أطلقت القوات المسلحة في 2015 عملية "حق الشهيد" العسكرية في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في شمال سيناء لمواجهة العناصر الارهابية والاجرامية المسلحة التي تمركزت في أرض الفيروز بهدف اعاقة مسيرة الدولة المصرية ومحاولة تركيعها بدعم من دول اقليمية وأجهزة مخابراتية دولية. وتشمل العملية عدة مهام للقوات. يشارك بها أسلحة متنوعة أبرزها القوات الجوية التي تعاون قوات انفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية لتحديد أماكن تواجد العناصر الارهابية وتوجيه الضربات الاستباقية لهم. وتعتمد العملية علي أسلوب جديد في مواجهة السيارات الملغومة. وزرع العبوات الناسفة. كما أن هناك تطورا كبيرا في أداء القوات. والدليل علي ذلك الأعداد الكبيرة التي يتم تصفيتها والقبض عليها من الارهابيين في هذه العملية منذ انطلاقها. اللواء أ.ح منير حامد الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية. أكد ان عملية حق الشهيد بمراحلها الثلاث السابقة والمرحلة الرابعة التي تجري حاليا تسير بشكل نتج عنه قرب اقتلاع جذور الارهاب من سيناء. وان الملاحظ لما يجري يجد أن هناك تناقصا في معدلات العمليات الارهابية في سيناء مما يعني ان عملية حق الشهيد بمراحلها الأربعة قد أثرت تأثيرا واضحا علي العمليات الارهابية. أضاف اللواء منير حامد ان عملية حق الشهيد بدأت في 2015 وقد سبقها العمليتين نسر 1 ونسر 2 ونتج عن ذلك النقص الواضح في معدلات القيام بعمليات ارهابية وهذا يعني تأثير هذه المراحل علي العناصر الارهابية كماً ونوعاً حيث ان هذه العمليات العسكرية ذات أبعاد متعددة تعتمد علي القبض والقضاء علي العناصر الارهابية وكذلك تدمير البنية التحتية لهم بالقضاء علي أماكن التمركز والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر والمفرقعات وتدمير آليات التنفيذ مثل عربات الدفع الرباعي والدراجات النارية الخاصة بالعناصر الارهابية. مشيرا الي أن عملية حق الشهيد سوف تنتهي تماما بتطهير سيناء تطهيرا كاملا من العناصر الارهابية ومن يقومون بدعمهم. وأوضح حامد ان ما تقوم به الدولة من عمليات تنموية في سيناء هو العامل الذي سيكون له تأثير كبير في القضاء علي الارهاب حيث ان وجود مشروعات يعني وجود فرص عمل جديدة واستغلال أماكن متعددة في التنمية وخلق تجمعات تنموية. بالاضافة الي زيادة عدد السكان في تلك المنطقة واعادة توزيعهم جغرافيا. وكل هذا يصب في عملية اقتلاع جذور الارهاب من سيناء حيث ان خلوها النسبي من السكان وعدم وجود مشروعات تنموية يعد من دوافع زيادة الارهاب. وقال اللواء منير حامد انه يجب الوضع في الاعتبار ان تجفيف منابع الارهاب تمويلا وتدعيما من قوي خارجية هو بالقطع يطيل من أمد التواجد الارهابي ولهذا فان ما قامت به الدول الأربع مصر والسعودية والامارات والبحرين من اجراءات صارمة ضد قطر الداعم والممول الرئيسي للعناصر الارهابية هو مؤثر بلاشك في اقتلاع جذور الارهاب ليس من مصر فقط وانما من المنطقة العربية ككل. كما أشار الي أن جهود مصر الدبلوماسية الاقليمية والدولية وتعدد علاقاتها الايجابية مع كثير من الدول في مختلف أرجاء العالم أدي الي وجود تفهم كامل بعالمية الارهاب وليس محدوديته وانه يطال جميع الدول في مختلف القارات وهو ما أوجد تفهما من هذه الدول ان الارهاب لا يقتصر علي منطقة بعينها بل انه سريع الانتشار ويهدد جميع الدول بلا استثناء ولهذا نجد ان هناك توجها عالميا وان اختلفت درجاته في القضاء علي الارهاب وتجفيف منابعه وسوف يؤدي هذا التوجه الي تقليص العمليات الارهابية الي أقل حد ممكن. أكد اللواء طيار أ.ح هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية انه بتقييم عملية حق الشهيد خلال ال 6 شهور الماضية نجد ان عددا كبيرا منها ضربات استباقية لتطهير سيناء من الارهابيين وأعوانهم مشيرا الي أنها تتميز بسمتين مهمتين هما مراعاة البعد القانوني وعدم المساس بالمدنيين حيث يتم استخدام الأسلحة والذخائر المناسبة بحساب علمي دقيق حتي لا يتم الاضرار بأي مدني الأمر الذي يحسب للقوات المسلحة والشرطة المدنية لافتا الي أن اصطفاف مصر والسعودية والامارات والبحرين للتعاون في القضاء علي الارهاب وفضح الدول الممولة مهم جدا للقضاء علي الارهاب من المنبع ومن الضروري مساندة دول المنطقة المجاورة والعالم الدولي لمصر بدلا من الوقوف مكتوفي الأيدي والاكتفاء بالشجب والادانة. من جانبه أكد اللواء أ.ح طلعت موسي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ان المرحلة الرابعة من عملية حق الشهيد تعد استمرارا لتوجيه الضربات الاستباقية لتطهير أرض سيناء من الارهاب. مشيرا الي أنه بعد نهاية كل مرحلة يتم تقييم العملية واستخلاص الدروس المستفادة ووضع خطة جديدة للقضاء علي العناصر الارهابية تبعا لتطورات الموقف علي الأرض. وأشار اللواء موسي الي نجاح عملية حق الشهيد وان قوات انفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية يحققون خلال المرحلة الرابعة منها كما حققوا خلال المراحل السابقة نجاحات كبيرة جعلت الارهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة وان ما تفعله العناصر الارهابية حاليا ما هو الا محاولة لاثبات الوجود خاصة بعد الموقف العربي مع قطر التي تموله وترعاه. وأضاف ان المرحلة الرابعة من عملية حق الشهيد تتمثل في محاصرة العناصر الارهابية بمدن العريش ورفح والشيخ زويد ومنع اتصال العناصر الارهابية ببعضها البعض في المدن الثلاث ومنع الامدادات عنهم وذلك في اطار حظر التجوال المفروض مما يتيح للقوات تمشيط المنطقة وتحديد أماكن تواجد العناصر الارهابية وشل قدرتهم علي الحركة وتوجيه ضربة استباقية للقضاء عليهم. أكد اللواء أركان حرب ناجي شهود المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ان استمرار عمليات حق الشهيد مستمرة لملاحقة الارهابيين والتكفيريين فما تكاد تنتهي مرحلة حتي تبدأ أخري وذلك لحين الانتهاء من تصفية وتطهير الارهاب الموزع بنسب مختلفة في سيناء ودلتا مصر ثم الصعيد. وقال اللواء ناجي شهود ان القضاء علي الارهاب من المنبع وقطع مصادر تمويله بالسلاح والخطط والأموال سيعجل بالقضاء علي هذا العدو وأن نجاحات قوات انفاذ القانون والشرطة المدنية بسيناء كان له أثر كبير في تحقيق الأمان بربوع القاهرة بل وجميع محافظات الجمهورية. مشيرا الي أن الارهاب سيستمر لفشله في تحقيق أهدافه باعاقة الدولة المصرية ونهضتها العلمية والاقتصادية وان القوات المكلفة بتأمين ودحر الارهاب في سيناء ذو كفاءة عالية ومدربة للتعامل مع الجماعات الارهابية والتفرقة بين المدني البريء والارهابي المتخفي وسط المدنيين ويتم التعامل معه وهو أمر يحسب لقواتنا المسلحة. وأكد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية ان الارهاب سينتهي في سيناء عاجلا أم آحلا طالما أحكمنا السيطرة علي مصادر تمويله علي أن يصاحبه نهضة اقتصادية وتنمية حقيقية بادخال الزراعة والصناعة وتوفير المناخ المناسب للاستثمار وهو ما يتم حاليا. قال اللواء أركان حرب طه محمد السيد مدير أكاديمية ناصر الأسبق والمستشار الحالي بها ان ما تنفذه حاليا قوات انفاذ القانون من عمليات حق الشهيد هو استكمال لحصار ومداهمات القوات المسلحة للمناطق المشتبه بها وجود عناصر ارهايبة وتكفيرية من أجل اضعافها والقضاء عليها لضمان عدم القيام بأي عمليات ارهابية أخري مشيرا الي أنه عمل بطولي يتم نهارا وليلا رغم خطورة هذا العدو المتخفي وسط المدنيين ولذلك لا يمكن تحديد أو التنبؤ بميعاد انتهاء تلك العمليات العسكرية والقضاء علي الارهاب في مصر والعالم أجمع. أضاف مدير أكاديمية ناصر العسكرية الأسبق ان ضباط أرض الفيروز المكلفين بحماية أراضيها وتنميتها الشاملة يرفعون شعار "يد تبني. ويد تحمل السلاح" حيث انه في الوقت الذي تتم فيه ملاحقة الارهاب للحفاظ علي أمن وسلامة الوطن تنفذ أعمال التنمية الشاملة والتعمير في سيناء ببناء المساكن الجديدة ومد المرافق والخدمات وانشاء المدارس القبلية ورفع كفاءة مستشفيات العريش وغيرها. لتؤكد للجميع أن ارادة ا لمصريين من حديد لا يمكن كسرها أبدا مشيرا الي حرص القوات المسلحة علي عدم المساس بالأهالي والمواطنين الشرفاء حيث تتم المداهمات بعد دراسات والتأكد من سلامة المعلومات بوجود ارهابيين. وأكد اللواء أركان حرب طه محمد السيد ان الموقف العربي لمصر والسعودية والامارات والبحرين مشرف ورسالة لممولي الارهاب بوحدة الصف لمواجهة هذا العدو الغاشم وأن الأيام القادمة ستشهد انجازات كبيرة وسنجني ثمار ما بدأناه.