لا مفر من العودة إلي تراث الأمة. والتراث الشعبي ينبغي أن يعامل من منظور كونه "أمن قومي" ولا أبالغ إذا قلت إنه ينبغي أن يصبح خطا أحمر.. فالتراث هو الحصن الحصين للدفاع عن الأمة ودائماً المستعمر كان يرتكب جريمتين الأولي هدم التراث وإذا لم يفلح يقوم بطمسه والثانية يفرض ثقافته هو علي حساب الدولة المستعمرة وهذا ما كان يتم علي مر العصور والحقب وتم هذا مؤخرا في العراق وليبيا واليمن وسوريا وبرغم فشله في مصر. إلا أن هناك استعمارا من نوع جديد ينحصر في سرطان العولمة وفرض ثقافات جديدة من شأنها قتل التراث وهذا ما حدث من خلال الجمعيات الحقوقية وبعض الفرق المسرحية وغير المسرحية التي تعتمد علي التمويل الخارجي وهذا الخارج والذي ينحصر تحديداً في "الصهيو أمريكي" ودول الأتحاد الأوروبي الذي ينفق ببذخ لطمس هوية وشخصية مصر الفنية والثقافية - وللأسف - بدعم من عناصر شيطانية في الداخل ولكم أن تتخيلوا الأصرار المحموم لعودة المسرح التجريبي والذي يقابله الحرب الضروس لعدم عودة ملتقي المسرح العربي والذي يعتمد في المقام الأول علي التراث وإحياء هذا التراث يشكل الخطر الداهم للخارج أو هكذا يظنون والقضية أصبحت مصيرية وأقول مؤكدا أن الهوية والشخصية المصرية ستظل مفقودة طالما سيظل "التراث مقبورا" والتراث كمادة خام هو إعادة انتاج المستقبل فنياً وفكرياً ومسرحياً. بما يتلاءم مع المرحلة الراهنة بهدف مواجهة العدو الخفي الظاهر. المعلن وغير المعلن. لقد أصبح الصراع مكشوفا ومرهونا باشكالية الحياة والبقاء علي خلفية ومرجعية حضارية وثقافية ولأننا نملك الماضي كله بحضارته وثقافته وعلومه وفنونه نحارب وبكل صور الحرب وهذه الحرب أصولية عرقية وهذا ما كشفته في مقالات سابقة ومع هذا نواصل العمل علي منح الفرصة المملة للخارج لطمس الشخصية والهوية ولكي نواجه الخطر. ليس فقط القادم ولكن الخطر المتوغل في مجتمعنا كالسرطان علينا أن نعمل علي إحياء التراث والفنون الشعبية. ورغم الوجود الحقيقي ضمن نسيج العملية البحثية والدراسية للفنون التراثية كمعاهد الأكاديمية والمراكز المختلفة المنوط بها الحفاظ علي التراث. إلا أن الأزمة مازالت مستمرة وللأسف الفنون التراثية لا تدرس بصورة كبيرة والمراكز لا تقوم بعمل الدراسات البحثية العلمية والميدانية ولا تقام المهرجانات والفعاليات للحفاظ علي التراث عملياً وتطبيقياً وعلمياً لذلك علينا أن نترك التحليق في السماء ليحط طائر التراث علي أرض الواقع من خلال عمل مائدة مستديرة علي أعلي مستوي في الدولة لبحث "قضية التراث" علي المستويين النظري والعملي وتفعيل الدور الحقيقي لفرق الفنون الشعبية والاهتمام بالمسرح الشعبي وأهمية تكوين فرقة للمسرح الشعبي يناط بها تقديم المسرحيات الشعبية وأن تكون داخل الهيكل الإداري بالقطاعين المسرح والفنون الشعبية مع مطالبة مؤسسة الرئاسة لعودة الملتقي العربي للمسرح وتفعيل فرقة السامر والمسرح السامر وإعادة هيكلتها والتخلص من عروض "السبوبة" والعودة لتاريخها القديم العظيم وهنا أطالب بمهرجان سنوي للفنون الشعبية متعدد الشعب الأول للمسرح الشعبي والثاني للرقص والفنون الشعبية والثالث للأغنية الشعبية والرابع لرواة السيرة مع تحديث المادة التراثية فالتراث متجدد مع الحقب الزمنية المتعاقبة وبات الحفاظ علي التراث قضية أمن قومي وعلي الدولة النائمة أن تفيق من غفوتها فلا توجد أمة بلا تراث حضاري وكثير من الدول التي ليس لها تاريخ أو تراث تقوم بسرقة تراث الآخرين كاسرائيل وهنا أدعو مباشرة رئيس الجمهورية أن يجعل عام 2017 هو عام التراث؟!!