شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي ضرورة مراقبة الأسواق وضبط الأسعار ومواجهة المتلاعبين بقوت الشعب.. وجشع بعض التجار.. وعقد عدة اجتماعات مع الوزراء المعنيين ورئيس هيئة الرقابة الإدارية التي حققت نجاحاً كبيراً في إسقاط كبار اللصوص والمرتشين والمتاجرين بقوت الشعب. في الحقيقة الرئيس اهتم بقضية ضبط الأسعار لأن الناس تعاني من الغلاء.. وجشع التجار الذين انتهزوا ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه الغرقان بعد تعويمه.. ولكن ما يؤلم المرء أن تجاراً كباراً ورجال أعمال أكبر قد خانوا الأمانة وأشعلوا نيران الأسعار حتي أسعار السلع التي لا علاقة لها بالدولار رغم إدراكهم أن الشعب يعاني.. والحكومة لم تستطع مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية. الزيادة المرتفعة في الأسعار.. لم تقتصر علي السلع المستوردة التي نجلبها بالدولار.. وإنما طالت السلع المنتجة محلياً.. بدعوي أن بعض مكوناتها مستوردة ومدفوعة بالدولار.. ولكن إذا كانت بعض الزيوت واللحوم المستوردة قد طرأ عليها زيادة كبيرة في أسعارها.. وعلبة التونة قد أصبحت فوق مستوي الطبقة المتوسطة.. فلماذا يمتد جنون الأسعار لبعض الخضراوات والفواكه المنتجة المزروعة في بلدنا.. وما هي علاقة البطاطس والخيار والبقدونس بالدولار..؟ أم حماصة بائعة الخضراوات علي "فرش" متواضع.. قالت بيقولوا الدولار ضرب في كله.. وسواق عربة الخضار قال إن البنزين زاد.. والتقاوي والأسمدة زاد سعرها.. وأجرة الفلاح والعامل زادت.. كله زاد.. يعني الزيادة حتقف عندي.. ده حتي المكوجي رفع أسعاره.. وافتري! أم حماصة البسيطة أجابت بعفوية وبساطة.. بعيداً عن فلسفة خبراء الاقتصاد والمناضلين علي الشاشات.. صحيح.. إن الدولة تتدخل لتوفير بعض السلع الأساسية بأسعار مناسبة.. وتحرص علي توفير الخبز المدعوم للفقراء.. ومحدودي الدخل.. وتحاول من خلال الأجهزة الرقابية مراقبة الأسواق لضبط الأسعار ووقف لهيب نيرانها.. ولكن للأسف.. مافيا التجار الجشعين الذين فقدوا ضمائرهم.. وتحجرت قلوبهم لديهم أساليبهم المتعددة والمتنوعة في استغلال الناس وانتهاز الأزمات.. وهناك تجار كبار ورجال أعمال أكبر قد وعدوا الشعب علي شاشات بعض الفضائيات بتقديم تخفيضات علي السلع الضرورية مثل الألبان والزيت والسكر والدواجن.. ولكن للأسف تبخرت وعود هؤلاء التجار الكبار الذين ظهروا. كالملائكة وارتدوا ثياب الصالحين المحبين للشعب والمخلصين له.. والحريصين علي مصلحته.. ثم تبين أنهم ضحكوا علي الناس بتخديرهم بوعود كاذبة روجت لها بعض وسائل الإعلام. رغم كل ما نمر به من ظروف قاسية.. إلا أن الأمل يحدوني.. والتفاؤل يغلبني.. وغداً أفضل بإذن الله.