موقفان يستحقان الوقوف امامهما.. أولهما الحادث الإرهابي الاجرامي الغاشم الذي أودي بحياة ستة من رجال الشرطة الابرياء في حادث بشع بالهرم. ثانيهما الفتاة التي جلست بجوار الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر الشباب أمس. دارت تساؤلات عديدة عن تلك الفتاة البسيطة التي تجلس في الصف الأول.. بل تجلس الي يمين الرئيس في المؤتمر.. من تلك الفتاة؟ انها ليست وزيرة في الحكومة ولا هي سفيرة ولاهي سيدة أجنبية مهمة فمن تكون؟! تبددت الدهشة عندما علمنا أنها مني فتاة الاسكندرية الشابة الفقيرة التي تجر بكتفيها وذراعيها عربة كارو متهالكة تحمل عليها بضائع لتوصيلها لأصحاب المحلات والباعة الجائلين في الشوارع لتكسب قوت يومها وتنفق علي أمها وشقيقها العاجز عن العمل وزوجته والتي استقبلها الرئيس الأب في مكتبه بقصر الاتحادية وشد علي يديها مشيدا بعزيمتها في مساعدة اسرتها والانفاق عليها.. وبكل تواضع أوصلها الرئيس الي السيارة التي ستعود بها الي الاسكندرية وأكثر من هذا فتح لها باب السيارة بنفسه ضاربا المثل علي قمة التواضع. ثم كان التكريم الأكبر لتلك الفتاة الفقيرة ان دعاها لتجلس الي جواره في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ ومنحها درع التميز وهو مالم تحلم به يوما في حياتها وكأن هاتفا قال لها "ان الله لايضيع اجر من أحسن عملا" وهي بالفعل عملت في مهنة لايقدر عليها الا الرجال مستعينة علي الله في تدبير معيشة أمها العاجزة وأخيها غير القادر علي العمل ولم تفكر أن تتسول أو تنحرف بل امتهنت مهنة شاقة لايقدر عليها كثير من الرجال والشباب فاستحقت التقدير والتكريم من رأس الدولة نائبا عن كل الشعب الذي قدر موقفها الانساني الرائع تجاه اسرتها الفقيرة!! الموضوع الاخر هو الحادث الاليم لرجال الشرطة الابرياء وكلهم تقريبا من الجنود المجندين الذين يقضون فترة التجنيد في خدمة المواطنين والسهر علي راحتهم.. يقفون في الشارع في عز البرد والناس في بيوتهم ينامون يبحثون عن الدفء ولم يشفع دورهم عند المجرمين فاغتالوهم وقتلوهم ودمروا حياة أسرهم وارتكبوا معهم أبشع جريمة هزت الدنيا كلها التي استنكرت هذا الحادث الارهابي وصدرت بيانات الادانة من كل شعوب الدنيا وما أقوي بيان الشجب والادانة والاستنكار الذي صدر من رئيس وحكومة تركيا فأبدوا حزنهم الشديد علي هذا العمل ووقوفهم إلي جانب مصر في القضاء علي الارهاب. ايضا وبرغم الخلاف السياسي في وجهات النظر فان المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا أدانت هذا العمل الاجرامي. ماذا تريدون ايها المخربون من مصر؟! ما ذنب هؤلاء الابرياء؟! لا نملك الا ان ندعو الله ان يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته والدعاء بالشفاء للمصابين أمين يارب العالمين.