** أسعدني للغاية تلك الرؤية الواضحة في البرنامج الانتخابي لنقيب الصحفيين المنتخب الأستاذ عبدالمحسن سلامة.. ولأن ليس كل ما يعرف يقال.. فإن ما شهده الاجتماع التأسيسي لهيئة المكتب مجرد خلاف في وجهات النظر أشبه بزوبعة في فنجان سرعان ما تلاشت دون التأثير من قريب أو بعيد علي وحدة العمل النقابي.. ودعونا نتفق علي أن خدمة الزملاء عمل تطوعي لا يرتبط بمنصب ما في تشكيل هيئة مكتب الصحفيين.. ومن ثم فقد حرصت علي التواصل مع الزميل محمد خراجة أحد الذين غادروا الاجتماع التأسيسي اعتراضا علي عدم تكليفه بمهمة أمانة الصندوق.. وسألته: لماذا الإصرار علي منصب بعينه في هيئة المكتب ألا تستطيع خدمة الزملاء من موقع آخر؟!أجاب الزميل المحترم بأنه سبق وأن تولي أمانة الصندوق وأدي مهمته بكفاءة عالية.. خاصة أنه يحمل درجة الماجستير في الاقتصاد واقترب كثيرا من الحصول علي درجة الدكتوراه.. وأضاف: ومع ذلك فقد استجبت للأغلبية وقبلت التكليف بملف "مشروع العلاج" وسوف أبذل قصاري جهدي لتطويره والحصول علي مزيد من المزايا لخدمة الجماعة الصحفية. وبناء عليه فقد عاد الاستقرار سريعا لمجلس نقابة الصحفيين بعد أن تقاربت وجهات النظر.. خاصة بعد أن تحقق التغيير المنشود بناء علي رغبة الجمعية العمومية للصحفيين في انتخابات التجديد النصفي التي جرت مؤخراً.. وعلي الطابور الخامس الذي يستهدف الصحفيين عموماً والعمل النقابي علي وجه الخصوص أن يتوقف عن بث الشائعات المحبطة بالتشويش علي مجلس النقابة الجديد ووضع العراقيل أمام النقيب عبدالمحسن سلامة.. فالقادم أفضل بإذن الله.. وما تحقق من تغييرات ملموسة والخروج بالنقابة من النفق المظلم ليس سوي بداية.. فالخير قادم بإذن الله وسوف أذكركم إن كنا من أهل الدنيا أن عبدالمحسن سلامة ورفاقه في مجلس النقابة سوف يستعيدون للنقابة هيبتها وللجماعة الصحفية اعتبارها وكرامتها علي جميع المستويات. ** وتقتضي أمانة الكلمة التأكيد علي أن قوة الصحافة في احترام رموزها وقوة النقابة في رفع شأن أعضائها.. وقد توقفت طويلا أمام تصريحات النقيب عبدالمحسن سلامة في أعقاب فوزه بالمنصب المرموق.. حيث أكد أن أول بنود أجندة عمله ستكون الحفاظ علي الحريات العامة والتشريعات.. ومن ثم سوف يبدأ علي الفور في العمل علي إصدار التشريعات اللازمة لضمان حرية الصحافة وإلغاء الحبس في جميع قضايا النشر اتساقا مع الدستور.. وذلك بنسف قانون النقابة القديم وتنقيته من المواد السالبة للحريات.. ووضع ميثاق الشرق الصحفي الجديد وتفعيل لجان التأديب في النقابة وزيادة البدل زيادة مناسبة والعمل علي وضع لائحة جديدة لأجور الصحفيين.. إلي جانب العمل علي تحقيق الاستقلال المالي للنقابة.. وعلي ذكر قانون النقابة الجديد فقد أشرت في مقال سابق إلي ضرورة الحفاظ علي رموز المهنة وشيوخها بتوفير الحصانة الاقتصادية والعلاج المناسب.. وقبل ذلك وبعده وحرصاً علي وحدة العمل النقابي يجب أن يتضمن القانون الجديد بنداً واضحاً.. لأن ما حدث في الاجتماع التأسيسي لاختيار هيئة المكتب.. خاصة فيما يتعلق بمنصب السكرتير العام أمر غير مفهوم في ظل صعوبة التوافق علي من يتولي ذلك الموقع المهم لخدمة جموع الصحفيين. وحتي تتجنب النقابة مثل تلك الأزمات العابرة التي تشهدها المجالس الجديدة المنتخبة من انقسامات تؤثر بالسلب علي مصالح الجماعة الصحفية وما يصحبها من مشاحنات وتبادل الاتهامات التي قد تصل إلي حد التخوين.. فلا مناص بأن تتضمن استمارة الادلاء بالتصويت في انتخابات التجديد النصفي للنقابة "خانة" خاصة باختيار السكرتير العام.. فإن كل من يتولي المنصب إبان الانتخابات موضع ثقة الجمعية العمومية أعادوا انتخابه.. وإن أرادت الجمعية العمومية التغيير فالقرار قرارها.. وكما قال عضو مجلس النقابة الزميل أبوالسعود محمد إن اللائحة لا تنص علي حق من حصل علي أعلي الأصوات في تولي المنصب الذي يريده في هيئة المكتب.. وإذا كان الأمر كذلك فإن القول الفصل في هذه الحالة يرجع إلي النقيب عبدالمحسن سلامة الذي أحرز أعلي الأصوات في المطلق بفارق ألف وثلاثمائة صوت عن أعلي الأصوات للحصول علي عضوية المجلس. ** آخر الكلام: سوف يظل الأستاذ محمد العزبي عميد الكتاب المصريين هو قبلتنا التي نتوجه نحوها في كل ما يتعلق بالشأن الصحفي والنقابي.. وعلي الرغم من إصراره علي اعتزال الكتابة.. فإنني أؤكد أنه لن يستطيع هجر القلم.. وسوف يدفعه التزامه الأدبي والأخلاقي تجاه الصحافة والصحفيين إلي الادلاء بالرأي والكلمة المكتوبة.. أيضا إذا اقتضت الضرورة ذلك. وكم حرصت علي التواصل معه قبيل العرس الانتخابي لسؤاله عما يعتقد في المشهد الصحفي والنقابي.. فأجاب بكلمات حرة مباشرة.. قال الأستاذ: يهيأ لي أن الهدف من انتخابات نقابة الصحفيين هو المحافظة علي الحريات.. واستطرد قائلاً: لأن الدولة بلا صحافة حرة لا تساوي شيئاً ونهايتها محتومة.. بارك الله في عمرك ومتعك بالصحة يا أستاذ.