بداية.. كاتب هذه السطور تجاوز السبعين من عمره بسنتين. اي أنه أدرك عصر الملكية وعاش عهد جمال عبدالناصر وشاهد ولمس واستفاد من سياسته ومنجزات عصره وفي المقدمة منها مجانية التعليم مثله مثل جيله كله والأجيال اللاحقة.. ثم نلجأ الي مقصدنا في حزمة من النقاط: * الأولي : ان الكارهين لجمال عبدالناصر قلة قليلة. نبشوا قبره وذبحوا سيرته ومسيرته. انكروا كفاحه. تنكروا لتاريخه. لطخوا بالسواد اسمه ورسمه. أهالوا التراب علي صفحات حياته ولم يكفهم هذا فنسبوا إليه كل نقيصة وكل خراب أحاق بمصر حتي انه لو اصطدم كوكب المريخ بكوكب زحل فان عبدالناصر هو السبب!!! * النقطة الثانية : ان التاريخ سطر لكل امة من الأمم حقبات من الزمن فيها افراح الانتصارات واتراح الانكسارات. ولكل قائد تاريخي كفة من الايجابيات واخري من السلبيات. رجحت هذه الكفة أو تلك وليس هناك من أمة دانت لها الانتصارات علي طول الازمنة وليس من رئيس كان من الملائكة بل من بني البشره. * النقطة الثالثة : جرت 16 محاولة لتصفية عبدالناصر جسديا وقيل اكثر وقيل أقل جلها من قبل الغرب واسرائيل وبعضها من قبل التطرف الاسلامي مثل حادث المنشية بالاسكندرية عام 1954 وجميعها باءت بالفشل. * النقطة الرابعة : ان الثورة التي قادها بنفسه ابن قرية بني مر المولود في 15 يناير 1918 جمال عبدالناصر حسين خليل فجر يوم 23 يوليو 1952 هي ثورة مصر العظيمة التي كانت لها أسبابها ومقدماتها وتداعياتها ومنجزاتها. * ان الكارهين لعبدالناصر نسوا أو تناسوا انهاء الاحتلال. زوال الملكية. إعلان الجمهورية. تأميم شركة قناة السويس. باندونج. التنمية الزراعية. المشروعات الصناعية العملاقة. السد العالي. انقاذ معبدي ابوسنبل. استصلاح الاراضي. اذاعة القرآن الكريم. التعمير والاسكان الشعبي. التليفزيون.. والقائمة بتسلسلها الزمني تحتاج الي مجلدات نسوا أو تناسوا ان مصر عبدالناصر احتضنت الحبيب بورقيبة بطل تونس وأحمد بن بيلا وحسين آية أحمد ورابح بيطاط ومحمد بوضياف ابطال الجزائر وان مصر عبدالناصر كانت وراء ثورة اليمن وخلف ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا وصحوة السودان واليقظة العربية والافريقية بوجه عام وان مشروع عبدالناصر القومي العربي كان ضد هيمنة الغرب علي مقدرات الأمة العربية ومصائر شعوبها وان قضية عبدالناصر الأولي والتي لفظ انفاسه الاخيرة بسببها يوم 28/9/1970 كانت هي قضية فلسطين وشعب فلسطين.