دلالات مهمة خرجت بها الجماعة الصحفية من انتخابات نقابتهم الجمعة 17 مارس الجاري وانتهت بنجاح الزميل الأستاذ عبدالمحسن سلامة نقيباً وخسارة الفارس الجسور النقابي يحيي قلاش بعد ماراثون انتخابي استخدمت فيه أسلحة الانتخابات المشروعة وغير المشروعة وتدني إلي أبعد ما تخيلت في انتخابات الصفوة بمصر وهم رجال الصحافة وصناعة الرأي. بالأرقام كلا الفارسين كان لديه شعبية كبيرة فقد حاز النقيب سلامة الفائز تقريباً علي 52 في المائة من الجمعية العمومية والخاسر النقيب السابق علي نحو 48 في المائة. كان الجميع يترقب وجه "سيد النقباء" قلاش ولدي فريقه ماذا سيفعل خاصة بعد مؤشر نتيجة الإسكندرية.. واخترت أن أجلس مجاوراً ومترقباً مع العزيز مجاهد خلف وآخرين. لم يفاجئني النقيب قلاش شخصياً عندما ترك الخيمة وصعد للدور الرابع وجاء صوته مدوياً بحضور اللجنة القضائية لتهنئة النقيب سلامة في فروسية نادرة في معاركنا الانتخابية ليرسخ مبدأ احترام قرار الجمعية العمومية وطاويا صفحة انتخابات تدنت بشكل غير مريح!! حديث النقيب السابق للنقيب الناجح كان رسالة ليس للصحفيين بل لكل الشعب المصري أن من يحاول شق الصف الصحفي سيفشل . لقد كان النقيب السابق قلاش فارساً كعادته عندما لوح بيده ممسكاً بيد النقيب سلامة. ليؤكد وحدة الكيان النقابي الذي نشرف بالانتماء إليه. وأعاد "سيد النقباء" "الخاسر" قلاش السيرة العطرة للراحل نقيب النقباء كامل زهيري تلميذه صحفياً ونقابياً إلي الأذهان تقاليد عريقة كادت تغيب عن شبابنا أمام تدني الدعاية الانتخابية وحوارها.. وقدم درساً لفضائيات الشعوذة والعيب والجن والعفاريت أن صحافة مصر وأبناءها بخير ووعي الصحفيين النقابي والمهني والسياسي لايزال رفيعا رغم محاولات التشويه. قال لي زميلي الشاب المتحمس وكان يبكي أثناء كلمة صديقي قلاش .. حاول البعض تشويهه فقلت هذا نقابي شريف وعفيف اللسان . وهنا أهنئ الزميلة الكريمة الصحافية المحترمة لبيبة شاهين التي ساندت زوجها وقالت لي بعد النتيجة: نحن خضنا معركة شرسة وحققنا رقماً مهماً من جموع الصحفيين. تحدثت مع الصديق قلاش وسعدت بروحه التي عهدتها فيه وعفة لسانه. وتعلمت منه في زحمة الماراثون أن الصحفيين لن تخدعهم الدعاية.. والدلالة الأهم ليست في فوز سلامة أو خسارة قلاش. جاءت في العضوية بحصول الأستاذ جمال عبدالرحيم لأعلي الأصوات. وأيضا الأستاذ محمد خراجة وقد كسبت النقابة العضو الأشهر الشاب عمرو بدر الخارج من الحبس إلي مقعد المجلس. والشاب النابه محمد سعد عبدالحفيظ والزميلين حسين الزناتي وأيمن عبدالمجيد. وهي إضافة جديدة في عمل نقابي لأول مرة وسط تحديات مهمة تواجه المهنة وأوضاع الصحفيين المالية. تابعت فضائياً محاولات البعض صب الزيت علي النار. ورفض الكثير جرهم إلي معارك جانبية. وقطعت كلمات الخلوق قلاش لسلامة الطريق علي الباحثين عن تقسيم الصحفيين. ومع تهنئتي للنقيب سلامة أتمني وحدة النقابة التي لم تعكسها جلسة المجلس الجديد الأولي الخميس الماضي.