كنت من أشد المطالبين بضرورة عودة الجماهير للمدرجات وتحدثت مع أكثر من وزير للداخلية في هذا الشأن.. وناشدت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالي بضرورة عودة الجماهير للمباريات فالمباراة بلا جمهور لا قيمة ولا معني لها. لكنني اليوم وبكل أسي وأسف أسحب كلامي وأطالب بمنع الجمهور من حضور المباريات بعد أن أصبح الجمهور سبباً في إعاقة وعرقلة وانتظام المسابقة ثم إن ما حدث من جماهير ألتراس أهلاوي مع بعثة ولاعبي الزمالك في أديس أبابا والاعتداء عليهم هناك في المطار.. ثم تكرار الاشتباك معهم داخل الطائرة وهم في الجو مما كادت تحدث معه كارثة لا قدر الله لكل ركاب الطائرة المصرية وألقت الشرطة القبض علي 15 مشاغباً منهم ثم نسمع أن هناك من أمر بإخلاء سبيلهم وهو شيء غريب لم يحدث من قبل.. جماعة إرهابية كادت تحدث كارثة في أرض أجنبية ثم في الجو داخل الطائرة المصرية ثم يتدخل شخص ما ويتم إخلاء سبيلهم فإنها دعوة إلي مزيد من البلطجة طالما أنه لا قانون والأمور تسير بالدراع والبلطجة والواسطة. طالما أن القانون في إجازة أو الوساطة تلعب دورها وتحمي الألتراس والبلطجية ولم يعد الإنسان يأمن علي حياته وعلي نفسه وطالما أن الشرطة تقبض علي المجرمين وهناك من يتدخل لإخلاء سبيلهم وتركهم طلقاء دون عقاب ودون محاكمة ودون سجن وأن المسألة أصبحت سبهللة فلا أجد أمامي بداً من المطالبة بمنع الجمهور من حضور المباريات حفاظاً علي أرواح الأبرياء من هجمة الأشرار الذين يطلقون علي أنفسهم الألتراس. ولعلنا نتساءل: أين أخلاق زمان وحب زمان وتشجيع زمان؟ كانت كل الجماهير تجلس في مدرجات واحدة مشتركة أهلاوي مع زملكاوي مع مشجعي أندية أخري يتبادلون السندويتشات واليوسفي والقصب واللب والسوداني ويسود جو من الفرفشة والمتعة قبل وأثناء المباراة ثم ينصرفون معاً يتحاورون ويتسامرون في حب وروح رياضية سمحة وحتي عندما تكون هناك معايرة بنتيجة المباراة فهي معايرة مسموحة لأنها بدعابة وخفة دم. أما ما يحدث اليوم من سفالة وقلة أدب وبلطجة فهو أسلوب مرفوض تماماً.. وأطالب وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز أن يطلب تقريراً رسمياً عما حدث من ألتراس أهلاوي ضد بعثة الزمالك في أديس أبابا وداخل الطائرة واتخاذ عقوبة فوراً.