منذ أن تحولت أرض فلسطين العربية إلي محتلة بأيدي الصهاينة وقفت مصر بجانب الحق العربي في فلسطين ليس فقط من منطلق الأخوة في الدم والعروبة ولكن أيضا لأن مصر وجيشها بمثابة الدرع الواقية لكل الأرض العربية وكانت حرب 1948 التي قدمت فيها أرواح آلاف الشهداء من جيش مصر في حروب طويلة دفاعا عن الأرض العربية وفي عام 1964 ساعدت مصر انشاء منظمة التحرير الفلسطينية بهدف توحيد الصف الفلسطيني وشاركت مصر في القمة العربية الثانية التي اعتمدت قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني. وفي عام 1969 أشرف الزعيم جمال عبد الناصر علي توقيع اتفاقية "القاهرة" تدعيماً للثورة الفلسطينية واستمر دفاعه عن القضية الي أن توفي عام 1970 مجهدآ بعد مؤتمر القمة بالقاهرة لوقف حمامات الدم بين الاردنيين والمقاومة الفلسطينية "ايلول الاسود" وعندما تولي الرئيس أنور السادات الحكم خاضت مصر حرب أكتوبر وحققت فيها النصر وكان الشرط الأساسي في مفاوضات كامب ديفيد حل القضية الفلسطينية وعقد مؤتمر "جنيف" الذي رفضه الفلسطينيون مما أضاع عليهم فرصة كبيرة في تحقيق العديد من المكاسب والرئيس السادات أول من اقترح فكرة اقامة حكومة فلسطينية مؤقتة عندما ادعت رئيسة وزراء اسرائيل "جولد مائير" بعدم وجود شعب فلسطيني وساعدت مصر منظمة التحرير حتي تتمكن من الحصول علي اعتراف كامل من الدول العربية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً علي طلب تقدمت به مصر وقتها فمنذ بداية القضية الفلسطينية وحتي اليوم مصر تدافع عن حق الفلسطيين في تقرير مصيرهم بينما تحول البعض منهم إلي استخدام قضيتهم كوسيلة استرزاق من اجل الحصول علي المعونة والصراع من اجل السلطة والاموال دون النظر لحل قضيتهم وانلجوء بعض الفصائل لبعض الدول العربية والاقليمية وخاصة دويلة قطر كانت تفشل المفاوضات حتي تكون في الاضواء فمنذ نشاة حركة "حماس" والإعلان عن نفسها. لعبت دائماً دور المعارض ولم تدخل منظمة التحرير الفلسطينية أو تعترف بقراراتها وكانت دائماً عقبة أمام أي إجماع فلسطيني. ليس هذا فحسب.. بل إن الحركة عملت عن عمد علي إفشال كل المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية منذ بدايات مفاوضات مدريد وأوسلو وحتي بعد الإعلان عن السلطة الفلسطينية في غزة وأريحا وما بعدها من تفصيلات وحتي تمكنت حماس من السيطرة علي غزة 2007 أن الدور المصري في القضية الفلسطينية يظل هو الدور المحوري مهما تكن الظروف التي تمر بها مصر والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلي تباطؤ أو تراجع نسبي في طبيعة هذا الدور ولكنها لا يمكن أن تؤدي إلي تغييب كامل له وأن قناعة مصر تتمثل في أن حل القضية الفلسطينية يعد إحدي ركائز الاستقرار في المنطقة و لا يمكن حل القضية دون إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني و استمرار هذا الانقسام لن يساعد المفاوض الفلسطيني علي أن ينال حقوقه المشروعة ما دام هناك جزء من الوطن "قطاع غزة" لا يزال بعيداً عن الوطن بكامله ولن تتقدم إسرائيل خطوة واحدة في طريق السلام في ظل استمرار الوضع الحالي في غزة بكل مكوناته إذن فالدعوة المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية تمثل رؤية واقعية تتعدي حدود المصالحة نفسها لتصل إلي جوهر عملية السلام وتاتي مبادرة نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلي حوار فلسطيني وطني شامل لكل الفصائل والقوي والتيارات بالقاهرة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وعقد مؤتمر دولي للحوار الشامل لحل مشكلة الصراع الفلسطييني- الإسرائيلي وبرعاية الدول الخمس الدائمة العضوية ووضع الآليات التنفيذية للتنفيذ وايضا ما نشرتة صحيفة ¢نيويورك تايمز¢ الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم الاستعانة بمصر والسعودية للتوصل إلي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي و اعتزام الرئيس الامريكي تكوين محور سني ضد تهديدات ايران الاخيرةپليمثل فرصة هامة لرأب الصدع ولم الشمل واستغلال الظروف الدولية المساعدة وكذلكپالفرصة التي ربما لن تتكررلاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة وتحقيق حياة كريمة لهم.