** الليلة تبدأ الليالي الفردية في العشر الأواخر من رمضان حيث تكون ليلة القدر.. وحيث يبدأ ثلث الشهر الكريم "عشر العتق من النار".. فهل فكرت أو سألت نفسك ماذا ستقول لربك في هذه الليلة؟.. وما هو الدعاء الذي قد تدعو به ربك إذا أكرمك ورأيت بقلبك وروحك ليلة القدر. سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ماذا تدعو إذا صادفت ليلة القدر فأوجز رسولنا الكريم - كعادته - وأجمل في الإيجاز وقال لها قولي: "اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة".. وفي قول آخر: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا".. وهل هناك ما هو أجمل وأعظم من العفو..والعافية.. في الدنيا والآخرة؟ ماذا لو صادفت ليلة القدر.. ماذا ستدعو.. وكيف سترفع يديك للسماء تبتهل وتطلب من ربك ما تريد؟هل استعددت لتلك اللحظة؟ هل قدمت لهذه الليلة؟ لست واعظاً.. ولست داعية دينياً.. لكني أحاول بقلب الانسان.. وعقل الصحفي أن أسأل نفسي وأسأل كل انسان.. ماذا أعددت لهذه الليلة ونحن علي أعتاب العشر الأواخر؟ الاستعداد لهذه الليلة يبدأ مع أول يوم في رمضان بحسن الصيام وحسن التوبة والاستغفار كلنا نخطئ.. وكل منا له سيئاته التي لا يعلمها إلا الله.. ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهما وأيام للتوبة والاستغفار.. فهل نظفنا قلوبنا بالتوبة ومنحنا أنفسنا الأمل بالاستغفار؟ كلنا نخطئ.. وكلنا نحمل أوزاراً وأخطاء بل وخطايا لكن رحمة الله أوسع وأعظم.. فهل تعلمت أن تعفو حتي يعفو الله عنك؟ تطلب التوبة وتستغفر ربك وتسأله الرحمة والمغفرة وأنت قلبك مازال يحمل السوء ونقاطاً سوداء تجاه بشر.. فبأي قلب تتجه إلي ربك..؟ هل عفوت عن أخيك الذي أخطأ في حقك حتي تطلب عفو الرحمن؟ أعلم أننا بشر وكلنا خطاءون إلا أن خير الخطائين التوابون.. ولكي نتوب توبة حقيقية لابد أن يكون هناك اخلاص وصدق في النية.. ولابد أن نعلم أنفسنا كيف نعفو ونسامح حتي يقبل الله توبتنا فيعفو عنا ويسامحنا..!! الصدق في النية والاخلاص في العمل هما أساس كل عمل صالح.. فلا تنظر لما مضي وثق في ربك وأنظر لما هو قادم.. حاسب نفسك بحب وصدق.. تجد ربك هو الأعلي والأعظم يعفو عنك ويمنحك فرصة أخري.. وقد يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين؟ أعف عمن أخطأ وسامح من ظلمك وتجاوز عن حقك.. تجد العفو والسماح من الله الذي يتجاوز عن سيئاتك.. بل قد يبدل سيئاتك حسنات لأن الله هو الأكرم والأعظم.. ولأنه ليس كمثله شيء.. فإن انت عفوت فإن عفو الله أعظم وأكبر.. وكرمه ليس مثله كرم آخر فيبدل حسناتك سيئات..!! هل استعددت لتلك الليلة بعفو وتسامح ونية صادقة مخلصة لوجه الله؟ هل صمت الأيام الماضية عن الظلم والنميمة والقيل والقال هل كان صيامك فقط عن الطعام والشراب أم عن كل ما يغضب الله؟ حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله ومازالت أمامك الفرصة.. فالعشر الآواخر تبدأ الليلة.. احرص علي اقتناصها بحب وصدق واخلاص وقلب مفتوح مع الله..!. افتح صفحة جديدة مع الناس خاصة أهلك وأهل رحمك.. وأصدقائك وجيرانك وزملاء العمل.. افتح صفحة جديدة مع نفسك وحاسبها حساباً عسيراً.... وأعلن الندم.. والتوبة.. والنيه الصادقة في أن تفتح صفحة جديدة بلا أخطاء!!. قد تظلم بقصد.. أو بدون قصد.. ومادمت علمت فحاول أن تصلح الخطأ.. وتبعد الظلم عمن ظلمته واذا لم تستطع فعلي الأقل استغفر ربك وادع له وتصدق له.. وإذا لم تستطع فادع الله أن يسامحك ويتجاوز عن ظلمك.. ولعلها مناسبة لكي أإكد أمام الله وأشهد الله أنني بقدر طاقتي حاولت ألا أظلم أحداً فإن كنت قد ظلمت أحداً دون قصد أو بسوء اختيار فليسامحني لوجه الله.. هذا فيما أملك.. أما ما لا أملك فإن الله وحده يعلم ذلك وهو القادر علي كل شيء وهو علي كل شيء قدير.. وهو التواب الرحيم..الغفور العفو الكريم..!! الليلة تبدأ العشر الأواخر.. فتعالوا نسامح أنفسنا أولاً.. ونحاول أن نسامح الآخرين ونبدأ صفحة جديدة مع أنفسنا فيها الصدق والاخلاص.. صفحة بالحب وللحب مع الله.. صفحة صادقة بيضاء ونتجاوز فيها عن كل سوء وندعو فيها الله بكل خير وعطاء.. لأنفسنا ولأهلنا ولمجتمعنا ولمصرنا الحبيبة. 1⁄41⁄4 رمضان ليس مجرد شهر للعبادات.. رمضان هو شهر الله.. الصلاة في رمضان يتضاعف ثوابها والصوم في رمضان لله وحده وهو وحده يحاسب ويجازي عليها.. والعمرة في رمضان كالحج مع الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.. والصدقة في رمضان يتضاعف ثوابها.. والعمل الصالح مقبول والخير موصول.. ولكن الأهم هو المعاملات فالشهر الكريم هو الشهر الذي يجب أن نهذب فيه أنفسنا.. فالصيام ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط.. بل الامتناع عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالي.. الصيام أن نصوم عن الكذب والنفاق والرياء.. عن أن نمد أيدينا لما ليس بحق لنا.. الصيام أن تصوم أعيننا عما يغضب الله وتصوم آذاننا عن سماع المحرمات وتصوم قلوبنا عن الفكر فيما يغضب ربنا وأن تكون قلوبنا معلقة بالله مرتبطة بالقرب منه. الصيام هو الابتعاد تماما عن كل شر والاقتراب والعمل بكل خير.. أن تشغل نفسك وروحك بالله حتي عن نفسك فيكفيك الله.. فهو الكافي وهو الوكيل إذا شغلت نفسك بنفسك عن الناس كفاك الله شر الناس.. أما إذا شغلت نفسك وقلبك وروحك بالله ولله حتي عن نفسك فقد حاولت أن تصل لرضا الله.. وسيعطيك ربك فترضي. نعود للسؤال الأصلي.. هل فكرت في الدعاء الذي يمكن أن تسأله ربك إذا صادفت ليلة القدر؟.. بعض مواقع التواصل نشرت رسالة عن فكرة تقول تصدق كل ليلة بدرهم في العشر الأواخر فإذا صادفت صدقتك ليلة القدر فكأنك قد تصدقت 84 عاما.. وإذا صليت ركعتين فكأنك صليت 84 عاما.. ولكن ذلك ليس حلا أيها السادة فلو أن الله أراد ذلك لحدد لنا الليلة الأهم أن يخلو قلبك إلا من الله في كل ليلة وأن توجه قلبك وروحك لله في كل ليلة وأن تفعل الخير كل الخير الذي تقدر عليه في كل ليلة ساعتها ستجد الله قد أنار قلبك لليلة القدر ومنحك اللحظة الصادقة مع النفس.. ساعتها تدعو بقلبك وروحك ولسانك يا رب هذا عبدك الفقير الذليل الضعيف وأنت الغني الكريم القوي العظيم.. فامنحه في كل خير خيرا.. وامنحه من رضاك كل الرضا.. وارزقنا وارزق كل عبد من عبادك العفو والعافية والتوبة والمغفرة وارزقنا جميعا الهدي والتقي والعفاف والغني وارزقنا الجنة ونجنا من النار.. وتب علينا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا يا كريم. اللهم هذه مصر أمانة استودعناك اياها وأنت الكريم العظيم ولا تضيع عندك الودائع.. هذه مصر بخيرها ومكانتها عندك حيث ذكرتها في قرآنك الذي أنزل علي حبيبك محمد في هذا الشهر الكريم وفي تلك الليلة المباركة انصرها وآزرها واحمها من بعض أهلها قبل أعدائها ومن بعض محبيها قبل أعدائها.. انصرها واحمها واكرمها وأغن أهلها واكرمهم فهم عبادك مؤمنون بفطرتك استقبلوا عيسي عليه السلام وعاش بينهم موسي عليه السلام وصاهرهم إبراهيم عليه السلام وعاش بينهم يوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام.. وأحبها حبيبك محمد - صلي الله عليه وسلم - ودعا لها وعاش علي ترابها من ذرية محمد طيبون أطهار فأصبح ترابها طاهرا وأنت نعم النصير يا رب. استعدوا فهذه فرصة قد لا تتكرر.. وكل عام وأنتم بخير. همس الروح يا رب .. ليس لنا سواك.. فارحمنا يا كريم .. اكرمنا بكرمك يا غني .. أغننا بغناك يا ستير .. استرنا بسترك يا عفو .. اعف عنا بعفوك وارضنا برضاك واهدنا بهديك يا الله.