إحتفلنا الإسبوع الماضي ولازلنا ونحتفي بعيد الأم وليكن تذكرة للأبناء البنات بأن الغرض من عيد الأم ليس أن يقدموا هدايا كبرت أو صغرت لأمهم بل ان هديتهم الحقة هي أن يصبحوا رجالاً نافعين لوطنهم وللإنسانية وتلك في نظر الأم أيا كانت أكبر تحية وأعظم هدية. وما نود أن نؤكد عليه أن تكريم الأمومة والاحتفاء بها إنما هو بتكريم المعاني النبيلة التي تتمثل في كل أم فاضلة تسير علي هدي الفطرة الإنسانية السليمة وتقوم بواجباتها نحو أسرتها وأبنائها وتؤدي هذه الحق بأمانة وإخلاص.. ان عاطفة الأمومة هي أعمق العواطف وأسماها.. إنها فريدة في نقائها وعمقها وصفائها.. إنها أصل كل ما في الدنيا من خير وبر ورحمة.. إنها نهاية الكمال لأنها منزهة عن كل هوي.. إنها قوية كالحق ونقية كالخير. جاء رجل إلي رسول الله فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال أبوك.. يا أمي هذا اللفظ الجميل السهل المحبب هو أول لفظ يخرج من شفتي الطفل ويكاد يكون واحداً في جميع البلاد لأن الأم هي هي لا تتغير عواطفها واحساساتها بتغير مكانها من الكرة الأرضية أو لون بشرتها أو مدي تقدمها أو تأخرها في المدينة.. ونود أن نشير إلي أن الأم الجديرة بالتكريم هي الأم التي تعرف مكانها في الحياة وتعرف رسالتها في المجتمع.. إنها الأم التي تشيع الرحمة في بنيها والخير في أسرتها والبلسم لجروح أهليها وعشيرتها وجيرانها.. إنها الأم التي تنشيء أبناءها علي العزة وترضعهم معاني القوة وتدفعهم دائماً إلي العمل والفداء من أجل الوطن.. الأم هي التي تتعب ولا تنتظر لتعبها أجراً وتخدم ليل نهار عاملة مجدة من غير أن تنتظر من أحد حمداً ولا شكراً.. قال تعالي: "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" ثلاثون شهرا كل دقيقة منها مزيج من حنان وألم وفرح وقلث.. ثلاثون شهرا لا تكاد تغمض لها فيها عين أو يذوق جسمها راحة وهي مع ذلك سعيدة بما تتحمل ترقب الغد مشفوفة بأن تري وليدها الذي هو قطعة منها سوياً سليماً.. ثم يبدأ الطفل يستقل عن أمه أو يحسب أنه يستقل ولكنها هي لا تحس بانفصاله عنها فهو قطعة منها تحس بارتباطها به مهما بعدت الشقة أو اختلف الطريق.. أن برها تحبه وان عقها تحبه وتشفق عليه من عقوقه وتخشي عليه غضب الله لا غضبها فهي دائماً راضية.. أيتها الأم الكريمة.. أم الشهيد.. ان الفداء الذي قدمه وليدك لهذا الوطن هو فداؤك أنت.. والتضحية العظمي التي بذلها ولداه هي تضحيتك أنت.. فأنت من تشعرين بفقد الولد ووحشة الفقيد والبطولة التي توجت هام ابنك هي بطولتك أنت فإأنت التي أنجبت وأنت التي ربيت وأنت التي غرست فيه معني الفداء وجلال التضحية وأنت يا سيدتي يا أم الشهيد من تكرم في عيد الأم وأنت من نقف جميعا اجلالا واكباراً لها.. يا أم الشهيد أن الوطن لن يثيبك علي فقدك وليدك إلا بأكرم ما يثيب الوطن أبناءه البررة.. وأنت من هؤلاء البررة في قمة الاجلال والتكريم فأنت الأم وأنت الرمز وأنت الأمل وأنت وحدك من تحيي فينا جلال التضحية والفداء وتبقي في ذمتي كلمة أخيرة: رحم الله أمي لقد كانت من ذلك النموذج الطيب من سيدات الجيل الماضي ذوات البصيرة المشرقة. * كلمات: لا يموت الحب أبداً ميتة طبيعية بل يقتله الإهمال والخيانة والقسوة والشك والأنانية والكذب