تبدأ تنمية المجتمع من الطفل وعلي المجتمع أن يضع المقومات الأساسية السليمة للطفل وتلعب الأسرة دورا مهما في بناء تلك المقومات. فهي من تدخل المفاهيم والأسس السليمة للطفل وتغرس فيه القيم والمبادئ وحب الوطن واحترام المرأة. ثم يأتي بعد ذلك دور المدرسة والمتمثلة في المناهج التي تدرس للطفل وتكمل البناء الذي وضعته الأسرة وإذا نظرنا إلي أي دولة متقدمة نجد ان أساس تقدمها هو التعليم. ففي إسرائيل يشترك الموهوبون "3%" بعد اجتيازهم اختبارات كفاءة خاصة في دورات إضافية أو مدارس خاصة لتنمية مواهبهم. بالإضافة لما تحدده الوزارة من مناهج يخصص كل عام موضوع يخص أهمية قومية لتعميق الفهم والوعي. كما ان الهدف من التعليم ما قبل مرحلة الدراسة السن من 2-4 سنوات تنمية طاقات الطفل الخاصة باللغة والتعامل الاجتماعي. فحتي طريقة اللعب تساهم اما في نشأة طفل سوي نفسياً وإما يساهم في نشأة طفل أناني لا يحب إلا نفسه كما هو الحال في دولة اليابان فقد ضربت نموذجا رائعا في ثقافة الأخلاق. ففي رياض أطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال ثم يقولون للأطفال بأن عددكم أكبر من الكراسي فإذا أحدكم ظل دون كرسي يخسر الجميع فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس علي تسعة كراسي ومن ثم يقللون عدد الكراسي تباعاً مع بقاء قاعدة انهم يجب أن يتأكدوا بألا يبقي أحدهم دون كرسي وإلا خسروا جميعاً فيتعلم الطفل ثقافة "لا نجاح لي دون مساعدة غيري علي النجاح" بعكس ما يحدث في مجتمعنا فيأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال ويقولون للأطفال بأن الرابح هو من يحصل علي الكرسي ومن يبقي بدون كرسي يكون خارج اللعبة ثم يقللون عدد الكراسي كل مرة فيخرج طفل كل مرة حتي يبقي طفل واحد ويتم إعلانه انه الفائز فيتعلم الطفل ثقافة "نفسي نفسي ولكي أنجح عليّ أن أزيح غيري"! فسبب العديد من مشاكل المجتمع هو النشأة الخاطئة للطفل بداية من الأسرة بإدخال سلوكيات وعادات خاطئة نهاية بالمدرسة حتي الإعلام يلعب دوراً هاماً في ذلك فنلاحظ مدي تأثر الطفل بالإعلانات.