مازلنا نعاني من بعض الأمراض المزمنة التي تهدد إستقرار المجتمع وأمنه..وتصيبة في مقتل..وتشتت جهود التنمية..ظهرت وتفاقمت هذه الأمراض..وإتسعت رقعتها..وزادات أثارها السلبية..وأمراضها المجتمعية..وتاهت الحلول بين الخلافات السياسية والمصالح الشخصية. أهم هذه المشاكل إستفحال ظاهرة أطفال الشوارع نتيجة زيادة نسب الفقر..وإرتفاع معدلات البطالة..وزيادة معدلات الطلاق والتفكك الأسري..والتسرب من التعليم..وأزمة الإسكان..فأصبحت الأرصفة والكباري والأنفاق والحدائق والخرابات ومحطات القطارات والأتوبيسات ملجأ وملاذ لهم..وتحولت المشكلة إلي ظاهرة وزاد معدلها ونمت واصبحت مشكله تهدد الأمن والاستقرار المجتمعي والأمني والنمو الإقتصادي وخاصة في ظل وإحتواء البعض من الخبثاء لهؤلاء الأطفال وإستخدامهم كأداة لتحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة سواء في التسول أو الدعارة. تحولت هذه المجموعات المجني عليها إلي عصابات..وأصبحت معاول هدم..وأداة حرق..وتحول البعض منهم إلي عناصر تستقطب الوافدين الجدد وتدريبهم..وتأهيلهم..وتنمية قدراتهم العدوانية والإجرامية بعد أن يكونوا قد تعرضوا لأبشع أساليب القهر والإعتداءات الجنسية والجسدية..بل أن بعض زعماء هذه العصابات يتزوج العديد من بنات وأولاد الشوارع ويمارس معهم العلاقات الجنسية فظهر الشواذ..وأجيال جديدة من أطفال الشوارع أكثر عدائية وشراسة. لابد من تكاتف الجميع للتصدي لهذه المشكله لانكتفي بعلاج الموجودين ولكن لابد من بحث أسباب الظاهرة وعلاج الأمراض المجتمعية..وتجفيف منابعها والقضاء علي بذورها وأسباب نموها وترعرعها..من خلال برامج متكاملة تتناغم فيها كافة الجهود تهدف إلي إتخاذ تدابير تربوية غير تقليدية بعيداً عن الإجراءات الجنائية والعقابية التي تؤدي إلي تزايد الظاهرة وتفاقمها ونموها وإزدياد كره هذه الفئة للمجتمع وذلك من أجل الحفاظ علي قيم وتقاليد وأخلاق المجتمع المصري من خلال رؤية شاملة تحفظ له أمنه واستقراره..ونموه الإقتصادي ورفاهيته. لابد من وضع برامج تنموية وتربوية لتأهيلهم وتعديل سلوكهم وتنمية قدراتهم حتي يتحولوا من معاول هدم إلي أداة بناء ويكونوا بمنأي عن إغرائهم بالمال وإسغلالهم للقيام بأعمال حرق وتخريب وسرقة..وعلاج الأسباب والعوامل التي تؤدي إلي خروج الأطفال إلي الشوارع لوضع الحلول العملية لها وخاصة تحسين الأوضاع الاقتصادية للأسر الفقيرة التي تهمل أطفالها وتدفعهم إلي الشارع وهم في عمر الزهور لتحقيق المكاسب المادية دون النظر إلي الظروف المحيطة بهم ومخاطرها. ياسادة..لقد تحولت الأنفاق..والكباري..والحدائق..ومداخل بعض العقارات..و الأرصفة..والخرابات إلي مصانع لإنتاج أطفال الشوارع..أكثر شراسة..وأشد عنفاً وكرهاً للمجتمع..يجب أن نتحرك قبل فوات الآوان حتي لايستمر هؤلاء في حقدهم علي المجتمع..ويكونوا وقوداً لحرق جهود التنمية الشاملة والنهضة الإقتصادية المرتقبة.