تعقد القمة الأفريقية ال 28 في دورتها العادية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا يومي 30 و31 من الشهر الجاري. تناقش القمة عدداً من الملفات ابرزها الاقتصاد والتنمية والسلام والنزاعات والأمن ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأفريقي. تعقد القمة تحت شعار "تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب". توجه وزير الخارجية سامح شكري أمس الي أديس أبابا للمشاركة في الاجتماعات. وقال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن أجندة وزير الخارجية تشهد نشاطاً مكثفاً خلال القمة سواء علي مستوي اللقاءات الثنائية التي يجريها مع نظرائه من وزراء خارجية الدول الافريقية والمسئولين بمفوضية الاتحاد الأفريقي. أو الاجتماعات والفعاليات الخاصة بالمجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي. فضلا عن الاعداد لمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الأفريقية. ومن المنتظر أن يتم انتخاب نائب للرئيس ورؤساء جدد للمفوضيات الفرعية الثماني وهي: السلم والأمن الشؤون السياسية التجارة والصناعة البني التحتية والطاقة الشئون الاجتماعية الاقتصاد الريفي والزراعة الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا والشؤون الاقتصادية. كما تناقش القمة الفريقية عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ومكافحة الإرهاب والنزاعات الأفريقية. وقد افتتحت أعمال الدورة العادية لقمة الاتحاد الإفريقي يوم الاحد الماضي وبدأت فعاليات القمة باجتماعات الممثلين الدائمين بمقر الاتحاد الإفريقي واعقبها اجتماعات المجلس الوزاري للاتحاد والذي سوف تختتم اعمالها اليوم الجمعة. الدبلوماسيون: تبحث منطقة التجارة الحرة في أفريقيا مصر تعرض تجربتها في التواصل مع الشباب والإصلاح الاقتصادي ذكر السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية ان الدورة ال "28" لقمة الاتحاد الإفريقي تكتسب أهمية خاصة حيث من المتوقع أن يتم خلالها انتخاب الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي خلفا للجنوب أفريقية دلاميني زوما. وذلك من بين 5 مرشحين عن السنغالوكينيا وغينيا الاستوائية وتشاد وبتسوانا. وستنظر القمة في طلب المغرب الانضمام للاتحاد الأفريقي وهي عودة لبلد عربي أفريقي مهم له إسهاماته الأفريقية وستكون عودته دعما للتواجد والتواصل العربي الأفريقي. وستنتخب القمة نائباً لرئيس المفوضية وتعيين 8 مفوضين لمفوضية الاتحاد الأفريقي. مصر تعرض تجربتها قال السفير حجازي إن قمة العام الحالي تقام تحت شعار "تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب" وهو ما يتيح لمصر فرصة لعرض تجربتها في التواصل مع الشباب ومناقشة قضاياهم ومشاكلهم وتوظيفهم لخدمة صالح المجتمع. كما ستتيح القمة الفرصة لمصر بحكم واستعراض تجربة الحوار الاخير مع الشباب في شرم الشيخ ونتائجه. عضويتها المزدوجة في مجلس السلم والامن الأفريقي ومجلس الامن الدولي. استعراض دورها للتعبير عن قضايا القارة علي الساحة الدولية بوصفها جسراً ومعبراً يسهم في تعزيز الوعي الدولي بالتحديات التي تواجه القارة من الناحية الأمنية كتحدي الإرهاب والهجرة غير الشرعية ومن الناحية السياسية كقضايا تسوية النزاعات ودورها لايجاد حلول لها تعزيزا للسلم والامن والاستقرار في ربوع القارة. وستعرض لنشاطها لتنسيق التعاون بين المجلسين الأفريقي والدولي. وما تم طرحه من مبادرات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والذي سيكون محورا من محاور اهتمامات القمة. التنمية الاقتصادية أضاف ان محور التنمية الاقتصادية سيكون مهماً لتعرض مصر ما حققته من خلال برنامج الاصلاح الاقتصادي من تحولات هيكلية مهمة في اقتصادها وما تبنته من مشروعات للبنية التحتية تضعها تحت امرة قارتنا الأفريقية لاسيما محور قناة السويس والمنطقة الصناعية الخاصة هناك. والتي أدعو إلي تأسيس منطقة تجارة تخصص لدول الكوميسا هناك وتكون معبراً لتجارتهم مع دول العالم المختلفة لتنطلق منها صادرات دول الكوميسا لدول العالم المختلفة. أشار السفير حجازي إلي أن القمة ستكون مناسبة أيضاً لاستعراض التقدم في محور النقل الرابط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط كمعبر للنقل المائي نحو أوروبا. أضاف انه يأمل أن ينظر أيضاً في طرح مشروع أسميه "ممر التنمية الشرقي" يربط ما بين إثيوبيا والسودان ومصر والمنشآت الهندسية من سدود بدءاً من سد النهضة بعد الاتفاق علي مقاييس ومعدلات تخزين ومدة زمنية متوافقة وغير ضارة بسدود السودان ومصر. ويتم ربط بلدان النيل الأزرق الثلاث بطرق وسكك حديدية وربط كهربائي مع تنسيق إدارة الموارد المائية ويمكن ان يرتبط محور النيل الأزرق للتنمية مع محور فيكتوريا المتوسط لتتحقق التنمية المستدامة والشاملة في حوض النيل والطي يكون النهر فيه أداة للتنمية لا للتوتر والخلاف. ويكون الماء جزءاً من مشروع تنموي عملاق يخدم كافة دول حوض النيل وهو كما سيجد صداه لدي مؤسسات التمويل الدولية والشركاء والمانحين. القضايا الأفريقية قال السفير حجازي إن القمة تكون فرصة للتباحث مع القادة الأفارقة حول قضايا السلم والأمن والنزاعات في القارة. وستعرض مصر لرؤيتها بالنسبة للقضية الليبية والقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق. وكذلك ما تبذله من مساعي لتحقيق التهدئة الإقليمية وتسوية المنازعات. أكد أن القمة فرصة التشاور مع قادة وزعماء القارة الأفريقية الحاضرين في قضايا العلاقات الثنائية بين مصر وأشقائها الافارقة. من جانبه قال السفير أحمد حجاج أمين عام مساعد منظمة الوحدة الأفريقية سابقاً إن القمة الأفريقية سوف تناقش انتخاب رئيس المفوضية الأفريقية الجديد من ضمن 5 مرشحين من كينياوالسنغال وتشاد وغينيا الاستوائية وبتسوانا بدلاً من زوما الجنوب أفريقية وهو أكبر عدد مرشح في انتخابات الاتحاد الأفريقي. أضاف السفير حجاج إنه سيتم أيضاً تغيير كل المفوضين وعددهم 9 كما سيتم انتخاب قضاة المحكمة الأفريقية لحقوق الانسان والشعوب وسيتم اختيار نائب رئيس المفوضية وسيتم اختيار 11 للجنة الاستشارية للاتحاد الأفريقي لهيئة مكافحة الفساد في افريقيا كما سيتم تشكيل لجنة افريقية للقانون الدولي. قال إن مصر رجعت بقوة لأفريقيا بدليل توافد عدد كبير من الزعماء الأفارقة إلي مصر وزيارات الرئيس السيسي لعدد من الدول الأفريقية مشيراً إلي أنهم يعتبرون القيادة المصرية مصدر ثقة للقادة الأفارقة. توريد 2.0% للاتحاد الأفريقي أشار إلي أن القمة سوف تبحث القرار الذي اتخذته القمة الأفريقية الأخيرة بأن كل دولة تقوم بتوريد 0.2% من كل وارادتها وتوردها للاتحاد الأفريقي لتمويل الاتحاد الأفريقي مشيراً إلي أنه تمت الموافقة قبل ذلك من حيث المبدأ والآن سوف يبحثون إمكانية تنفيذه. قال إن من أهم الموضوعات الاقتصادية التي سوف تبحثها القمة الأفريقية موضوع منطقة التجارة الحرة في افريقيا مشيرا الي الاجتماع الذي دعا له الرئيس السيسي في شرم الشيخ وتقدم باقتراح بان كل مناطق التجارة الحرة في افريقيا تتحد وتشكل منطقة كبيرة للتجارة الحرة في افريقيا من 26 دولة حيث تمت الموافقة عليه من حيث المبدأ وخروج توصيات القمة الأفريقية التي عقدت بشرم الشيخ وسوف تبحث القمة الأفريقية تنفيذه لافتا الي ان ذلك سوف يفيد مصر. مشاركة سكرتير عام الاممالمتحدة الجديد أوضح أن هناك تأييداً لقضية فلسطين لافتا في نفس الوقت إلي أن سكرتير عام الأممالمتحدة الجديد سوف يشارك ويلقي بياناً وهي اول اطلالة له في الاتحاد الأفريقي ولاول مرة يخاطب قمة اقليمية افريقية مشيراً إلي أنه سوف يبحث علاقات الاممالمتحدة بافريقيا والتزاماتها. واشار الي ان القمة سوف تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وبوروندي والصومال حيث لازالت في ازمة القوة الأفريقية وان الضباط والعساكر يشتكون بعدم حصولهم علي مرتبات وتتلقي ضربات كبيرة من جماعات الشباب الصومالي. أوضح أن القمة الأفريقية سوف تبحث الازمة الليبية مشيراً إلي أن اللجنة الأفريقية للاتحاد الأفريقي الخاصة بليبيا سوف تقدم توصيات. كما سيتم مناقشة موضوع قبول المغرب في الاتحاد الأفريقي موضحا ان ميثاق الاتحاد الأفريقي لا ينص علي خروج اي دولة ولكن ينص علي اجراءات دخول اي دولة جديدة موضحا انه في حال نجاح المغرب للدخول في الاتحاد الأفريقي فهو مكسب للدبلوماسية المغربية وان تواجدها مهم جدا. واكد اهمية اختيار شخصيات قوية لادارة الاتحاد الأفريقي في الفترة القادمة لان الادارة هي التي تبرز تدخل افريقيا علي المستوي العالمي موضحا ان رئيس المفوضية لم يتم التوافق عليه في قمة رواندا السابقة وانه يجب ان يتم اختياره من المرشحين حاليا من ضمن ال "5" مرشحين خلال هذه القمة مشيراً إلي أن رئيس المفوضية سوف يدير المنظمة لمدة الاربع سنوات القادمة علي الاقل. وشدد علي ان القمة فرصة لعقد لقاءات ثنائية بين الزعماء. 5 مرشحين لرئاسة المفوضية تناقش القمة الأفريقية ال "28" انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي حيث يتنافس 5 مرشحين علي منصب رئاسة المفوضية خلفاً للرئيس الحالي دلاميني زوما وهم وزراء خارجية كينيا أمينة محمد وبوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا والسنغال عبد الله باتيلي وتشاد موسي فكي وغينيا الاستوائية أجابيتوأمبا موكي وسط توقعات بانحصار المنافسة النهائية بين داكار ونيروبي. السياسيون: توسيع عضوية مجلس الأمن والهجرة غير الشرعية ضمن الاولويات أشجان محمود تناقش القمة ال 28 للاتحاد الأفريقي عدداً من الملفات المهمة علي المستوي السياسي ويري الخبراء في مجال الشئون الأفريقية أن القمة علي مستوي رؤساء الحكومات أومن يمثلهم بأنها سيكتب لها النجاح فهناك رغبة ملحة بين قادة دول القارة في لم شملها ومعالجة القضايا التي تعوق التعاون والتنمية بين دولها.يري د. أيمن شبانة أستاذ العلوم الساسية بمركز البحوث الإفريقية في جامعة القاهرة أن القمة الأفريقية التي ستعقد بنهاية هذا الشهر ستتناول عدة ملفات هامة علي رأسها يأتي انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي واستكمال الهيكل المؤسسي للمفوضية والرئيس الجديد سيكون الخامس الذي يترأس المفوضية من بين 5 مرشحين لهذا المنصب وكان من المفترض أن يتم انتخاب الرئيس الجديد في الدورة السابقة ال 27 والتي عقدت في رواندا ولكن الانتخاب تأجل لعدم اكتمال النصاب القانوني للترشيح. يضيف: وملف اصلاح وتوسيع مجلس الأمن سيكون حاضرا بقوة ضمن الملفات الأساسية حيث يطالب الاتحاد الأفريقي بأن يكون للقارة السمراء الحق في إضافة دول ذات عضوية دائمة لها حق القيتولمجلس الأمن حاليا لدي القارة الأفريقية ثلاثة مقاعد غير دائمة العضوية وما يطالب به الاتحاد هوأن يكون للقارة مقعدان دائمان و5 مقاعد غير دائمة. يوضح أنه خلال انعقاد القمة سيكون هناك اجتماع ثلاثي علي مستوي مصر والسودان وأثيوبيا لمناقشة سد النهضة ويلتقي الدبلوماسيون المصريون مع القيادات الأفريقية لمناقشة دعم العلاقات الثنائية والتعاون البناء والمثمر مع دول القارة لجذب الاستثمارات لمصر. يضيف أنه من المفترض أن يتم التركيز أيضا خلال الاجتماعات علي ملفات الصحة والتعليم والمرأة وحقوق الإنسان. تري د. شهيدة الباز أنه من الضروري التحرر من الاستعمار الذي مازال يسيطر علي القارة الأفريقية فهي غنية بمواردها التي تجعلها من أغني القارات علي مستوي العالم لكنها علي المستوي السياسي من أضعف القارات فكثير من دول العالم كله كان له دور في سرقة موارد القارة وضعفها وتفتتيها وإشعال الفتن والحروب سواء داخل الدولة الواحدة أو بين الدول وبعضها وتجنيد الحكام والأفراد لإشعال الفتن وهو ما نراه حاليا بين القبائل المختلفة أو من خلال تقسيم الدولة الواحدة لذلك يجب التخلص من الاستعمار الذي يسيطر علي القارة من خلال نبذ التفرقة والانقسامات بين الدول وبعضها. توضح أن شعار الاتحاد هذا العام وهو¢تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب شعار قوي وحقيقي فنهضة أي دولة يجب أن تبدأ بالتركيز علي شبابها ومن الضروري أيضا بجانب ذلك معرفة المبادئ الأساسية لنهضة الدولة في إطار القارة بحيث تكون جزءاً من التكامل التنموي للقارة فإذا نظرنا للمجال الزراعي نجد الدول الأفريقية كلها لديها صروة زراعية هائلة ولذلك من المفترض أن تسد كل دولة العجز في المحصول الموجود عند دولة أخري ويكون هناك تكامل زراعي علي مستوي القارة. ويأتي ملف الهجرة غير الشرعية علي رأس الملفات التي ستناقش خلال الاتحاد يقول د. حسن سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ملف الهجرة غير الشرعية وخروج مهاجرين من دول طاردة بطرق غير مشروعة إلي دول مستقبلة مرورا بدول أخري يعد من أهم قضايا القارة ومن الضروري أن يكون هناك تنظيم للهجرة بين الدول من خلال وجود إجراءات وقواعد منظمة ومشتركة وتفعيل القوانين الخاصة بتسليم المهاجرين غير الشرعيين وتحديد أعداد المهاجرين الذي تستقبلهم الدول الأخري. يضيف: هناك أيضا ملف مكافحة التنظيمات الارهابية وهو يحتاج إلي تضافر الجهود سواء من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية أو استخدام القوي العسكرية لتعقب هذه التنظيمات والتي تتحرك من دولة لأخري وتعبر الحدود المجاورة ويأتي بعد ذلك ملف التعاون الاقتصادي بين الدول حيث تحتوي القارة علي ثلاث تجمعات اقتصادية ومع ذلك فالتجارة البينية محدودة بين الدول الأفريقية ولذلك من الضروري مناقشة كيفية الاستفادة من المزايا البينية بين الدول الأفريقية فمن الممكن أن تتعاون عدة دول في إخراج منتج واحد كأن تقوم مصر بزراعة القطن وتقوم السودان بتحويله إلي نسيج وتقوم دولة ثالثة بارعة في التفصيل بتحويله إلي منتج تجاري وبذلك يتم الاستفادة من المزايا الموجوددة في كل دولة. ويضيف أنه بالنسبة لعودة المغرب إلي الاتحاد الأفريقي بعد غياب عنه منذ عام 1984 فهذا بالتأكيد لن يكون محل خلاف بين الدول الأفريقية فالمغرب من الدول المؤسسة للاتحاد وسيلاقي عودتها ترحيباً كبيراً فهناك حرص كبير علي لم الشمل داخل القارة.
