من الصعب أن نقبل بأن يفرض الإرهاب ارادته علي أهلنا في العريش.. فيروعهم ليفروا أمامه تاركين بيوتهم وأعمالهم ودراستهم.. ومن الصعب أيضاً أن نطالب أهلينا الذي روعتهم جرائم الإرهاب الجبان. أن يصمدوا أمامه وهو يتوعدهم بالقتل والذبح والحرق.. وإذا كنا نأسف ونحزن أيضاً لما أصاب أهلنا في العريش. فإننا حزنا من قبل ولازلنا عشرات المرات لمئات من الشهداء الذين يتساقطون دفاعاً عن الوطن.. ولا ينسينا الأسف والحزن أننا في حرب يسقط فيها كل يوم شهداء من أبنائنا في الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء المسالمين.. وهي حرب تسهم فيها قوي عديدة تمول القتلة بالمال والسلاح والمرتزقة أيضاً.. ولكن نتائج الحرب محسومة لصالح هذا الوطن وأبنائه.. مهما طالت أيامها.. واتسعت رقعتها.. ومهما أنفق المتآمرون.. ومهما قدموا للإرهابيين والتكفيريين.. ونحن ندرك أن الإرهاب الذي اتجه الآن في العريش إلي أبنائنا من الأقباط.. لم يتوقف يوماً عن قتل باقي أبناء العريش من أبناء القبائل الذين اتهمهم بالتعاطف مع الجيش والشرطة.. وإذا كان قد استهدف الآن الأقباط فلأنه ينفذ مؤامرة جديدة لتشويه سمعة الوطن. وتصدير صورة سلبية عن مصر إلي الخارج. فضلاً عن الوقيعة بين أبناء الوطن.. بعد أن ضاقت حلقات الحصار حوله.. وأحكم جنودنا الأبطال الخناق حوله.. وداهم مخابئهم في جبل الحلال ليكشف الكثير عن القوي المتآمرة والممولة لهم. وربما يشعر البعض أن معركتنا مع الإرهاب قد طالت.. ولكنها حتماً ستنتهي باقتلاع جذور الإرهاب من سيناء.. ومن كل مصر بإذن الله.. وسوف يفشل الإرهاب في شق صف الشعب المصري.. وتهديد وحدته.. وإذا كانت أجهزة الأمن تقول إنها لم تطلب من إخوتنا الأقباط في شمال سيناء مغادرة العريش.. واللجوء إلي محافظات أخري.. فإنها مطالبة بحماية من بقي منهم.. والحفاظ علي حياتهم وممتلكاتهم.. مؤمنين بأن يوم عودة من غادروا سيناء سوف تكون قريبة بإذن الله.. بعد أن يتم دحر هذه الفئة الباغية.. ولن تزيد مؤامرة هؤلاء القتلة مصر وأهلها إلا قوة وتماسكاً واصرارا علي احكام المواجهة الشاملة للقضاء علي هؤلاء القتلة الذين يستهدفون مصر وشعبها وأمنها واقتصادها واستقرارها وأمانها.. ولن تنجح محاولاتهم.. فالشعب المصري أثبت دائماً تلاحم أبنائه وتماسكهم.. وتمسكهم بوحدتهم.. ولن تكون مؤامرة القتلة في العريش ضد اخوتنا من الأقباط هي الأخيرة.. وكما لاحقهم الفشل في كل مؤامراتهم السابقة.. فإن مؤامرتهم هذه المرة لن يكتب لها النجاح بفضل وعي أبناء هذا الوطن.. وادراكهم لطبيعة ما يحاك ضدهم.. أن علينا في هذه اللحظات.. وجنودنا يخوضون حرباً ضارية ضد الإرهاب.. ويسقط منهم الشهداء في كل يوم.. أن نقف خلف جنودنا.. نساندهم ونشد من آزرهم ونقدر تضحياتهم.. ونتطلع إلي نصر قريب بإذن الله.