انه الكتاب الذي أدهش أعداءه وأفزعهم من قوة تأثيره في قلوب سامعيه وقوة تأثيره علي المؤمنين به لذا كان مهاجموه ومحاربوا ما جاء به هم أكثر سامعيه اندهاشا لعظمته هم أكثر الداعين الي تجنب سماعه لما يعرفون له من تأثير. هم أولئك الداعين الي التشكيك فيه وهو ما اشار اليه القرآن في قوله تعالي : "وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" فصلت "26" وكذلك ما حكاه القران عن الوليد بن المغيرة بقوله "انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر فقال ان هذا إلا سحر يؤثر إن هذا الا قول البشر" كان الوليد بن المغيرة - كما جاء في تفسير القرطبي قد سمع الرسول خلسة يقرأ القرآن فقال: "والله لقد سمعت منه كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن. وان له لحلاوة. وان عليه لطلاوة. وان أعلاه لمثمر. وان اسفله لمغدق. وانه ليعلو ولا يعلي عليه. وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صبأ الوليد وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبوجهل: أنا أكفيكموه فمضي اليه حزينا فقال له: ما لي أراك حزينا؟ فقال له: ومالي لا احزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها علي كبر سنك ويزعمون انك زينت كلام محمد وتدخل علي ابن ابي كبشة وابن ابي قحافة لتنال من فضل طعامهما فغضب الوليد وتكبر وقال: انا احتاج الي كسر محمد وصاحبه. فأنتم تعرفون قدر مالي. واللات والعزي ما بي حاجة الي ذلك انما انتم تزعمون ان محمدا مجنون. فهل رأيتموه نطق بشعر قط؟ قالوا: لا والله قال: فتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه كذبا قط؟ قالوا: لا والله قال: فتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه كذبا قط؟ قالوا: لا قال: فتزعمون انه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط. ولقد رأينا للكهنة اسجاعا وتخالجا فهل رأيتموه كذلك؟ قالوا: لا والله وكان النبي صلي الله عليه وسلم يسمي الصادق الامين من كثرة صدقه.. فقالت قريش للوليد: فما هو؟ ففكر في نفسه. ثم نظر ثم عبس "قطب جبينه" فقال ما هو الا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟ فذلك قوله تعالي : "إنه فكر" أي في أمر محمد والقرآن وقدر في نفسه ماذا يمكنه ان يقول فيهما.