عاد محمد حسني مبارك إلي منزله بعد فترة من حياته مختلفة تماماً عن كل ما عاشه من أيام..... قالوها من زمان "يوم حلو ويوم مُر".. وإن كانت أيامه هو بالذات يوم حلو جداً جداً ويوم مُر شديد المرارة.... لم يعرف "وسطاً" وهذه هي الحياة.... ولا يظلم ربُك أحداً.. ويجب أن ينسي هذه الفترة الأخيرة ومن كرم السماء وعدلها أن مد الله في عمره لكي يكون "الختام حرية" وكلمة "إنسان" مشتقة من كلمة "نسيان". سألوا الأدباء والشعراء والمفكرين والصحفيين والعلماء وكل أصحاب الرأي والخيال والعلم: ما هو أجمل ما في الحياة؟! فاز كامل الشناوي بالمسابقة.... حينما قال "الحرية".... أجمل ما في الحياة أن تكون حراً... قرأت هذا الكلام يوماً بعيداً عن مجلة كان اسمها "الاثنين" كانت تصدر عن دار الهلال.. حينما كان الناس ينتظرونها بشغف وهي المجلة التي تتلمذ فيها مصطفي أمين وعلي أمين وصالح جودت وحلمي سلام وغيرهم!!! قالها كامل الشناوي يوماً.... أنا الوحيد في مصر الذي لن يتم اعتقاله..... ولا يخاف أن يحدث له هذا "يقصد الاعتقال"..... لا يخاف من الاعتقال أو السجن لأنه لن يحدث. كيف؟! علي فرض أن جاء زائر الفجر فقبل أن نصل إلي باب المعتقل أو باب السجن سأصاب بسكتة قلبية وأدخل القبر بدلاً من السجن أو المعتقل!!! كامل الشناوي لا يحب الأوامر والشخط والنطر علي رأي المثل للذلك لم يكمل الدراسة بالأزهر لأنه كان كثير الرد علي أساتذته.... ففصلوه من الأزهر!!! *** الرئيس الأسبق عاد إلي بيته...... وقبل أن يقول أحد إنه ليس بيته..... فقد كان بيته حينما كان نائباً لرئيس الجمهورية ثم تولي الرئاسة ورفض أن يغيِّر منزله..... والحقيقة أن هذا المنزل الفاخر ملك لمبارك.... فقد كانت هذه الفيللا الأنيقة ملكاً لأحد أقطاب حزب الوفد من زمان.... نسيت اسمه.... كان اسمه قريب من "الطرابيلي أو الطرابلي" تقريباً.... وكان يصلي معنا في مسجد نادي هليوبوليس القريب جداً منه.... ولم توفي ظل المنزل مغلقاً فترة طويلة.... وفي بداية حكم السادات ألَّف ما سماه اتحاد الجمهوريات "مصر سوريا ليبيا".... وبدأ البحث عن مقر لهذا الاتحاد الوليد ليكون منزلاً لرئيس الاتحاد وكان اسمه أحمد الخطيب فاشتري السادات البيت مفروشاً كما هو.... لم يلبث اتحاد الجمهوريات طويلاً وسافر أحمد الخطيب وتم غلق المنزل فترة طويلة أخري حتي تم تعيين حسني مبارك نائباً لرئيس الجمهورية وكان يسكن في شقة في عمارة الخبراء فوق أشهر سوبر ماركت في مصر فانتقل مبارك إلي الفيللا الحالية.... ثم حدث أن توفت سيدة كانت تملك فيللا صغيرة ملاصقة لفيللا مبارك فاشتراها اتحاد الجمهوريات أيضاً وتم هدمها وأصبحت حديقة فيللا مبارك وغرفة جانبية للحرس..... ثم حدث جدل حول المالك الحقيقي لكل هذا.... فلم يعد هناك شئ اسمه اتحاد الجمهوريات فاشتري مبارك الفيللتين بسعر يسمي "القيمة الدفترية""!!! فأصبح هو المالك!!! *** هناك موضوع آخر عام: أثاره الدكتور حسام بدراوي الذي كنا نسميه في النادي الأهلي "الموسوعة".... طبيب. صاحب مستشفي من أكبر مستشفيات مصر. سياسي له مكانة في كل أحزاب السلطة المتتالية. مفكر له آراء صحفية عديدة. له دراسات هامة وتقدمية في التعليم وعرضوا عليه الوزارة ورفض. رشح نفسه رئيساً للأهلي مرتين.... وغير ذلك.... له رأي.... فإلي الغد.