ما أشد حزني علي صناعة الغزل والنسيج المصري التي كانت يوما حديث العالم من خلال خيوط غزل كفر الدوار وأقطان وأصواف المحلة وغيرها من تابلوهات السجاد والمفروشات إلي آخره .. وما يؤلمني كمدا انتظار مسئوليها خطة ¢ ورانر¢ الأمريكية لتطوير المصانع .. والسؤال المثير للدهشة هل ¢ الخواجات ¢ حريصون علي استعادة أمجادنا في صناعة النسيج وعودة السمعة الطيبة لأقطاننا وأصوافنا لا أشكك في ذلك ولكن لدي يقيناً بإن الشركة الأمريكية تدرس الآن ملف إحتياجات المصانع والشركات من خلال الدراسات التي تقدمت بها إدارات تلك الشركات والمصانع المصرية وبهذا يتأكد لنا أن وارنر سيقدم لنا فقط الآلات التكنولوجية ومعها سيتم تدريب الكوادر.. فهل هذا هو التطوير الذي ننتظره؟! الوقت يمر والعمالة الماهرة يقترب عمرها من المعاش القانوني ولا يتم تعيين بديل لمن يخرج بسبب السن ونحن في انتظار¢ فرج الخواجات ¢ ..يا أهل القطاع إذا كانت السيولة المالية هي سبب تأخير شراء الآلات فأعتقد إن إبرام اتفاقية تكاميلية عربية عربية مع كل الدول بات هو البديل الأمثل بشأن هذا الموضوع بحيث يتم من خلالها تعظيم الإستفادة من رءوس الأموال العربية والخبرات التسويقية والأيدي العاملة والمصانع المصرية. وأشدد علي دعوة مصر وأشقائها العرب إلي تنفيذ هذه الإتفاقية المستوحاة من مشروع ¢مارشال¢ الأوروبي والذي تم تنفيذه عقب الحرب العالمية الثانية حيث استعاضت أوروبا عشرة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي وأحدثت ثورة صناعية ساهمت في قوة وجود الاتحاد الأوروبي. فيا كل أفراد قطاع النسيج استنهض ماضيك وخذ من الهيئة القومية للانتاج الحربي التابعة لوزارة الإنتاج الحربي برئاسة الوزير اللواء محمد العصار دافعا للتقدم فهذا القطاع إلي جانب دوره المؤثر في تجهيز أدوات التسليح بالقوات المسلحة فإنه لم يتخل عن دوره الوطني في تلبية احتياجات المجتمع إلي جانب عمله ليقوم الآن بتصنيع ثلاجة 360 حلوان وتوفيرها بالسوق المحلي بسعر مناسب لمجابهة مافيا غلاء الأسعار .. واستشعارا من الهيئة بإنه لابد من الحفاظ علي الفائض الاستراتيجي لكيانات الصناعات المحلية فهي كعهدها ترتدي لباس الوطنية وتمكث علي تصنيع قطع غيار الأجهزة المنزلية لكل الشركات وتوفره بالجنيه المصري لمواجهة السوق السوداء للعملة الاجنبية . ولأن رجال الإنتاج الحربي يبدعون دائما من أجل وضع مصر في مصاف الدول الصناعية فقد خرج مشروعهم الجديد الخاص بإعداد أجيال قادرة علي اقتحام مجالات الصناعات التكنولوجية الحديثة فقامت بإنشاء الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة ويعد نموذجا لمنشأة تعليمية تتبني النظم والبرامج المتقدمة للتعليم الهندسي والتكنولوجي ومدة الدراسة بالأكاديمية خمس سنوات وتمنح درجة البكالوريوس بأفرع الهندسة الميكانيكية والكهربائية والكيميائية. فيا صناع النسيج استلهموا روح الصناعة والهمة من رجال الإنتاج الحربي رمز العلو والقمة.