* في الأسبوع الماضي كتبت عن الهجوم المبكر الذي تعرضت له مسلسلات رمضان قبل عرضها.. وعن تكرار هذا الهجوم من عام لعام بينما يزداد عدد المسلسلات الجديدة التي تعرض علينا في هذا التوقيت كل عام في نوع من المهرجان المفتوح للدراما التليفزيونية.. في الأيام السابقة أعلن الأستاذ حسين زين رئيس المجلس الوطني للإعلام المسموع والمرئي عن الاتفاق مع المسئولين عن شبكة DMC الجديدة علي عرض سبعة مسلسلات بين الطرفين. وهو تعاون مبكر لكنه جيد مبدئيا وان كنا لا نعلم شروطه. لكن ما نعلمه جميعا ان المجلس الوطني "أو الهيئة الوطنية" ماسبيرو سابقا. كانت الجهاز الأهم لإنتاج الدراما التليفزيونية وليس عرضها فقط وان هذا الدور مازال خاليا منتظرا عودة الجهاز إلي تألقه السابق خاصة ونحن نتابع علي شاشاته مثل "نايل لايف" و"نايل دراما" وغيرهما أعمالاً مثل "زينب والعرش" و"زيزينيا" مازال الكثير من صناعها موجودين وبخير ولكن.. لا يجدون المنتج أو الرغبة في إنتاج أعمال من هذا النوع.. ويجب ان اذكر أيضا مسلسل مثله مشرفة" المدهش الذي تعرضه القناة الأولي الآن واذكر المسلسل الذي توقف إنتاجه عن حياة طلعت حرب رائد الصناعة المصرية وغيرها من الأفكار والأعمال الأولي بالإنتاج.. ولكن من الذي يفعلها؟ ولماذا لا نقيم مركزا للإنتاج التليفزيوني مثل "المركز القومي للسينما" يكون حارسا علي حفظ قيمة الأعمال الدرامية وقادرا علي تصويب اتجاهاتها فيما يفيد الملايين من المشاهدين من خلال جمع المنتجين والفنانين معهم حول اما نحتاجه من افكار وما نريده من سير وقصص تقدمها الدراما سنويا وبالطبع فإن هذا المركز القومي للدراما عليه أن يدعم الأفكار والموضوعات والسيناريوهات الأكثر أهمية وقيمة. إنها فكرة نحتاجها الآن بشدة لأسباب متعددة أولها زيادة عدد الأعمال الدرامية المؤسسة علي أفكار سريعة الزوال غالبا ما تكون ردود افعال لأزمات وقتية والثاني هو الابتعاد الواضح عن الدراما التاريخية وثالثا تجاهل الإنتاج الأدبي الكبير لكتاب الرواية المصرية "وان تم التعامل معه هذا العام" ورابعا اقصاء وتهميش أجيال من المبدعين الكبار لصالح أجيال أحدث وأخيرا فإن شأن الدراما التليفزيونية في مصر يماثل شأن السينما المصرية العريقة. ويحتاج لاهتمام الجميع. الدولة وهيئات المجتمع المدني ومؤسساته والتي بدأت تهتم الآن بمتابعة ما يقدم عبر هذا الفن الأكثر انتشارا بالنسبة لملايين الملايين من المصريين ومن هنا جاء اهتمام المجلس القومي لحقوق الإنسان بتقديم جائزة لأفضل الأعمال المعبرة عن هذه الحقوق وايضا صندوق معالجة الادمان التابع لوزارة التضامن الذي يرصد منذ ثلاث سنوات كيفية التعامل مع المخدرات دراميا وتأثيره اجتماعيا والمجلس القومي للمرأة الذي فعل هذا أكثر من مرة في اطار مراقبة كيفية تقديم الدراما للمرأة وأظن ان الدور علي المجلس الأعلي للاعلام والذي أسرع بإنشاء مرصد لمراقبة الاداء الإعلامي عامة.. أعني عليه ان تكون لديه أدوات رصد للدراما والاعلانات. والبرامج السنوية التي تظهر في شهر رمضان فقط ثم تختفي طوال العام فقد رأينا منها في السنوات الماضية كوارث لا يمكن قبولها لو كان جهاز لديه القدرة علي المحاسبة وأخيرا فإننا بعد كل هذا نأمل ان يكون المشاهد نفسه هو سيد قراره فيما يري علي الشاشات في المنافسات التي تبدأ بعد غد - السبت - وان يرفض بحسم كل ما يراه رديئا أو مسفا أو يتوقع انه يضيع وقته؟ وكم من مشاهدين استطاعوا بالفعل تصويب اختياراتهم إلي الأفضل لكن الأمل دائما ان تصبح لدينا قوة رأي عام من الشاهدين ترفض الأسوأ وتلقن صناع درسا لا ينسي.. وكل عام وكلنا طيبون. فرمضان الكريم هو شهر المصريين جميعا. أسود.. أبيض * لا يوجد ما هو أكثر تعبيرا من الصورة. خاصة إذا كانت صورة حديثة.. طازجة. قادمة إلينا عبر كل الفضائيات المتاحة وقد لعبت الصورة دورا مهما في زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الأولي بعد توليه الرئاسة. أولا حين ذهب للسعودية ثم حين ذهب إلي إسرائيل والدولة الفلسطينية.. والصورة التي أقصدها ليست صور التوقيع علي صفقات لا تعد ولا تحصي ثمنها 480 مليار دولار أخذها ترامب لرجال أعماله. وإنما صورة السيدة الأولي ميلانيا "وفي قول آخر ايفانكا" والتي نزلت معه في مطار الرياض مرتدية فستان أسود طويل مغلق بحزام ذهبي عريض في نفس لون شعرها الطويل.. وقفت بجانبه أو وراءه تتلقي تحيات المستقبلين السعوديين في صورة جديدة تماما علينا نحن المشاهدين لهذه الاستقبالات المستمرة عبر خبراتنا مع الشاشات المنزلية. اما في زيارته لدولة إسرائيل. فقد نزلت السيدة الأولي لأمريكا من الطائرة مرتدية تاييرا أبيض ضيق يبرز قوامها النحيل. وتحرك الموقف حين لبت دعوة زوجة نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لتقبلها وجلس الفريقان علي كراسي في المطار كأنها استراحة علي البحر في الجزء الثاني من هذه المحطة. جاءت زيارة ترامب للرئيس الفلسطيني أبومازن بلا سيدة أولي ولا أدري هل كانت السيدة التي كانت تقف مع أبومازن هي زوجته أم لا.. لكن الصورة فرقت كثيرا برغم وجود طفلين صغيرين يرتديان الزي الفلسطيني القديم ويحملان الزهور في انتظار ترامب.. الصور تعبر عن أشياء ومعان قد لا يقولها الذين يكتبون عن هذه الاحداث الهامة سياسيا.. وقد تقدم لنا تفسيرات مهمة لن تقال أبدا إلا همساً.