عندما ترك الكاتب الكبير يوسف السباعي منصبه كوزير للثقافة وتم تعيينه بعدها رئيسا لتحرير جريدة الأهرام العريقة كتب مقالا شهيرا عنوانه.. "اليوم تم ترقيتي من وزير إلي صحفي". بتلك العبارة التاريخية كشف الاديب الشهيد. عظمة مهنة الصحافة والتي عرف فضلها عبر التاريخ. ودورها في بناء الشعوب لا ينكره احد. فالاعلام وفي مقدمته الصحافة احد ابرز عناصر القدرة الشاملة لأي دولة. والتي اقرها العلم الحديث. الي جانب الجيش والشرطة والقضاء. الحقيقية.. إن الصحافة المصرية تمتلك تاريخا وطنيا كضوء الشمس. خاضت معارك عديدة من اجل استقلال مصر ونهضتها وتحقيق تقدمها. وتحملت الكثير من الحفاظ علي مقدراتها. استخدمت منذ عهد مصطفي كامل في ايصال قضايانا الوطنية للعالم الخارجي. وقفت في خندق الوطن في مختلف قضاياه المفصلية. بداية من الدعوة الي الاستقلال. مرورا بحروب 1948 و1956 و1967 و1973. بل قدمت ومازالت. عشرات بل مئات الشهداء. دافعت عن صورة مصر الايجابية امام العالم بقوة. كانت ومازالت خط الدفاع الاول عن بلادنا. وهذا واجبنا نحو مصر التي منحتنا الكثير ومازالت. كما انها تعبر بصدق عن آلام وامال شعبنا. وتدافع عن حقوقه. وتصدت لاي محاولة لاهانته او ظلمه. او التقليل منه. كما ان نقابة الصحفيين منذ انشائها منذ 1941 وحتي الآن. ظلت حصنا منيعا للحرية والعدالة والوطنية. يشهد لها اعضاء ومبني. فانها كانت ملجئاً لجميع فئات المجتمع للانتصار لحقوقهم والدفاع عن قضاياهم. والنقابة كانت وسوف تظل منبرا للجميع. ولا احد ينكر دورها التاريخي في ثورتي 25 يناير. و30 يونيو وهو ما يجعلنا بحق فخورين بها. وبتلك المهنة العظيمة التي تدافع عن الانسانية في كل مكان. وتنصر صوت الحق في وجه اي ظالم. الواقع ان الصحافة مهنة عظيمة تمر بظروف بالغة الصعوبة تتطلب من جموع الصحفيين الاتحاد للعبور بالمهنة إلي مستقبل أفضل. والوقوف صفا واحدا من أجل تعزيز الدور الوطني للصحافة بعيدا عن التجاذبات السياسية ودعاوي الانقسام التي تضر بالمهنة والنقابة ولا تخدم أحدا سوي اعداء الوطن وخصوم حرية الصحافة. لذا لابد ان تظل الجمعية العمومية للصحفيين موحدة من أجل نقابة مهنية تحمي كل اعضائها وتوفر لهم حياة كريمة. وحماية اقتصادية واجتماعية وقانونية وتضمن لهم دخلا يتناسب مع اعباء الحياة التي تتزايد بشكل مستمر وتوفر لهم تدريبا متميزا باعتبار ذلك حقاً لكل الصحفيين وليس منحة من أحد. في إطار علاقات متكافئة مع الدولة ومختلف المؤسسات. يجب ان تكون انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين خطوة لتوحيد الصف. وان يكون في إطار من التنافس الحميد بين ابناء المهنة. لذا اتشرف بترشحي بالترشح في انتخابات التجديد النصفي تحت السن. انطلاقا من الحصول علي ثقة الزملاء شرف وخدمتهم واجب والتعاون معهم من أجل مستقبل أفضل طريق عمل نعبره معا. الحقيقة ان المهنة تمر بتحديات صعبة باتت تهدد الصحافة الورقية بعدم البقاء. وأصبحت المؤسسات الصحفية القومية تعاني من ظروف مالية قاسية. والصحف الخاصة تحاول ان تخرج من عثراتها المالية علي حساب الصحفيين. وبدل التكنولوجيا لم يعد يتناسب مع اعباء الحياة. والمعاشات هزيلة ومهينة لشيوخ المهنة الذين افنوا حياتهم في خدمة صاحبة الجلالة. كل ذلك وغيره من عشرات المشكلات التي تواجه المهنة والصحفيين. يلقي بمهمة ثقيلة علي مجلس النقابة القادم. وهو ما يستوجب ان يكون مجلساً قوياً ومعبراً عن جموع الصحفيين ويعمل بيد من حديد للارتقاء بالمهنة واصحابها معا. بعيدا عن الصراعات الضيقة والخلافات الشخصية التي تسببت في إهدار طاقة الجماعة الصحفية طوال السنوات الماضية. أخيرا علي جموع الصحفيين ان يعملوا معا "مجلس نقابة واعضاء" علي وضع رؤية شاملة لمستقبل مهنة الصحافة وتحسين المرتبات والأجور ودعم وتعزيز حرية الصحافة انطلاقا من الدستور. والعمل علي خلق بيئة تشريعية تتناسب مع آمال وطموحات الصحفيين باعتبارهم قادة التنوير في الوطن. وأن يحدد الصحفيون بأنفسهم برنامج عمل النقابة للسنوات القادمة ويتابعوا تنفيذه باستمرار بعيدا عن الوعود الوهمية والصدامات التي تخصم من رصيد الجماعة الصحفية ولا تضيف فيجب ان نكون جميعا يدا واحدة في مواجهة مخاطر تهدد مستقبلنا وألا نتحول الي شعوب وقبائل متنافرة ومتصارعة فنخسر كل شيء وهو أمر لا نتمناه لكن تحذير لابد منه.