وأصبح الجميع في انتظار الكلمة الحاسمة والموقف الواضح من الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأزمة القطرية. فقد تعقدت الأمور. وفشلت محاولات التقارب والوساطة بين دول المقاطعة العربية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين في مواجهة إمارة قطر. فقد انتظرت دول المقاطعة أن تنجح الكويت في إقناع قطر بالتجاوب مع المطالب التي قدمتها هذه الدول وأن تبدأ حواراً حولها. وحاول أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح أن يستعيد ذكريات الكبار في التعامل والالتزام وإنهاء الأزمات بالشكل الودي. ولكنه لم يدرك أن أفكار الكبار لا تصلح في التعامل مع الصغار من فاقدي الأهلية والإدراك. وكنا علي ثقة منذ البداية بأن رعونة حكام قطر والدور المرسوم لهم بعناية سيجعل من التوصل لأي اتفاق أمراً مستبعدا ومستحيلاً أيضاً..! ولكن البعض كان لديه بصيص من الأمل في أن الكويت ستتمكن من تحقيق الانفراجة والخروج ببدايات للحوار. وهو اعتقاد لم يكن صائباً.. وثبت أن كل معادلات الوساطة لم تكن إلا وسيلة لاستهلاك الوقت ومنح حكام قطر فرصة للتفكير وبدء خطة الهجوم المضاد. *** وقد بدأوا بالفعل حيث نجحوا في إقناع الشعب القطري في الداخل أنهم في معركة من أجل الكرامة والشرف وأنهم يواجهون ضغوطاً شديدة من دول المقاطعة لحصار الشعب القطري وتركيعه وأن الالتفاف حول "تميم" هو من أجل الحفاظ علي السيادة والهوية القطرية. وبدأوا هجوماً آخر بتقديم إنذار بمهلة ثلاثة أيام لإنهاء الحصار وتعويض قطر عن خسائرها الاقتصادية وإلا خرجت من مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبدأوا هجوماً ثالثاً بإنفاق الملايين من الدولارات عبر وسائل الإعلام العالمية لإيهام العالم بأنهم يقفون مع حرية الإعلام والتعبير بموقفهم الرافض لإغلاق قناة "الجزيرة". واستعانوا في ذلك بشركات العلاقات العامة الأمريكية لتبني وجهة النظر القطرية ونشر مقالات المسئولين القطريين التي كتبت بعناية وبلغة ومفردات وتعبيرات تغازل العقل الأمريكي وتخدره أيضاً في حديث منمق عن الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية. ووصل الأمر إلي حد أن قطر هي من ينصح واشنطن ويهددها في الوقت نفسه إذا لم تحدد موقفها بوضوح تجاه ما زعمت أنه "انتهاكات" من دول المقاطعة. والسفير القطري في روسيا فهد بن محمد العطية كتب في "النيويورك تايمز" يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن ينصح حلفاءه في الخليج بتغيير سياساتهم تجاه بلاده. محذراً واشنطن من تضرر مصالحها إن هي واصلت دعم هؤلاء ضد بلاده. *** والقضية بذلك تنحصر في الموقف الأمريكي.. وفي طريقة معالجة واشنطن للأزمة. وكلمة واشنطن سوف تكون مؤثرة. إن لم تكن حاسمة. وهناك غموض مازال قائماً في الموقف الأمريكي. فقطر التي لا تكترث حالياً بالخروج من مجلس التعاون معتمدة في ذلك علي علاقاتها بتركيا وإيران لن يكون في مقدورها تجاهل أي موقف أمريكي يدعوها للتجاوب مع دول المقاطعة. وقطر التي تحتضن أكبر قاعدة جوية أمريكية تأمل أن يساعدها ذلك في إقناع واشنطن بالضغط علي دول المقاطعة بدلاً من تحميل قطر كل أسباب الأزمة. ولكنه رهان خاصر خاصة بعد أن فضحت "السي إن إن" قطر ونشرت الوثائق السرية لمحضر اجتماع الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت والشيخ تميم بن حمد أمير قطر في الرياض وتم فيه الاتفاق علي عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي من دول المجلس وعدم دعم الإخوان المسلمين أو غيرهم من المنظمات التي تهدد أمن واستقرار دول الخليج. وهو الاتفاق الذي خرقته قطر ولم تقم بتنفيذه. إن دول المقاطعة عليها الآن ألا تسمح لقطر بأن يستمر استهلاك الوقت علي هذا النحو وأن تكون هناك خطوات عملية حاسمة وسريعة لمنع المجرم من الهروب بجريمته. *** ونعود للأجواء المصرية وقضايانا المحلية وتصريح للمستشار عبدالفتاح أبو شنب الوكيل السابق بمصلحة الشهر العقاري الذي يقول إن 3% من العقارات في مصر مسجلة بالشهر العقاري..! والواقع أنها قضية روتين وتعقيدات ومبالغات تمنع عن الخزانة المصرية مليارات الجنيهات إذا ما تم تسهيل وتبسيط إجراءات التسجيل. فما يطلبه الشهر العقاري من أوراق وشهادات وبيانات جعل من تسجيل العقارات أمراً معقداً ومستحيلاً. ومنع المواطنين عن فكرة التسجيل وأهميته. وحتي التسجيل العيني الذي اخترعته الدولة كبديل مساعد للتسجيل العقاري لملاك الوحدات السكنية بالمدن الجديدة أصبح مستحيلاً أيضاً لوجود مشاكل مادية وإدارية بين شركات المقاولات والبناء وأجهزة التعمير بالمدن الجديدة. والنتيجة أن الناس فقدت الأمل في التسجيل العقاري أو العيني.. وضاعت علي الدولة ثروة هائلة كان ممكناً الحصول عليها ببضع أوراق وأختام وتوثيق..! *** ولا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي إلا عن الفارس المصري نائل نصار الذي خطف قلب بيل جيتس أغني رجل في العالم. ونائل في طريقه للزواج من ابنة بيل جيتس التي تعهدت بإسعاده والإخلاص له. والحياة حلوة.. والإنسانية لا تعرف الحدود أو المسافات أو الجنسيات. والعنصرية لا مكان لها في القلوب.. فالحب يصنع المعجزات.. وبيل جيتس سيصبح جداً لحفيد مصري.. لم يعد هناك شيء غريب أو مستحيل..!