنه أي جهة أو وسيلة إعلامية جيشنا القوي ومحاولاته في محاربة التنظيمات الإرهابية ومحاربته لهم وتضحياته نجد مازال هناك من يشكك فيه فكل هذه محاولات ومخططات لحروب الجيل الرابع والخامس لإفشال الدولة لكي نصبح مثل سورياوالعراق واليمن ويسهل تقسيمنا لكن جيشنا القوي استطاع أن يتصدي لهم بكل حزم. ويضيف اللواء مصطفي كامل المستشار الاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية ان هناك مخططات بالفعل لإفشال الدولة منها نشر الفتن والشائعات واللعب في اقتصادها وتوطين الجماعات الارهابية علي الحدود للدول المطلوب افشالها واتباع خطط إعلامية كبيرة لوسائل الإعلام ذات المشاهدة العالية لبث روح الاحباط ومن المعروف انها تبث السم علي مصر وتريد تدميرها ولابد من محاربتهم ومواجهتهم برفع روح الإدراك والوعي ووجود إعلام وطني لمواجهة هذه المؤامرات بين الحقائق والشفافية المطلقة ونشر الوعي والمصداقية لتكذيب القنوات الفضائية التي تبث من الدول المعادية.