أخيراً حلب تعود إلي حضن الوطن والدولة السورية وإلي حضن الشعب وإلي حضن محبيها وعشاقها إلي حضن الشعب العربي عادت بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وعزم وتصميم الرئيس بشار الأسد علي تنظيف سوريا من قوي الظلام ومليشياتها المسلحة. حلب الشهباء ظلت عصية وبقيت أبية رغم بشاعة الإرهابيين وإجرامهم وأحقادهم وإصرار الحلفاء والداعمين لهم السيطرة عليها والمراهنة علي إسقاطها واقتطاعها من وطنها الأم ضمن مخطط التقسيم والتفتيت ومنحها هدية إلي تركيا لدورها الكبير في تسهيل مرور الإرهابيين العرب والأجانب وفتح الحدود أمام صفقات السلاح وتقديم الدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي وتحقيقاً لأوهام اردوغان في حلم دولة الخلافة. الانتصار في حلب ضربة موجعة للإرهابيين وصدمة لكل الداعمين لهم وبداية النهاية للمؤامرة الكونية علي سوريا وإفشال للمخطط الإقليمي والدولي الذي استهدف إعادة رسم حدود المنطقة ونظامها الإقليمي القائم علي إقامة كيانات مذهبية صغيرة لتبرير وتمرير إعلان إسرائيل كياناً يهودياً خالصاً وطرد عرب 48 ودفن المطلب الفلسطيني بحق العودة إلي الأبد. الانتصار في حلب لن يكون له تداعيات كبيرة في الحرب علي الإرهاب في سوريا فقط وإنما علي مجمل الحرب علي الإرهاب في المنطقة كلها وسيكون دافعاً إلي مزيد من التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي مع سوريا في الحرب علي الإرهاب وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة وصعود اليمين الأوروبي المتشدد إلي سدة الحكم وتوجهاته بوضع مكافحة الإرهاب علي رأس أولوياته واستعداده للتعاون مع سوريا في هذا الشأن. سوريا والمنطقة بعد الانتصار في حلب لن تكون كما كانت قبله ستكون دمشق قبلة لكل الساعين إلي هزيمة الإرهابيين والقضاء عليهم للاستفادة من خبراتها والكنز المعلوماتي عن الجماعات المتطرفة. كل التهاني للشعب السوري وجيشه الباسل ولقائده الرئيس بشار الأسد ولكل من ساند ووقف إلي جانب سوريا ولكل من راهن علي انتصارها ولم يخالجهم اليأس للحظة وأصروا علي خيار الانتصار.