منذ سنوات طويلة حاولت قوي الشر التلاعب علي وتر الطائفية بين جناحي الشعب المصري بالمؤامرات تارة وبالتهييج والتأجيج تارة اخري وبعد أن فشلت بدأت في خلق عداوات جديدة بالقتل والتخريب والتدمير وأخيراً التفجير إلا أن تلك المؤامرات أيضا باءت بالفشل وأصبح مصيرها مزبلة التاريخ ليظل المصريون مسلمين ومسيحيين نسيجاً واحداً وجسداً أقوي من الأمراض. وبعد لحظات من اعلان الكنيسة اقتصار أعياد الميلاد علي صلاة القداس حداداً علي أرواح شهداء كنيسة البطرسية. انتفض المسلمون علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر لإعلان احتفال المسلمين بأعياد الميلاد ومشاركة أشقائهم المسيحيين في تلك الاحتفالات لتوصيل رسالة إلي العالم بصفة عامة بأن الشعب المصري لا ترهقه المحن ولن تنال منه الشدائد وسيظل أمد الدهر قادراً علي دحر الاعداء والوقوف بشراسة في وجه قوي الشر.. يقول الدكتور محمد الشحات عبدالرحمن أبوشنب بالادارة المركزية لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف إن شعب مصر بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين نسيج واحد غير قابل للتفكك أو التقسيم يتعايشون معاً منذ القدم واثبتوا علي مر الأزمنة أن الوحدة الوطنية أقوي من كل التحديات التي تواجههم ورغم الاحداث التي شهدتها مصر مؤخراً إلا أنها اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المشكلة الطائفية لن تكون عائقاً أمام ابناء الوطن الواحد الذين يتصدون كل يوم لقوي الشر الهدامة التي فشلت علي مر عقود طويلة في كسر ظهر المجتمع وتقسيمه وتحطيم آماله وطموحاته مؤكداً أن الشعب المصري في هذا العام بالذات سيسابق الاخوه الأقباط في الاحتفال بأعيادهم رغم إعلان قادة الكنيسة قصر الاحتفالات علي الصلاة فقط إلا أنهم في هذا العام بالذات سيكسرون القاعدة ليقود المسلمون احتفالات عيد الميلاد المجيد ليثبتوا للعالم أن مصر صامدة في وجه الأعداء. ويؤكد فادي فايز تكلا طالب بكلية الآثار أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له يدار بعقلية الامريكان والصهاينة الذين يحاولون بشتي الطرق قصم ظهر مصر التي تعد آخر دولة متماسكة بالشرق الأوسط لأن التفجيرين الآخرين بالهدم والكنيسة والبطرسية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك التفجيرات لا علاقة لها بالإسلام جملة وتفصيلاً لأن الإرهاب قتل المسلم وقتل المسيحي لكنه فشل في كسر روح أبناء مصر مسلمين وأقباط ولن ينال منا يوماً لذلك ستكون أعياد الاشقاء المسيحيين أعياد للمسلمين ومن هنا أتمني دعوة القيادة السياسية بأن يتم إعلان جميع أعياد الأقباط أعياداً للمسلمين لنرسل رسائل متتالية للعالم بأننا قوة واحدة متماسكة ولن يستطيع الإرهاب تفريقنا. ويشير فايز يوسف تكلا موجة بإدارة شبين القناطر التعليمية إلي أن اصالة الشعب المصري تمنع أي اختراق خارجي والمسلمين والأقباط جسد واحد وروح واحدة فهم شركاء في الوطن والوحدة والأحزان والأفراح وسيظلون هكذا إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها موضحاً أنه عندما منعت إسرائيل مساجد فلسطين من الأذان تحدث الكنيسة القرار ورفعت الأذان في الكنائس لتعطي درساً للعدو الصهيوني في الوحدة التي تجمع المسلمين بالأقباط وإذا كان ذلك يحدت في فلسطين فإن مصر قلادة الشرق الأوسط أصبحت في مرمي نيران القوي العدائية لذا يجب أن تنبه القيادة السياسية الواعية بذلك وتدحر الإرهاب في مهده ليظل الحب والتسامح والتعاون سمة الشعب المصري الذي لا يستسلم للشدائد. أما مارو منير يوسف طالب بكلية الآداب فيري أن التصنيف بين مسلم وقبطي بدعة جديدة لاننا جميعاً مصريين يسود بيننا الود والمحبة ومهما فعلت قوي الشر سنظل أخوة متحابين أقدارنا واحدة ومصائبنا واحدة وأفراحنا واحدة موضحاً أن الهاشتاج الذي تم منذ أيام عقب إعلان الكنيسة عن إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد وقصرها علي الصلاة فقط بعد أن أعلن عدد هائل من الاخوة المسلمين الاحتفال بعيد الميلاد مشاركة للمسيحيين أثلج صدورنا جميعاً وجلعنا نفتخر بوحدتنا ومصريتنا وأننا سنظل علي العهد ولن تستطيع قوة واحدة تفريقنا وهذا يدل علي استعادة مصر من جديد عبر المحن التي مرت بها وعلينا أن نرتقي إلي مستوي مسئوليتنا الانسانية والحضارية وأن نحشد امكانياتنا لمحاصرة التصحر الفكري الذي يسعي لتحجيم الدور الحضاري المصري لتعميق أزمة ليست موجودة من الاساس لأنني كمسيحي أعشق المسلمين ولا أستطيع العيش بدونهم. ويؤكد القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس أن مصر مستهدفة منذ 30 يونيو فالعالم الخارجي كان يحلم بتقسيمها إلي دويلات صغيرة ولم يعرف أن هناك شعباً قوياً مسلماً ومسيحياً كالبنيان المرصوص وجيش قوي يحمي حدوده ويقف بجانب شعبه وشرطة منتبهة للمؤامرات التي تدبر ضد مصر وجاءت الثورة لتسقط هذا المخطط والضربات الموجهة التي وجهتها القوات المسلحة في سيناء لمحاربة الإرهاب أفقدتهم صوابهم وبالتالي توالت العمليات الإرهابية التي استهدفت ضرب السياحة والاقتصاد في مقتل فيضربون مسجد يوم جمعة وكنيسة يوم أحد لخلق الفتنة ولكن هذا كله يزيدنا اصراراً وتوحداً وتكاتفاً في مواجهة العدو الخارجي فالمصري محروس منذ 7 آلاف عام واجه رومان ويونان والكل يفني ومصر باقية إلي الأبد لانها ذكرت في الكتاب المقدس 500 مرة وذكرت في القرآن 6 مرات وهذه هبة اتصفت بها دون غيرها من الدول والله يقول في الكتاب المقدس "مبارك شعبي مصر"... ويذكر مقولة البابا تواضروس "كل بلاد الدنيا في يد الله لكن مصر في قلب الله". ويري المستشار جميل قلدس بشاي رئيس بمحكمة استئناف القاهرة سابقاً أنه منذ عهد عمرو بن العاص والفتح الإسلامي لمصر حتي الآن لم تحدث مثل هذه الجريمة النكراء أن يقوم شخص بتفجير نفسه داخل كنيسة ويؤدي إلي استشهاد عدد كبير من الذين لا ذنب لهم فنحن نعيش جميعاً اخوة وجيران وأذكر أن منزلي القديم بالظاهر كان بجواره مسجد كبير وكنت أنزل وقت الصلاة وأسلم علي المصلين وإمام المسجد فرداً فرداً مشيراً إلي الحزن العميق الذي انتاب جميع أفراد الشعب بعد حادث الكنيسة ورغب الجميع في التبرع بالدماء لاخوانهم المصابين واختلطت دماء المسلمين بدماء المسيحيين وهو اكبر دليل علي الاخوة والترابط لمواجهة دعاة الفتنة الذين يستهدفون النظام والشعب المصري بأكمله. وتتفق معه نشوي حلمي مهندسة بقطاع التليفزيون سابقاً أن العلاقة بيني وبين جيراني المسيحيين تحمل كل الود والحب والتعاون حيث إن أقرب صديقة لي مسيحية وعندما تتعرض لموقف صعب أو مرض لا أتركها لحظة واحدة حتي يمر الموقف بسلام وهي تبادلني نفس المشاعر الطيبة فهم الأقرب إلي المسلمين دائماً ولا اعتقد أن هناك فرداً مؤمناً ودينه قوي سواء مسلم أو مسيحي يتأثر بالفتنة أو يصدقها مشيرة إلي ضرورة توعية الشباب الصغير في كل القنوات التليفزيونية والمحاضرات والندوات أننا نعيش منذ قديم الأزل يداً واحدة في نفس الوطن وذلك حتي لا ينساق الشباب من الطرفين إلي الأفكار المتطرفة. يؤكد مجدي صابر أن الإرهاب لا يعرف ديناً أو وطناً وأن كل المحاولات الإرهابية التي تستهدف الكنائس تصب علي المواطن المسيحي والمسلم في آن واحد لأن الهدف الرئيسي منها تقسيم البلد طبقاً لمخطط خارجي يستخدم مواطنين مصريين منضمين لجماعات متطرفة لإشعال الفتنة والمساس بالنسيج المصري الواحد مضيفاً أن كل محاولات الإرهاب لن تنال من المصريين.. مشيراً إلي العديد من المواقف الجميلة التي تظهر في أوقات الشدة بين شركاء الوطن الواحد حيث قمنا بوقفه بالشموع أمس شارك بها عدد كبير من المسلمين تضامناً مع اخوانهم المسيحيين حزناً علي ضحايا الكنيسة المرقصية تحمل رسالة للعالم كله أن كل محاولات الإرهاب تزيد المصريين قوة وصلابة ومحبة لبعضهم البعض.. كما أننا اثناء زيارة المسيحيين المصابين بمستشفي الدمرداش وجدنا سيدة مسلمة بين الحياة والموت تحتاج لنقل دم في ولادة متعثرة وعلي الفور سارع ثمانية أفراد بالتبرع لها لإنقاذ حياتها لأننا نعلم جميعاً أن من يفعل هذه الأعمال الإرهابية لا يمت للإسلام بصلة ولكنه شخص مغيب تعرض لعمليات "غسيل مخ" لتفجير نفسه لينال الجنة علماً بأن أمير الجماعة الذي أرسله لتفجير نفسه لو كان يعلم أن الحزام الناسف نهايته الجنة كان احتفظ بهذا الشرف لنفسه. يشير دكتور مهندس محب إسكندر إلي مقوله أن بلداً بدون كنائس أفضل من كنائس بدون بلد وهو مبدأ نعيش عليه جميعاً متفهمين أن هناك طائفة تسعي إلي اثارة الفتنة فموضوع مسيحي ومسلم لا يظهر إلا مع بعض الفئات الضعيفة وإخواننا المسلمين يقفون بجانبنا في أي موقف ولعل آخرها تفجير الكنيسة حيث حرص الجميع علي تقديم واجب العزاء لي تعبيراً عن مشاعرهم الصادقة وحزنهم الشديد أما ما يحدث يقصد به ضرب الاقتصاد الوطني والسياحة.