الشباب هم وقود المستقبل وأمل الأمة في تبني واقتراح الحلول المبكرة والفعالة لقضايا مصر. والمشكلة التي تظهر في الأفق في الأعوام القادمة هي ندرة المياه خاصة بعد بناء سد النهضة ونحن اليوم نمر بمرحلة شح مائي نتيجة الانفجار السكاني الذي تعاني منه مصر ولاننا نعيش في عالم سريع التغيير وتتأثر المياه سلباً بهذه التغييرات نتيجة لاحتياجات الأفراد ولهذا فللمياه أولوية قصوي في حياة أي فرد ولهذا قامت الشركة القابضة لمياه الشرب بمسابقة إبداعية لطلاب الجامعات المصرية الحكومية والخاصة من طلبة الإعلام لتصميم حملة قومية لترشيد استهلاك المياه برعاية رئيس الوزراء وبمنحة من الاتحاد الأوروبي والتعاون الدولي الانمائي. ومنظمة اليونيسيف والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار باشتراك 15 فريقاً لطلبة الجامعات قدموا أفكارهم للشركة القابضة تم اختيار 11 فريقاً منهم من قبل لجنة التحكيم الممثلة من خمس وكالات دعاية وإعلان كبري للتصويت علي الحملات فاز منهم 3 فرق حققوا المراكز الثلاثة الأولي. شرح كل منهم فكرته لتحقيق ذلك.. "بإيدك" قام فريق "إبداع" التابع لجامعة مصر الدولية بعرض نسبة الناس الذين يقومون بإهدار المياه والذين تجاوز عددهم ال 80% فهم يعملون المشكلة ولكن يجهلون الحل سميت تلك الحملة "بإيدك" باعتبار ان فعل الإنسان أكثره بالأيدي وأيضاً إسراف المياه يأتي من الأيدي سواء "مأكل مشرب ملبس.. الخ" وعرضوا كيفية ترشيد المياه في الحياة اليومية من فتح الصنبور وتركه لمدة دقائق للقيام بالفعل. كما قاموا أيضاً بعرض لعبة للأطفال بكيفية ترشيد الاستهلاك في الحياة اليومية. وركزت الحملة علي إعلانات التليفزيون وكان شعارهم "بإيدك تعمل فرقة" بالإضافة إلي الاستعانة بالأمثال الشعبية "المياه تكذب الغطاس" ولو مفيش مياه كيف نكذبه!! بالإضافة إلي تصميم أغنية يقول مطلعها: "كل قطرة فيها فرصة..وفرها بدل ما تخسرها" وفاز فريق إبداع بالمركز الثالث. "هرمني" أما فريق هرمني الذي حقق المركز الثاني بجامعة مصر الدولية أيضاً فقد حددوا محافظتين أكثر استعمالاً للمياه وهي القاهرة والإسكندرية وحددوا فيهما الفئات المستهدفة المراد التحاور معهما وهم أكثر الفئات استخداما وهم الأمهات والشباب وكان شعارهم: "اللي بيروح عمره ما يرجع" ولأن الشعب المصري بيحب الفوازير فكانت حملتهم عبارة عن فوازير اجابتها المياه بالإضافة إلي تعليق إعلانات في الماركات الكبري والجامعات والمدارس والمكتبات وقاموا بعرض الحياة بدون مياه. ولو يوم واحد من خلال تنويهات وصمموا أيضاً أغنية. نقطة مياه أما حملة نقطة مياه التي حققت المركز الأول بالجامعة الأمريكية كان شعارها: "وفرها ليك ولينا" والحملة وجدت ان المصريين عموماً لا يهتمون بالمستقبل وان المياه بهذا الشكل سوف تنتهي سنة 2025 استهدفت الحملة كل الطبقات والشرائح بكل محافظات مصر وبكل المراحل العمرية. عارضوا شعارهم في الإذاعة والتليفزيون. قاموا بجمع المياه المتبقية من كل زجاجة مياه متبقية فيها القليل من المياه في الجامعة لمدة ساعة جمعوا 30 لتر مياه!! طلبوا من أطفال المدارس رسم لوحات لو في يوم بدون مياه ماذا ترسم؟ وضعوا تنويهات وآراء علي أداة التواصل الاجتماعي لكيفية توفير المياه. ورغم ان الجامعات التي فازت بالمراكز الأولي من الجامعات الخاصة فإن المركز الرابع الذي لم يكن محدداً في المسابقة حدد بعد تقديم الأعمال كان لفريق "تغير المسار" لجامعة بني سويف بالإضافة إلي تكريم 3 فرق من الصعيد وتم منح الفرق المشاركة بجوائز أيضاً دون مراكز تقديراً لأفكارهم الفريدة التي قدموها والتي اشتملت علي تصميم إعلانات مطبوعة وإعلانات طرق وشعارات ومسلسلات كرتونية وأفكار علي وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم ان المبادرة هي الأولي من نوعها نأمل ألا تكون الأخيرة وان نجني مقترحات هؤلاء الشباب وتكون أفكارهم مؤثرة بشكل فعال علي ثقافة المجتمع في التعامل مع مياه الشرب لتوفير المياه لنا ولكل طفل قادم لأن حقه في الحفاظ علي صحته ونموه من خلال ترشيد المياه بكيفية استخدامها ورفع الوعي والمحافظة عليها أمر في غاية الأهمية لمواجهة مخاطر ندرة المياه ونحن نؤمن ان الشباب قادر علي تغيير تلك السلوكيات الخاطئة في مجتمعه وتوعية الأجيال القادمة خاصة ان مصر دولة فتية أكبر عدد سكانها من الشباب.