تضمنت القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض الأحد الماضي العديد من المشاهد والملاحظات التي يجب علينا التوقف أمامها طويلاً. لعل أهمها ما جاء في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة والتي أراها من أقوي كلمات الرئيس إن لم تكن الأقوي علي الاطلاق منذ توليه مسئولية قيادة البلاد قبل 3 سنوات. حيث وضع الرئيس النقاط علي الحروف وحدد عناصر أربعة يجب علي المجتمع الدولي اتباعها إذا أراد مواجهة حقيقية للإرهاب وقوي الشر وفي مقدمتها ضرورة التصدي للدول والمؤسسات الداعمة للإرهاب وأهله سواء من خلال تقديم الدعم المالي المباشر أو من خلال استضافة العناصر المتطرفة وتدريبها وعلاج المصابين منهم. والدول التي تشتري من هذه العناصر المتطرفة البترول والآثار والمخدرات وتمدهم بالتمويل اللازم لتنفيذ عملياتهم الإرهابية والشيطانية. ومن سمع أو شاهد كلمة الرئيس السيسي خلال القمة يدرك منذ الوهلة الأولي المقصود بهذه الدول رغم أن الرئيس لم يسمها أو يقل اسمها صراحة. ولكن الكل عرفها جيداً سواء ممن كانوا داخل قاعة المؤتمرات أو من تابعوا الكلمة عبر الفضائيات. فالجميع يعرف أن قطر وتركيا هما الداعمان الأساسيان للإرهاب وأهله مهما اختلفت المسميات أو التوجهات. الملاحظة الأخري المهمة التي شهدتها القمة كانت في تأمين خادم الحرمين الشريفين الملك سالمان بن عبدالعزيز علي كلمة الرئيس وتأكيده أن المملكة تدعم مصر وجيشها في مواجهة الإرهاب وقواه. وهو ما ظهر أيضاً في وقوف الرئيس السيسي جنباً إلي جنب مع خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي ترامب وهم يدشنون المركز الدولي لمكافحة التطرف بالرياض "اعتدال" ومن خلفهم الرؤساء والملوك والأمراء المشاركون في القمة وهي إشارة قوية تثمن جهود مصر ودورها في مواجهة الفكر المتطرف والتصدي لقوي الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية. الملحوظة الأخري المهمة التي شهدتها قمة الرياض تمثلت في تأكيد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة خلال كلمته بأن الدول التي يضربها الإرهاب هي وحدها التي يجب عليها التصدي له ومواجهته ولم يذكر مرة واحدة أن أمريكا ستتصدي معها للإرهاب وإن قال سندعمكم. وهو ما يؤكد ضرورة التكاتف والتعاون بين دول الوطن العربي لمواجهة هذا الخطر وأن يكون اعتمادنا علي أنفسنا وتقوية جيوشنا وشرطتنا الوطنية والبحث عن حلول فكرية وثقافية للقضاء علي هذا الخطر. نأتي للملحوظة والمشهد الأهم في قمة الرياض والذي تابعه الملايين عبر الفضائيات وهو الفتور ولا أقول التجاهل الذي قوبل به حاكم قطر من قبل القادة والزعماء المشاركين في القمة حتي من قادة دول الخليج وهو ما يؤكد أن ألاعيبه وأفعاله باتت مكشوفة ومفضوحة أمام الجميع وعليه أن يراجع نفسه ويسعي للعودة إلي الصف العربي بل والدولي ويكف عن دعم مساندة إخوان الشر وأهله حتي لا يجد نفسه يقف وحيداً منبوذاً تماماً كما يقف الخليفة المزعوم والسلطان المحروم القابع في اسطنبول!!