لدي تحفظات كثيرة علي ما قاله الدكتور مصطفي الفقي الخبير السياسي من أن يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق كان واحدا من ألمع الاقتصاديين في العالم. وخسرناه كثيرا.. إلا أن ما يحمد للحكومة الحالية الاستعانة بنصائحه في الأزمات الاقتصادية الحالية!! وأشار الدكتور الفقي في محاضرته بنادي ليونز الاسكندرية مع أعضاء مبدعي وفناني المدينة برئاسة المهندس عوف همام إلي أن علاقته طيبة بالوزير السابق.. مشيرا إلي أن الحكومة أخذت رأيه مؤخرا في تعويم الجنيه المصري.. لكنهم لم يتبعوا جميع النصائح التي قدمها. وأوضح الفقي أن غالي يري ان الأسباب الأساسية لارتفاع سعر الدولار في مصر تعود إلي البنك المركزي مؤكدا ضرورة أن يكون محافظ البنك اقتصاديا من الدرجة الأولي. أولاً: أحب أن أشير إلي علاقة الفقي الطيبة بيوسف بطرس غالي.. وأقول اننا لا نتدخل في العلاقات بين رجلين سواء أكانت طيبة أم غير طيبة.. فهذا شأنهما ولا حاجة لنا بالتعليق عليها. والإنسان حر في نفسه!! أما كون يوسف بطرس غالي كان واحداً من ألمع الاقتصاديين في العالم وخسرناه كثيراً.. فهذا مردود عليه بأنه كان وزيرا مهمته "ترتيق ميزانية الدولة" يأخذ من بند ليسد بندا آخر.. ولعل أشهر عمل قام به أخذ مليارات الجنيهات من أموال أصحاب المعاشات ليسد بها عجز الموازنة.. ويكفيه هذا دليلا علي عجزه!! ثانياً: أما أن الحكومة الحالية تأخذ رأي يوسف بطرس غالي للاستعانة بنصائحه في الأزمات الاقتصادية الحالية وأن هذا ما يحمد لهذه الحكومة فأود أن أقول: إن هذا المبدأ إن كان صحيحا فيجب علي وزراء المجموعة الاقتصادية أن يقدموا استقالاتهم فورا ولا ينتظروا التعديل الوزاري لأن هذا اتهام لهم بعجزهم في مهمتهم.. وما داموا غير واثقين من أنفسهم فليرحلوا فورا. وإن كان هذا المبدأ غير صحيح فعلي رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل ووزراء المجموعة الاقتصادية أن يصدروا بيانا ينفون فيه هذا المبدأ ويؤكدون أنهم أهل للمناصب الوزارية التي حملوا حقائبها. وبالمناسبة أعجبني تعليق الدكتور سمير عباس علي ما قاله الدكتور مصطفي الفقي عن عبقرية يوسف بطرس غالي الاقتصادية.. وكان التعليق بعنوان: "يوسف بطرس مسئول عن خراب مصر يا دكتور" وسوف أنقل التعليق بالكامل: أدمعتني بل صدمتني اسطوانة الدكتور مصطفي الفقي عن يوسف بطرس غالي وعبقريته الفذة.. صدمتني في جانبها الأكبر الادعاء بأن الحكومة الحالية تستعين بنصائحه في مسائل إدارة الاقتصاد الوطني ومنها قرار تعويم الجنيه!! السيد الفقي ربما لا يعي ما حدث في مصر من تخريب ممنهج علي مدي العشرين عاما التي كان يوسف بطرس غالي خلالها هو أهم الأعمدة الخلفية الأقوي في نظام مبارك.. يوسف بطرس غالي تم زرعه في رئاسة مجلس الوزراء وزير دولة إبان وزارة عاطف صدقي وظل دون أن يقترب منه أحد بالتغيير أو التبديل. بل جري تصعيده مرارا وتكرارا ليتولي وزارات المالية والاقتصاد والتعاون الدولي ليكون هو المهندس الحقيقي لكل قرارات التخريب والتدمير في مصر.. ابتداء من ازدواجية التعليم في مصر وانتهاء بقرارات الخصخصة وبيع القطاع العام.. مرورا بتحويل الاقتصاد المصري إلي اقتصاد خدمي يعتمد علي السياحة وبعض الأنشطة الهامشية كتصنيع البسكويت والشيبسي بعد أن تم تدمير مؤسسات القطاع العام وتخريب الهياكل الانتاجية الحقيقية في الاقتصاد المصري كالحديد و الصلب والكوك و المطروقات والكيماويات والسيارات وغيرها من الصناعات الوسيطة والتحويلية التي تعتبر القاعدة القوية لأي اقتصاد حقيقي لدولة مثل مصر. كنت ومازلت وسأظل أوقن أن يوسف بطرس غالي هو المسئول عن خراب مصر بحكم انتمائه العقائدي "الأيدولوجي" لمدرسة فكرية ضمن منظومة الفكر الرأسمالي اليميني المتطرف والذي يسعي دوما إلي غل الدولة عن كل شيء وأي شيء.. وهو ما لم يكن يصلح أبدا لدولة في ظروف مصر "تلاحظ أنني لا أتحدث عن خيانة أو عمالة أو أي شيء لا سمح الله".. وقد حصل يوسف بطرس غالي علي المفاجأة بمنصب مرموق في البنك الدولي. يوسف بطرس غالي سواء كان في وزارة عاطف صدقي أو كمال الجنزوري أو عاطف عبيد كان مسنودا من جهات أعلي تجعله محصنا ضد التغيير والتبديل. أتمني أن يكون ما أشار إليه الدكتور الفقي من استعانة الحكومة الحالية بمشورة يوسف بطرس هو مجرد مباهاة بصديقه أو تذكير بأهميته لعل الجهات المسئولة في البلد تلتفت إليه أو تستدعيه أو أي شيء من هذا القبيل. وليس حقيقيا.. وإلا.. فلنقل "سلام علي مصر". "برافو" يا د.سمير عباس.. وكنت أتمني أن أعرف ما هي وظيفتك.. حتي أزداد معرفة بك لكن قولك هو الفصل في هذه القضية ووفرت علي العودة إلي تاريخ بطرس غالي.. ويكفي أن رجال الكسب غير المشروع قدروا ثروته بثلاثة مليارات جنيه!! فمن أين حصل عليها؟!