تزامنت عملية قتل السفير الروسي بتركيا حدوث عدة حوادث اطلاق رصاص أمام السفارة الأمريكية في أنقرة أيضاً واطلاق نار في زيورخ وعملية دهس في برلين لكن القاتل التركي الذي وقف بهدوء غريب خلف السفير الروسي متحيناً الفرصة المناسبة لقتله الذي عاجلت قوات الأمن التركية إلي قتله "لا محاولة اعتقاله" يظهر حرص أنقرة علي اغلاق الملف دون تحقيقات قد تظهر ما لا ترغب فيه أنقرة قبل تصفيته السريعة مع المشهد الدعائي وهو يرفع يده اليسري في الهواء مكبراً ومتوعداً وداعياً إلي الانتقام لحلب علي غرار مشاهد الاعدام التي روج لها تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا وغيرهما وهم يجهزون علي ضحاياهم بالآلاف وجاء رد الفعل الروسي تجاه تركيا بعد اغتيال السفير عكس رد فعلها علي سقوط الطائرة الروسية في مصر فعند سقوط الطائرة في سيناء كان رد الفعل حازم ولم تكتف بذلك وانما واصلت ضغوطها علي الدولة المصرية بوقف السياحة الروسية واطلاق التحذيرات بأنها غير آمنة وهذا يكشف ان الغرب يكيل بمكيالين تجاه موقفه من الهجمات الإرهابية علي الدول علي حسب الأهواء والمصالح والسؤال: هل سيكون هناك رد قوي واملاء الشروط علي تركيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ام ان روسيا ستتريث في اتخاذ مواقف حادة تجاه تركيا وستكون حذرة في التعامل معها وان تحاول أن تجعل من هذه الحادثة وسيلة للضغط لتقديم تنازلات في سوريا مما يمثل خيبة أمل كبيرة لدول الخليج التي كانت تعتبر تركيا الحليف الأقرب لها تجاه موقفها من الأزمة السورية والأهم ان من يحدد مصير سوريا حالياً هم الروس والأتراك والإيرانيين وأصبحت جميع الأموال والمليارات التي أنفقها الأشقاء وكان يمكن أن تنفق علي مسيرة التنمية في العالم العربي أو استزراع أراضيهم الصحراوية أنفقت هباءً ولا توجد دولة عربية واحدة من بلدان الجزيرة العربية التي كانت تتخذ موقفاً مشدداً ضد بشار الأسد وتمول عمليات مسلحة لها أي دور الآن علي طاولة التفاوض بل وتبدل موقف البعض بعدم رفض وجود بشار في ترتيبات المرحلة القادمة ان تعامل روسيا مع حادث مقتل السفير يعتبر درساً قوياً للقادة العرب في السياسة لان العرب عند حدوث أي اختلاف في وجهات النظر يكايدون لأشقائهم دون حساب لمعطيات الموقف الدولي ولا كيفية الحفاظ علي محددات الأمن القومي العربي. وقد أظهر التصرف السياسي المصري براعة واتقان في الإعداد والتجهيز لقانون إدانة الاستيطان الإسرائيلي وشرحه للدول أعضاء مجلس الأمن مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولأول مرة تكتفي بالامتناع عن التصويت وعدم استخدام الفيتو الأمريكي في دلالة واضحة للمستوي السياسي الراقي بغض النظر عن المطنطنين عواجيز الفرح الذين لا يحسبون أو ينظرون سوي تحت أقدامهم حفظ الله مصر.