* الضجة التي أثارتها التسريبات المتعلقة بالدكتور محمد البرادعي والهجوم الشرس الذي شنته بعض الأقلام والفضائيات ضد الإعلامي أحمد موسي بعد إذاعته للتسريبات ذكرتني بتلك الحرب الضارية التي شنتها تقريباً نفس الأقلام والفضائيات ضد الدولة والنظام في أعقاب القاء القبض علي رجل الأعمال الشهير ونجله وخروجهما مكبلين بالكلابشات "بتهمة الفساد والتربح وحيازة أسلحة آلية وذخائر". * عندها قامت الدنيا ولم تقعد من هؤلاء الاعلاميين والكتاب وقالوا ان الدولة تحارب الاستثمار وتكبل الاقتصاد ولم يهدأوا إلا بعد الافراج عن رجل الأعمال ونجله. والغريب في الأمر ان الرجل تصالح مع الدولة بعد ذلك ودفع تقريباً ملياراً ونصف المليار جنيه في واقعتين أو جزءين فقط من مشروعاته وشركاته التي تجور علي حق الوطن والمواطن وما خفي أعظم بكثير!! * وعلي نفس المنوال سار وثار هؤلاء الاعلاميون والكتاب في أعقاب بث وإذاعة تسريبات "البوب" وأعلنوا الحرب علي أحمد موسي. بل وعلي الدولة والنظام واتهموهم بالتقصير في محاسبة أحمد موسي وتركه يذيع الأسرار الخاصة للمصريين والمواطنين في غرف نومهم ونسوا أو تناسوا أن "البوب" ليس مواطناً عادياً ولكنه كان يوماً كما يراه أمثال هؤلاء "ايقونة الثورة" ومفجرها. وها هو ينكشف أمام الجميع بتصريحات وتلميحات لم يسلم منها إلا اثنان فقط من كافة حواريي ومريدي البرادعي وأعوانه الذين كانوا ومازالوا يرون فيه المنقذ والملاذ!! * الغريب في الأمر أن هؤلاء الاعلاميين والكتاب اهتموا فقط بالهجوم علي "موسي" وأدانوا واقعة التسريب مؤكدين أنها تمثل خسارة للجميع في مصر شعباً وحكومة ونظاماً. و في نفس الوقت لم يتحدث منهم أحد عن تصريحات أو كلام "البوب" وتجاوزاته ضد المصريين وطناً ومواطناً سواء من خلال التسريبات أو حتي في حديثه لقناة الاخوان الجديدة. خاصة في تلك الصحيفة التي خصصت صفحات كاملة لعدد من الكتاب لشن حملة شرسة ضد "موسي" وإدانة واقعة التسريب. لدرجة أن أحدهم اتهم الدولة بأنها وراء هذا الهجوم المدبر علي البرادعي في هذا التوقيت بالذات في إشارة إلي قرب ذكري 25 يناير والدعوات التي يطلقها البعض لحث المواطنين للنزول للشارع والثورة علي النظام. ونسي هؤلاء أو تناسوا أن المصريين كشفوهم وباتوا يعلمون جيدا من يريد الخير لوطنهم ممن يريد الخراب والتدمير وبث الفرقة بين أبناء الوطن. * الأغرب من ذلك أن أمثال هؤلاء الاعلاميين والكتاب نسوا أو تناسوا أيضا الكتابة أو الحديث عن شهداء مصر من أبناء القوات المسلحة والشرطة الوطنية الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين وهم يدافعون عن وطنهم بشمال سيناء. بل علي العكس تماما خرج بعض هؤلاء الكتاب والاعلاميين منتقداً للدولة والنظام بأنهم تفرغوا لكشف تسريبات البرادعي ولم يهتموا بتأمين وحماية سيناء. ولا أري ما العلاقة بين ذلك ولكنه "الغرض" الذي تحول كما ذكرت في نفس المكان من قبل إلي مرض متفش بين الغالبية العظمي ممن يسمون أنفسهم النخبة. * في النهاية أتمني أن يتم الاسراع في إصدار التشكيلات والهيئات الثلاث الخاصة بتنظيم عمل المؤسسات الصحفية والاعلامية والقوانين المنظمة لذلك كبداية لاصلاح هذه المنظومة التي باتت من وجهة نظري تمثل الخطر الأكبر علي الدولة المصرية بعدما سيطر رأس المال علي الكثير من أصحاب الرأي والقلم في معظم الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية.