تحولت جنازات الشهداء في محافظات مصر إلي مظاهرات للتنديد بالإرهاب الذي يغتال أولادنا والذي يستمر في أسلوبه الدموي في سيناء لحصد أرواح الرجال الذين ذهبوا إلي هناك لمنع مؤامرات تحاك بالوطن وتستهدف تمزيقه وانقسامه وسلب إرادته وقراره. ومصر تودع الشهداء بإصرار علي الانتصار ودحر الارهاب وإفساد مخططاته. وفي تأكيد علي أنها لن تتراجع عن جهودها وخطواتها لإيقاف خطر الإرهاب الذي أصبح مقرونا بالصبغة "الداعشية" والذي يريدها بحورا من الدم. إننا لا نجد من الكلمات ما نوفي به حق رجال القوات المسلحة المصرية ورجال الأمن في سيناء الذين يضحون بأوراحهم فداء لوطن لن ينسي أبدا شهداء الواجب الذين كانوا رمزا للعسكرية المصرية التي تستعذب الشهادة في سبيل حماية الأرض والعرض والشرف. ولا يعني انشغالنا في قضايانا وأمورنا الحياتية أننا قد نسينا أو تناسينا حجم تضحيات الشهداء ولا دور الرجال في سيناء. فكل ما في الأمر هو أننا نريد أن يعرف الإرهاب وأن يدرك العالم كله أن عجلة الحياة في بلادنا لن تتوقف بسبب الإرهاب وأن تساقط الشهداء لن يثنينا عن مواصلة طريق آخر مواز للتغلب علي أزمات الوطن الداخلية وإعادة بنائه من جديد لانطلاقة مختلفة سوف تحقق لمصر الكثير. ولنكن جميعا علي ثقة في ذلك من أن هذا الوطن سيعود.. وأن عودته ستكون أفضل مما كان. والأيام الصعبة تنقضي بالصبر والعزيمة والإصرار.. ومصر ستتجاوز أزماتها وسنشهد مصراً جديدة بفرص واعدة واقتصاد مختلف. *** ولان الإرهاب أصبح الخطر الذي يواجه العالم. فإن بريطانيا تطرح تساؤلا عبر وسائل اعلامها تثير فيه قضية التطرف وكيف يمكن لرب أسرة يمارس حياة عادية أن يتحول إلي متطرف عنيف؟ وبريطانيا تطرح تساؤلاتها في أعقاب الحادث الإرهابي الذي وقع قبل عدة أيام فوق جسر ويستمنستر بمحيط مقر البرلمان البريطاني وقام فيه المتطرف خالد مسعود "52 عاما" بدهس مجموعة من البريطانيين وقتل أربعة أشخاص! والتحقيقات أثبتت أن خالد مسعود الذي ولد في بريطانيا وأصبح جزءا منها. والذي كان يعيش حياة عادية كأي رب أسرة تحول فجأة إلي وحش كاسر ليقوم بعملية ارهابية دموية. فكيف ولماذا فعل ذلك؟! والاجابات والتفسيرات كثيرة ومنها التحريض علي الإرهاب من خلال الانترنت أو ظهور وتنامي دعوات التطرف الديني بين صفوف دعاة اخترقوا المجتمعات الغربية ويعملون لصالح تنظيمات إرهابية في إطار دعوة جهادية مضللة. غير أننا مع ذلك. وقد عشنا في المجتمع الغربي لسنوات نؤكد أن الدول الأوروبية الغربية لم تنجح بشكل كامل في دمج واستيعاب المهاجرين والأجيال الجديدة منهم في منظومتها الاجتماعية والثقافية وفرضت عليهم حصارا من العزلة أدي إلي تنامي شعور بالدونية وكراهية هذه المجتمعات رغم الاقامة فيها. وأدي هذا الانكسار النفسي لدي أبناء المهاجرين من الذين ولدوا في هذه المجتمعات إلي تقبل الأفكار المتطرفة التي تمنحهم احساسا بالتعويض وتلذذا بالانتقام. ان خالد مسعود الذي قام بالعمل الإرهابي لم يكن في حاجة إلي الكثير من الاقناع ليترك ويتخلي عن حياته العادية ويصبح ارهابيا. فقد كان علي ما يبدو ينتظر الفرصة طوال حياته. وقد تحقق له ما أراد لأن أحدا لم ينتبه هناك لجذور المشكلة.. وللخلايا النائمة! *** وتعالوا نترك الارهاب ونتحدث عن الحياة وحب الحياة والسياحة التي تمثل ترابطا وتلاحما بين الشعوب. ومسلسل مصري اسمه "جراند أوتيل" كان سببا في تدفق السائحين من دول الخليج العربية علي مصر بكثافة هذا العام. فالمسلسل الذي تم تصويره في فندق جراند أوتيل بأسوان ألقي الضوء وأظهر ملامح المدينة السياحية وجمالها وتابعه العديد من المشاهدين في دول الخليج وأعجبوا به وانبهروا بمشاهده. ويقول سفير البحرين في القاهرة الشيخ راشد بن عبدالرحمن إن هذا المسلسل كان دافعا للعديد من شركات السياحة في البحرين التي قامت بتنظيم العديد من الرحلات لمواطنين من البحرين توجهوا إلي أسوان والأقصر فقط ولم يذهبوا كما هي العادة إلي القاهرة ومناطق سياحية أخري في مصر. ويضيف الشيخ راشد.. الناس عاشت مع أحداث المسلسل وتفاعلت معه وأرادت أن تتواصل عبر زيارة الأماكن والمواقع التي أظهرتها المشاهد التي صورها وأبرزها. وما فعله المسلسل تأكيد علي دور الفن وقيمته وأهيمته. فمسلسل واحد كان أفضل من كل حملات الترويج والعلاقات العامة السياحية. فالرسالة من خلال المسلسل لم تكن مباشرة وكانت الأكثر تأثيرا وجذبا واقناعا. *** ويا سبحان الله.. فإن عددا من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين من الذين عمقوا سياسات الانقسام والإقصاء وتحجيم منافسيهم وخصومهم هم أنفسهم الذين يدعون الآن أنهم يتعرضون للإبعاد والتحجيم والإقصاء. ويستخدمون نفس المفردات والعبارات التي استخدمت ضدهم من قبل.. وكما تدين تدان!! *** ومعجب بالفنانة غادة عبدالرازق رسم اسمها "تاتو" علي ذراعه.. ونقول إيه في ذلك.. الحب أعمي وأحول في حالات كثيرة! وأخيرا.. يقول نائب في البرلمان إن سائق المترو مطحون طوال اليوم وبياخد 11 ألف جنيه بس..!! عقبالنا يارب..!