حجازي: جار تأليف مناهج المرحلة الإعدادية الجديدة.. وتطوير الثانوية العامة    «جيل جديد».. الداخلية تنظم الملتقى الخامس لشباب وطلائع المناطق الحضارية | صور    سوهاج الأزهرية تعلن أوائل الشهادة الإعدادية بالمحافظة «للمبصرين والمكفوفين»    المدارس العسكرية الرياضية.. الأوراق المطلوبة وشروط الالتحاق    وزيرا «التعليم» و«الاتصالات» يشهدان حفل تكريم الفائزين في «معلم مبتكر»    الكهرباء تنصح المواطنين بسرعة تركيب العادات الكودية لهذا السبب    الاحتلال الإسرائيلي يطلق صافرات الإنذار في مستوطنات قرب الحدود اللبنانية    استشهاد 21 فلسطينيًا وإصابة العشرات جراء غارات إسرائيلية بقطاع غزة    كريستيان إريكسن.. عودة إلى حيث أبكى الملايين    مراقب المباراة يخطر منتخب مصر بعدم إقامة مؤتمر صحفى قبل مواجهة غينيا بيساو    «تعليم البحيرة» ينهي استعداداته لاستقبال ماراثون الثانوية العامة    تأجيل محاكمة متهمي خلية التجمع لجلسة 28 أغسطس    انفراد.. استدعاء عمرو دياب لسماع أقواله في واقعة صفع الشاب محمد سعد    ياسمين عبد العزيز تعلن عن مسلسلها الجديد في رمضان 2025    توقعات برج الميزان في الأسبوع الثاني من يونيو 2024    مدحت صالح يستعد لإحياء حفل غنائي 29 يونيو بالأوبرا    الصحف الأوروبية.. الصن: يونايتد يستهدف ضم جاراد برانثويت وسكاي سبورت: مانشستر سيتي يرفض التفريط في ألفاريز    الأعلى أجرًا في التاريخ.. مانشستر سيتي يقرر تجديد عقد نجمه    البنك الدولي: مصر قطعت خطوات جيدة في تطبيق مبادئ الحياد التنافسي    كلية الطب البيطري بجامعة أسيوط تنظم ندوة الإضافات العلفية وأهميتها في الحيوانات والدواجن    فضل يوم عرفة وأحب الأعمال إلى الله فيه    وكيل "صحة مطروح": قافلة طبية مجانية لعلاج أهالي قرية الجفيرة.. غدًا    قصف أمريكي بريطاني يستهدف منطقة الجبانة في الحديدة غرب اليمن    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    «الأخبار» تطلع على خرائط 100 عام من طقس مصر ..    ماذا تقدم بي إم دبليو M3 موديل 2025 لتباع ب4.8 مليون جنيه؟    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    جانسن مصر تشارك في المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الثالث 2024    وزيرة الثقافة: كثير من المبدعين والمصممين يشتكون تعرض إبداعاتهم للسطو    محافظ الشرقية يهنئ لاعبي ولاعبات الهوكي لفوزهم بكأس مصر    ما حكم الأضحية عن الميت؟    اجتماع بالجامعة العربية لتقييم منتديات التعاون مع الدول والتجمعات الإقليمية    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    استقالة الحكومة لن تلغى المشروع الجديد خطة تصحيح مسار الثانوية العامة    بروتوكول بين «التأمين الاجتماعي» وبنك مصر لتفعيل آليات التحصيل الإلكتروني    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    البابا فرنسيس يحث حماس وإسرائيل على استئناف المفاوضات ويدعو لإنقاذ شعب غزة المنهك    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    منورة يا حكومة    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    موعد يوم التروية 1445.. «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة للحاج في هذا التوقيت    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    طريشة تلدغ مسنا بواحة الفرافرة في الوادي الجديد    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    سر تصدر شيرين رضا للتريند.. تفاصيل    انتهاء جلسة التحقيق مع رمضان صبحي في أزمة المنشطات    عاجل.. إعلامي شهير يعلن أولى صفقات الأهلي الصيفية    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    أستاذ صحة عامة يوجه نصائح مهمة للحماية من التعرض لضربات الشمس    الملامح النهائية للتشكيل الحكومي الجديد 2024    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يستفيد المجتمع من الزكاة؟
د.عبدالغفار هلال:
نشر في الجمهورية يوم 29 - 05 - 2017

يخرج الناس زكاتهم وصدقاتهم في شهر رمضان غالباً.. لكن إخراجها أو توزيعها عادة ما يكون عشوائياً بلا نظام أو تنسيق بين دافعي الزكاة فكيف يمكن أن تصل إلي الإفادة الامثل بأموال الزكاة.
الدكتور عبدالغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر يقول:
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لنيل الثواب والعبادة علي أكمل و جه كما قال تعالي "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان" ومن علامات الطاعة في هذا الشهر الجود والكرم وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن.
وقد تعود الناس أن يكونوا كرماء في هذا الشهر الكريم قدوة برسول الله صلي الله عليه وسلم ولذلك يركزون علي إخراج زكاة المال في هذا الشهر الكريم رغبة في زيادة الثواب والخير. وهذا عمل طيب لكننا نسأل عن الجهات التي يدفعون إليها أموال الزكاة لأن الناس عادة يوكلون هذا الأمر إلي مؤسسة خيرية يعطونها مال الزكاة أو إلي بعض الأشخاص الذين يكون لهم علاقة بالفقراء والمساكين أو بعض المساجد ليوزعها الأئمة علي الفقراء الذين يعرفهم الإمام من الصلاة ولكن عادة تنفق في أشكال عينية مثل إحضار " شنطة" فيها أرز وسكر وشاي وتمر وزيت وسمن وتصرف أموال الزكاة بهذه الصورة غالباً.
وأضاف د.هلال أن الفقراء لا يستفيدون منها بالوجه الصحيح فهذه الأمور العينية تضيع في شكل طعام وشراب وغالباً ما يقيمون موائد الرحمن في الأحياء المختلفة ينفقون فيها ببزخ في الإفطار أو السحور لبعض الناس ولكن كان عليهم أن ينظروا إلي أن زكاة المال يجب أن تخرج في شكل أموال 2.5 في المائة ربع العشر والشرع الشريف يفرض أن المال تخرج زكاته من جنسه فإذا كانت نقوداً وأراد أن يخرج زكاتها الشرعية فعليه أن يخرج نقوداً وأن يبحث عن المشاريع التي يمكن استغلال أموال الزكاة فيها علي نحو أفضل بأن ينظر إلي مشروع خيري يفتح مجالاً لوظائف بعض الفقراء من مشروع استثماري ناجح ويجب هنا علي المؤسسات التي تتلقي الأموال ألا تصرفها وتنفقها في مجرد طعام وشراب بل تتعامل هذه المؤسسات الخيرية بعضها مع بعض لتكوين رأس مال يمكن أن يستغل في مشاريع خيرية كإنشاء صناعات صغيرة وإيجاد فرص عمل في إنشاء بعض المصانع أو بعض المزارع التي يمكن أن توظف أكبر عدد من الفقراء فيها.
وقال د.هلال: إن مسألة إطعام الفقراء مكفول عن طريق الصدقات التطوعية من غير أموال الزكاة. فالزكاة حق الله وقد أمر بإخراجها لأصناف ذكرها في قوله تعالي إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفت قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله "فالله تعالي يقول والعاملين عليها فهل تنشئ مؤسسة يوظف فيها بعض الناس لجمع أموال الزكاة وأخذ رأي أهل الاختصاص في كيفية التصرف في هذه الأموال. وعلي ذلك فإن العاملين عليها يكونون مختصين بجمع أموال الزكاة وتلقيها من أصحاب الأموال بمحض إرادتهم وأن يعيدوها أن تنفق في المشاريع العامة للفقراء والمساكين وأيضاً في المشاريع التي تهم الدولة لتكفي الفقراء حاجاتهم في المجتمع وتستغل استغلالاً صحيحاً علي ما يريد الله سبحانه وتعالي لأن زكاة المال تخرج من الأموال وزكاة الزروع والثمار تخرج من الز روع والثمار العشر أو نصف العشر كما يقرر الشرع الشريف وعلي هذا فلا حرج من إخراج الزكاة في رمضان علي أن توضع طول العام خطة لانفاقها في المشارع المفيدة التي تدخل في نطاق قوله تعالي وفي سبيل الله في مصارف الزكاة بدلاً من أنها تهدر في شكل طعام وشراب لأن الله تعالي فرض علي أصحاب الأموال أن يخرجوا زكاة أموالهم إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول في أي شهر من الشهر الأثني عشر شهراً لينتفع الفقير طوال العام وليس في شهر واحد فحسب بل الذي يجيب عليه الزكاة ويمول عليها الحول في الشهر الأول من السنة يخرجها فيه والذي يحول عليه الحول في الشهر الثاني يدفعها في الشهر الثاني وهكذا.
أشار د.هلال إلي أن الناس يركزون علي شهر رمضان فيجب وضع خطط وتحديد جهات معينة تتلقي أموال الزكاة وتطرح أمام الجمهور مشروعات خيرية تستغل فيها أموال الز كاة كان نشئ مصنعاً أو مزرعة أو أي مشروع تجاري ناجح وبهذا نستفيد من هذه الأموال الكثير التي تضيع خلال شهر رمضان.. وشهر رمضان فيه الصدقات التطوعية التي تكلم عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سئل أي الصدقة أفضل يا رسول الله قال: إن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغني وتخشي الفقر حتي إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان. وعندنا زكاة الفطر ويجوز إخراجها من أول شهر رمضان عند الفقهاء وهي صدقة عن الأسرة كلها فرداً فرداً ليقبل صيام رمضان.
قال د.هلال ولو إننا افتصرنا علي انفاق صدقة الفطر وإخراجها ومن أول الشهر إلي آخره فإنها تكفي لطعام الفقراء جميعاً طوال الشهر جميعاً إذا قال بعض الناس إن هذه الصدقة خاصة بيوم العيد حتي لا يسأل الفقراء في هذا اليوم فنقول إن الفقهاء أجازوا إخراجها من أول الشهر وفي أثناء الشهر وتصيح واجبته في اليومين الآخرين من رمضان وعلي هذا فلعل المسلمين ينظرون في زكاة المال التي هي حق الفقراء طوال السنة فيوزعونها بشكل أفضل ولستثمرونها بشكل أحسن.
الدكتور محمد فوزي عبدالحي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر يقول: الحق جل وعلا الزكاة من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي ولقد حث العلماء علي إخراج الزكاة متي بلغت النصاب ومر عليها الحول في زي وقت من العام سواء في رمضان أم في غير رمضان وذلك لإغناء المسلمين وكفايتهم وأن يتخلص الناس من أنانيتهم أثناء صيامهم. وزكاة المال طهرة للنفس وتنقية للروح وفيها إرضاء للخالق جل وعلا وإذا أخرج الناس زكاتهم كاملة أو معظمها فمن أجل الاستفادة بها طوال العام يراعي الأمور التالية: تكوين جمعيات لجمع الزكاة من الأحياء والقري ويتم صرفها في أفضل المصارف المتاحة وأكثرها إلحاحاً.. مع يراعي حصر الفقراء في كل حي أو قرية ودراسة احتياجات كل أسرة من ناحية الطعام والملبس والمسكن والتعليم ومنحهم مرتبات شهرية تكفيهم من أموال الزكاة.
وأضاف د.عبدالحي أن أموال الزكاة يجب استثمارها في بناء المساكن وزراعة الأراضي لصالح إسكان وإطعام وعلاج وتعليم مستحقي الزكاة طوال العام. كما يجب منح قروض من مال الزكاة للشباب الفقير دون فوائد ثم أخذها منهم علي أقساط ومنحها للآخرين حتي تدور دورات كثيرة ويستفيد منها عدد كبير.. كما يمكن الاستفادة من أموال الزكاة في بناء مدارس لتعليم الفقراء ومستشفيات لعلاج الفقراء بالمجان علي وجه الخصوص. كما يراعي النظر إلي تحقيق مقاصد الزكاة والصدقات من أجل بناء الإخوة ومحو الحقد والضغينة والأنانية في المجتمع.. وبذلك تكون الزكاة قد حققت مقصدها التي شرعت من أجلها.. ولو قامت اللجان القائمة علي جميع الزكاة باستغلالها بهذا الشكل فسوف تنعش الحياة الاقتصادية في المجتمع وتحقيق التكافل الاجتماعي وتعمل علي رعاية المحتاجين مع إيجاد فرص عمل لهم طوال العام كما تحقق النفع العام وتخفف عبء كبير عن كاهل الدولة في التعليم والصحة والإنتاج والحد من البطالة ونشر الحب بين طبقات المجتمع.
فتاوي رمضانية
ارتكاب الذنوب تضر بثواب الصائم ولا تفسد صيامه
عدم ارتداء الحجاب لا يبطل الصوم
محمد زين العابدين
تسأل القارئة ح. م. ف من القاهرة. قائلة: هل اقتراف الذنوب والآثام يؤثر علي صحة الصوم ونقصان ثوابه؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد خطاب بوزارة الأوقاف يقول: فرض الله تعالي صيام شهر رمضان علي الأمة الإسلامية ليكون مانعاً من المعاصي والآثام ووقاية من النار وتولي المولي سبحانه وتعالي الجزاء بنفسه لمن صامه إيماناً واحتساباً لله تعالي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم مرتين" رواه أحمد ومسلم وغيرهما. والهدف من الصيام تقوي الله والعبد إذا انقادت نفسه للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله عز وجل وخوفاً من عذابه والذنوب ولا يخل بأركان الصيام كاللغو والرفث لكن يضيع بها أجر المسلم وثوابه من الصيام وقد أشار إلي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه فقال: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فعلي المسلم أن يصون نفسه وجوارحه عن كل ما يغضب الله عز وجل وأن يكون مستقيما علي أمر الله فيكون طاهراً نقياً متحلياً بمكارم الأخلاق فالصائم إذا حفظ جوارحه عن كل ما يغضب الله فقد افتدي رسول الله وسعي لإتمام صومه كان ممن رضي الله عنهم ونظر إليهم. والله أعلم.
* تسأل القارئة ر. م. ف من الإسكندرية. قائلة: أنا غير محجبة فهل يقبل الله تعالي صلاتي وصيامي؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور خالد عمران أمين لجنة الفتوي بدار الإفتاء يقول: الزي الشرعي للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله عز وجل عليها. وحرم عليها أن تظهر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب. والزي الشرعي هو ما كان ساتراً لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف.
والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء فمن صلي مثلاً فإن ذلك ليس مسوغاً أن يترك الصوم. ومن صلت وصامت فإن ذلك لا يبرر لها تلك ارتداء الزي الشرعي.. والمرأة المسلمة التي تصلي وتصوم ولا تلتزم بالزي الذي أمرها الله تعالي به شرعاً هي محسنة بصلاتها وصيامها ولكنها مسيئة بتركها لحجابها الواجب عليها.
وبالنسبة لمسألة القبول هذه أمرها إلي الله عز وجل غير أن المسلم مكلف أن يحسن الظن بربه سبحانه حتي لو قارف ذنباً أو معصية وعليه أن يعلم أن من رحمة الله تعالي به أن جعل الحسنات يذهبن السيئات وليس العكس. وأن يفتح مع ربه صفحة بيضاء يتوب فيها من ذنوبه ويجعل شهر رمضان منطلقاً للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلي الله وتجهله في محل رضاه.. وعلي المسلمة التي أكرمها الله تعالي بطاعته والالتزام بالصلاة والصيام في شهر رمضان أن تشكر ربها علي ذلك بأداء الواجبات التي قصدت فيها. فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلي الحسنة بعدها.
والله أعلم
* تسأل القارئة س. م. ع من الاسكندرية قائلة: ما حكم الدين لو اكتحلت وأنا صائمة؟
** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحي عثمان الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول:
اختلف الفقهاء في أثر الكحل علي الصيام قال الإمام مالك والحنابلة وابن أبي ليلي أنها إذا وجدت طعم الكحل في الحلق أو علمت وصوله إلي الجوف فسد صومها واستدلوا علي ذلك بأنها أوصلت إلي حلقها ما هي ممنوعة من تناوله بفمها.
فأفطرت به. كما لو أوصلته إلي حلقها عن طريق الأنف.
وذهب أبوحنيفة والشافعية إلي أن الكحل لا أثر له علي الصيام لما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه اكتحل في رمضان وهو صائم ولأن العين ليست منفذاً فلم يفطر بالداخل منها كما لو دهن رأسه كما يفعل الشباب الآن ورد علي هذا بأنه لم يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في باب الكحل في الصائم شيئاً أما قولهم إن العين ليست منفذاً للحلق فلا يصح لأنه يوجد طعمه في الحلق. فالأولي الأخذ بالأحوط وعدم الاكتحال وخاصة ان الشهر للعبادة وليس للزينة. وما يدعو إلي ما يتزين له إلا إذا دعت الضرورة وكان الكحل للعلاج فليكن بالليل وفي الليل متسع.
والله أعلم
المدرسة الفقهية المصرية
د. عبدالله دراز
صاحب دستور الأخلاق
فريد إبراهيم
عندما بلغه خبر وفاته قال الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف: "لقد فقدنا اليوم آخر عالم من رعيل كبار العلماء الذين تخرجوا في الأزهر الشريف ليكن الله في عوننا وفي حماية ديننا" بهذه الكلمات تلقي الإمام الأكبر العارف بالله الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله نبأ وفاة الدكتور محمد عبدالله دراز في المؤتمر الإسلامي العالمي بلاهور بباكستان في يناير .1958
والفزع الذي انتاب الإمام الأكبر لم يكن من فراغ فالعلماء الذين يقفون علي علوم الدين يهضمونها ويقدمونها للناس كثيرون لكن أولئك الذين يمنحهم الله عطاء خاصا في فهم أسرار هذه العلوم فيرون فيها من نور الله وهديه ما لا ينتبه إليه غيرهم قليلون هؤلاء لا يرون في عملهم وبحثهم وقولهم إلا الله نصب أعينهم لا يقولوا إلا ما يؤمنون به. ولا ينشغلون إلا برضي الله عنهم لذا رفض أن يكون شيخا للأزهر بعد أن عرضها عليه مجلس قيادة ثورة 1952 وكذلك في رسالته للدكتورة بباريس لم يشأ أن يتملق أساتذته ويسير علي هواهم كما فعل كثيرون للحصول علي الشهادة بنيل رضي أعداء الإسلام فيرمون دينهم كما يرميه الآخرون بل بعضهم يوغل في المبالغة حتي يعود إلي وطنه بدلا من أن يقدم له الخبر والصواب الذي أرسله من أجله يملأ الدنيا شكا رخيصا وزيفا لا أصل له.
أما دراز فلم تكن قضيته إلا خدمة الإسلام والحقيقة ولم لا وقد عرض نفسه في سبيل ذلك إلي الموت أثناء الحرب العالمية باستمرار في باريس رغم غارات دول المحور علي باريس حتي أصيبت زوجته من جراء هذه الغارات لذا اختار أن تكون رسالته للدكتوراه دستور الأخلاق في الإسلام وهو موضوع لم يتطرق إليه أحد ولا حاول أحد المستشرقين أن يقفوا عليه فغالبيتهم يبحثون عن السموم التي يدسونها لهدم هذا الدين إلا من رحم ربي.
وفي ذلك يقول الدكتور محمد رجب بيومي عن الدكتور دراز: لا يؤلف إلا في المجهول الذي تتطلع إليه الأنظار لذلك كان نادرا فيما يكتب "أي يكتب نوادرا وليس فضلا".
ويضرب الدكتور عبدالعظيم المطعني الأمثلة علي عظمة الدكتور دراز العلمية فيستعرض ما قدمه من بحث حول مبادئ القانون الدولي والإسلامي الذي عاب فيه ما كان من عصبة الأمم التي قسمت العالم إلي ثلاثة أقسام ووضعت لكل قسم تشريعا يليق به فالعالم المتمدن له حقوق كاملة. ونصف المتمدن له حقوق جزئية وغير المتمدن له حقوق عرفية لا تحظي بالالتزام القانوني ثم جاءت هيئة الأمم المتحدة فلم تتخلص كثيرا من العيوب وبرهنت علي أنها أنشئت من أجل الأقوياء أما الضعفاء فليس لهم فيها إلا الحسرات ثم قدم في بحثه ما جاء به الإسلام من مساواة بدءا من العقيدة "لا إكراه في الدين" وانتهاء بأبسط حقوق الإنسان. وذكر أن القرآن أخبرنا بأنه من المستحيل أن يدين العالم بدين واحد. أو أن فريقا من الناس يمكنه أن يلزم الآخرين بدين واحد فقال تعالي "ولايزالون مختلفين" إذن حرية العقيدة أو تنوع المعتقد واقعا وطبيعة كونية وبالتالي فحرية الدين فريضة ربانية وكونية أيضا.
ولد الشيخ في بيئة علمية عام 1894م تدفعه إلي الصلاح وتوجهه إلي نور العلم فوالده الشيخ عبدالله عالم أزهري كبير كان أحد الرجال الذين اعتمد عليهم الشيخ محمد عبده في إصلاحه للأزهر بعد عودته من منفاه عام 1905 وولاه معهد الإسكندرية الأزهري وهو المعهد الذي درس فيه دراز ثم تولي التدريس فيه بعد ذلك عام .1916
وبالتوازي مع مهام وظيفته درس الفرنسية التي أفادته وهو يشارك في ثورة 1919 بالخطابة لدي السفارات الأجنبية للمطالبة بجلاء المحتل. وفي عام 1928م عين مدرسا بجامعة الأزهر ثم كلف بالسفر إلي فرنسا في بعثة دراسية عام 1936م لدراسة الدكتوراه حيث عاش سنوات الحرب ورفضت العودة إلي مصر بل استطاع أن يخلص المصريين الذين قبض عليهم خطأ من قبل الألمان بعد دخولهم باريس وفي عام 1949 اختير عضوا بهيئة كبار العلماء بالأزهر وقام بتدريس "تاريخ الأديان" بجامعة القاهرة "فؤاد الأول" والفلسفة بكلية اللغة العربية والتفسير بدار العلوم.
لم ينفصل الدكتور دراز عن الواقع أو عن القضايا الوطنية حيث شارك في ثورة 19. وأيد حركات التحرير العربية أثناء وجوده في فرنسا وعندما عاد حرض علي تكوين المتطوعين لمقاومة الإنجليز في منطقة القناة. وقدم في عام 1952 إلي القصر مذكرة يلفت نظر الملك فيها إلي تدهور صورة الملكية وإلي الأثر السيئ الذي نتج عن الإضرار بالأزهر من قبل القصر وحزب الوفد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.