أكد الخبراء أن الوقاية من الإدمان توفر أموالاً طائلة للدولة تنفق علي العلاج والمستشفيات ولكي تكون فعالة تحتاج لمواجهة اجتماعية شاملة.. طبياً وعلمياً وإعلامياً.. مع تشديد العقوبات علي جلب المخدرات وترويجها وملء أوقات الفراغ لدي الشباب بما هو مفيد ونافع مشترطين لنجاح استراتيجية الوقاية معاملة المدمنين كمرضي وليس كمجرمين بالاضافة لتفعيل دور مركز علاج الإدمان وتطوير أساليبه وأدواته وإنشاء الدولة لخط لنجدة المدمنين يغطي جميع المحافظات علي مدار ال 24 ساعة مع وضع أبحاث في المناهج الدراسية والجامعية عن الإدمان وآثاره وخطورته. في البداية يؤكد الدكتور أحمد فخري استشاري علم النفس وتعديل السلوك وعلاج الإدمان بجامعة عين شمس أن مشكلة المخدرات بأبعادها المتعددة مشكلة في غاية التعقيد ومحاربتها والوقاية منها لها علاقة وثيقة بحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والبيئية والأخلاقية ولكل مشكلة من تلك المشاكل وزنها الخاص ويختلف من مجتمع لآخر ومن فئة وطبقة اجتماعية لأخري لذلك فإن مكافحة المخدرات تقتضي العمل في مستويات متعددة من أجل القضاء عليها والوقاية من خطر الوقوع بها. يضيف فخري أن الوقاية من المخدرات توفر علي الدولة أموالاً طائلة كانت ستصرف علي العلاج والمصحات والمراكز والمستشفيات والأطباء مشيراً إلي أن أعداد المدمنين تتزايد بسبب الانفتاح علي المجتمع الغربي وانشغال الوالدين وراء لقمة العيش مما أدي لوقوع النشء الصغير في الإدمان. وتري الدكتورة فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي شعبة بحوث الجريمة السياسية والجنائية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الدولة يقع علي عاتقها العبء الأهم للوقاية من الإدمان وذلك بحكم امتلاكها لوسائل الإعلام المختلفة وبحكم ما لديها من أجهزة الضبط وما تسنه من قوانين ومن خلال إحكام المنافذ التي تهرب المخدرات داخل البلاد ومواجهة تجار المخدرات والموزعين بقوانين رادعة ومنع الصيدليات من صرف الأدوية التي تحتوي علي نسب مهدئات بدون تذكرة طبية بالاضافة لعمل كشف دوري علي السائقين وعمل دوريات مفاجئة علي الطريق لتحليل المخدرات مع زيادة التوعية بخطر الإدمان والمخدرات علي الأسرة والمجتمع والاستخدام الجيد لوسائل الإعلام والإعلان عن مراكز العلاج وأرقام التليفونات وإنشاء مراكز للعلاج منفصلة عن مستشفيات الأمراض العقلية حتي نشجع المدمن علي العلاج والتوعية والعلاج المبكر من خلال عمل ندوات بمراكز الشباب ودعوة المتخصصين وطرح القضية للمناقشة بدون تهوين أو تهويل والاستفادة من الهيئات الأجنبية العاملة في المجال ونقل الخبرات وتبادل المعلومات مع عمل دورات تدريبية لرجال الدين حتي يمكن تناول الموضوع بشكل علمي خلال الخطب والعظات مع الاهتمام بالمتعاطين الحاليين واقناعهم بالعلاج. وأضافت أبو شهبة أن دور صندوق مكافحة الإدمان مهم في التواصل مع المدمنين وتوفير سبل الرعاية والعلاج بالمجان وكذلك المؤسسات العلاجية المتخصصة المجانية مشددة علي ضرورة توفير الأطباء والاخصائيين في ذلك المجال نظراً لقلة عدد العاملين بمجال المعالجة النفسية والاجتماعية للمتعاطين وتفعيل القوانين الرادعة وصولاً بالاتجار والتوزيع للمخدرات لحكم الإعدام أسوة بالعديد من الدول الأخري كالصين وسنغافورة التي جرمت حتي التدخين للسجائر في الشوارع العامة والطرقات. علماء النفس : الأفلام السينمائية تشجع علي التعاطي علا أحمد أكد خبراء علم النفس والاجتماع أنه في الآونة الأخيرة زادت نسبة متعاطي المواد المخدرة من جميع الفئات ويرجع ذلك للغيبوبة الثقافية والدينية والشعور بالدونية في المجتمع مع الفراغ الوظيفي والعاطفي والخوف من المستقبل والرغبة في التجربة وتقليد الفنانين وانتشار التعاطي في الأعمال السينمائية حيث تتكبد الدولة 36 مليار جنيه سنوياً قيمة المضبوطات من المخدرات طبقاً لتقديرات أجهزة الأمن. يقول أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي: عقار "IC" هو الأحدث وأخطر العقاقير المخدرة حيث يبلغ سعر الحبة الواحدة 500 جنيه والاسبراكس أردأ أنواع المخدرات ويعتبر ثلث الشعب المصري متعاطين للمخدرات بجميع أنواعها. الدكتور جبر محمد جبر أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة بورسعيد يشير إلي انتشار تعاطي الشيشة كمدخل رئيسي لانتشار الإدمان في مصر بداية من الحشيش وكذلك ارتفاع معدلات نسبة الضعف الجنسي معتقدين أنها تقوي القدرة الجنسية والسعي وراء تحقيق المتعة الجنسية سواء من قبل الزوجين مثل الكوكايين وكذلك قيام سائقي النقل الثقيل بتعاطي مخدرات "الأفيون والترامادول والابتريل" لتحمل أعباء المهنة وقيام المراهقين من الجنسين بالتعاطي للمظهرة والافتخار . ويعود د.جمال فرويز بالأكاديمية الدولية الطبية للحديث عن أسباب انتشار معدل تعاطي المخدرات في مصر هي شركات الصرافة التي تقوم بتوفير العملة الصعبة بسعر السوق السوداء وذلك لشراء المواد المخدرة بجميع أنوعها وكذلك ارتفاع معدل البطالة والعجز عن مواجهة ظروف الحياة ومسئولياتها وتسلل اليأس إلي الشخص الذي يدفعه إلي الهروب فيتجه إلي المخدرات واستخدام الإعلام المرئي في مشاهد مخلة بالآداب وضد الواقع وكذلك مواقع الإنترنت المختلفة التي سهلت التعاطي وتحولت لفاترينة عرض للمخدرات مثل الماريجوانا والاستروكس والفودو عن طريق إعلانات مثل "عايز ترتاح روح...." وغيرها. وأفاد فرويز بأن الحشيش والترامادول هما الأكثر تعاطياً عند الفتيات والأطفال من عمر 10 إلي 14 سنة يقومون بتعاطي 5 أقراص يومياً من الترامادول للمقدرة علي تحمل مشاق العمل طوال اليوم ويتم معالجتهم لفترات طويلة ولابد من النظر لدولة مثل الصين كمثال جيد للقضاء علي التعاطي والبيع داخل الدولة عن طريق تنفيذ حكم الإعدام في مدة أقصاها 6 شهور ولابد من تنفيذ القانون نظراً لوجود مافيا داخل الدولة منعت تنفيذ عقوبة الإعدام منذ سنوات.