* ماذا حدث لأخلاق المصريين؟! سؤال يتردد علي كل لسان خلال السنوات الست الماضية في أعقاب اندلاع أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها من انفلات في كل شيء وللأسف يبدو أن حلم العودة إلي أخلاق ما قبل 2011 بات بعيد المنال. * كانت مصر علي مر العصور "عصية" علي أي معتد أو محتل ودائماً ما كانت تؤثر ولا تتأثر تطغي بثقافتها وحضارتها علي أي غاز أو محتل مهما طالت فترة العدوان أو الاحتلالين ولنا فيما حدث مع الاحتلال العثماني والبريطاني القدوة والمثل. فلم نر المصريين وقد غيروا لغتهم أو ثقافتهم أو حتي نسوها كما حدث في بلاد شقيقة وصديقة. * ويؤكد الخبراء والمتابعون للشأن المصري أن ذلك يرجع لقوة وعراقة الحضارة والثقافة المصرية التي تعد الأقدم بين الحضارات علي الإطلاق وتراثها الخالد. علاوة علي وجود مؤسسة قوية. شامخة مثل الأزهر الشريف الذي كان ولايزال يمثل حائطاً صلداً وسداً منيعاً في وجه أي معتد يحاول النيل من مصر وشعبها ولغتنا العربية الجميلة. وأنا شخصياً أري أن الأهم من ذلك كله يتمثل في قوة وصلابة الشخصية المصرية وقدرتها علي مقاومة المعتدين والمحتلين بشتي الطرق والوسائل ولم يسمحوا يوماً لأنفسهم بالانخراط مع أي من هؤلاء الغزاة أو المعتدين أو حتي التعاون أو التعامل معهم باعتبار أن ذلك يمثل خيانة عظمي وجريمة كبري لا تغتفر. * من هذا المنطلق بدأ العدو أي المتآمر علي مصر يغير الطرق والوسائل التي يستهدف من خلالها النيل من وحدة وصلابة هذا الشعب. ولجأوا إلي استخدام الوسائل والأسلحة الحديثة التي باتت أكثر خطورة وتدميراً من الصواريخ والقنابل والطائرات ووجدوا ضالتهم وغايتهم في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبدأوا الحرب الشرسة من أجل ضرب الهوية المصرية وتغيير السمات الرئيسية لشخصية المواطن أو ما كنا نطلق عليه "النخوة المصرية" والشهامة والجدعنة التي كان يضرب بها المثل في بلدان العالم. ويؤسفني القول إنهم نجحوا في ذلك بشكل كبير. ولعل ما يحدث من وقائع وأحداث وأفعال كانت في الماضي من المستحيلات أن تشاهدها أو تسمعها في مصر وربما تكون واقعة الاعتداء علي "فتاة البامبرز" خير دليل علي ذلك وتؤكد خطورة ما وصل إليه الحال لأخلاق المصريين. وحتي أكون منصفاً أخلاق بعض المصريين. وغيرها الكثير والكثير من الحوادث والوقائع التي نشاهدها أو نسمعها ونقرأها يومياً عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة لدرجة أن هناك من قتل "أمه" نعم أمه لا لشيء إلا أنها كانت توقظه ليصلي الفجر!! المؤكد أن واقعة "فتاة البامبرز" أو هذا الشاب الذي قتل والدته وغيرهما من تلك الأحداث المشينة تحتاج منا إلي دراسات وأبحاث كثيرة لمعرفة وتحديد التغيرات التي طرأت علي الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية ومدي علاقة ذلك بما يحاك ضد الوطن من مؤامرات ومخططات في الداخل والخارج. والأهم من ذلك أن تتم مراجعة القوانين والتشريعات وطرق المحاكمات من أجل تحقيق العدالة الناجزة التي طالما طالبنا بها لوضع حد لمثل هذه الجرائم وسد الثغرات التي يمكن من خلالها إفلات أمثال هؤلاء المجرمين.. فمن أمن العقاب.. خلع البامبرز!!