داخل شقة بالدور الرابع بالعقار رقم 16 في شارع المنيا بالعمرانية.. حيث سيطر الأسي والحزن علي كل أرجائها عقب سماعهم خبر استشهاد ابنهم الملازم أول أحمد عزالدين سيد "23 سنة" و5 من أفراد الشرطة بعد انفجار عبوتين في كمين استهدفهم بشارع الهرم. جلس الأب عزالدين سيد أحمد "مدرس بأحد المعاهد الأزهرية بالمعاش" في حالة ذهول غير مصدق نبأ استشهاد ابنه الذي كان يتحدث معه قبل ساعات قليلة من الصباح يستأذنه في وداعه للذهاب إلي عمله في مأمورية وطلب منه ووالدته الدعاء له بعدما صلي الفجر جماعة.. وبعد ساعتين سمعنا الخبر المشئوم. قال الوالد في صوت حزين: الحمد لله علي كل شيء راضي بقضاء الله وقدره.. أحمد طلب الشهادة ونالها.. وقفت أمام القبر ودعوت له بالرحمة وسط آلاف المشيعين الذين حضروا الجنازة وكأن أحمد ابنهم. بينما كانت الأم في حالة ذهول وتردد حسبي الله ونعم الوكيل.. منهم لله حرموني من نور عيني وقالت: الشهيد أحمد ابني كان محبا للجميع مجتهداً في عمله وكل همه ألا يري مظلوما أو فاسدا. أضاف إسلام عزالدين "مدرس" - الشقيق الأكبر للشهيد أحمد - أن والدهم أنشأهم علي حب الخير للجميع وتقديم المساعدة كلما أمكن. وقال إن شقيقه الشهيد كان مقيماً مع والده ووالدته عقب تخرجه واستلام عمله بقسم شرطة العمرانية قبل عام وكان لا يخبر أحدا عن ظروف عمله بينما كان يتألم عندما يري مظلوما أمامه وهو غير قادر علي مساعدته. بينما أكد أحمد إدريس "جار الشهيد" وصاحب محل سوبر ماركت أنه يعيش في المنطقة منذ 30 سنة وعلي علاقة جيدة بأسرة الملازم أول أحمد حيث الإقامة في منازلهم وكان الشهيد يعيش مع والده ووالدته.. محباً للجميع متواضعاً عندما ينزل من مسكنه للتوجه إلي عمله يلقي السلام علي كل أهالي المنطقة. بينما قال عاصم علاء - أحد شباب المنطقة وصديق الشهيد: إنه تربطه علاقة قوية بأحمد منذ الطفولة وكان يتميز بالأخلاق العالية والأدب الرفيع لأن أسرته متدينة بطبعها. وطالب عاصم وأصدقاء الشهيد أن يتم تغيير اسم الشارع ووضع اسم الشهيد عليه وهو أقل تكريم لضابط كان كل أمله أن يخدم أهل المنطقة وبلده عامة. وقال أحمد إبراهيم وحسام الدين علي من جيران الشهيد إن صديقهم أحمد كان مثالا للضابط الشجاع الذي يتمني الشهادة وأن تكون بلده خالية من البلطجية والإرهاب.