في العيد الوطني الخامس والأربعين للإمارات العربية المتحدة فإن الحديث عن الإمارات وشعبها يعيد إلي الأذهان مواقف هذه الدولة الخليجية العربية المميزة تجاه مصر في كل الأوقات. فلم تكن الإمارات دولة داعمة مادياً لمصر فقط وإنما كانت سنداً ومؤيداً لها في كل المحافل والقضايا الدولية. وكان الموقف الإماراتي نابعاً دائماً عن حب وعن تقدير لمصروأهميتها في تحقيق الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة. ولم نسمع يوماً أو نقرأ أن هناك مسئولاً إماراتياً أو حتي إعلامياًَ قام بتذكير مصر بمساعدات الإمارات أو بوقوفها معها في الأزمات. فالموقف الإماراتي كان ترجمة لمعني الأشقاء وانعكاساً لعروبة أصيلة لشعب كريم منحه الله سبحانه وتعالي الثروة فزاده الغني تواضعاً وأصالة. ولن ننسي أبداً مواقف الشيخ زايد بن نهيان عليه رحمة الله مؤسس دولة الإمارات الذي أوصي أبناءه قبل موته بأن يتقاسموا اللقمة مع مصر وأن يكونوا علي وفاق معها دائماً. إننا نسمع ونتابع إنجازات الإمارات التنموية والاقتصادية وهي مثار فخر واعجاب لنا لأن ما يتم في الإمارات من معجزات هو إضافة وقوة لنا. وأي نجاح للأشقاء هو نجاح للجميع. *** ولكن الخطر مازال يحدق ويحيط بدول الخليج العربية. وهناك من يتربص بها ويحاول فرض وصايته وسيطرته وهيمنته عليها. ويتعمد إثارة المشاكل الداخلية في دولها من أجل أن يجد وسيلة للتدخل ليكون طرفاً أساسياًَ في المعادلة السياسية. وإيران التي أثارت العديد من الأزمات الداخلية في البحرين وفي السعودية واحتلت ثلاث جزر للإمارات تقول الآن أنها فرضت سيطرتها علي الخليج العربي بالكامل. ووكالة أنباء فارس الإيرانية تقول: "إن إيران تسيطر الآن علي مضيق هرمز والخليج وتبسط سيطرتها في هذه المنطقة تماماً". ولعل هذا التطور يفسر ويبرر دوافع السعودية في التدخل العسكري في اليمن وحيث لم يكن القرار مندفعاً أو غيرمدروس. فالسعودية لم تجد وسيلة أخري للاندفاع الإيراني الذي استهدف محاصرة السعودية عبر النظام الحوثي إلا بالتدخل العسكري وإيقاف المخطط الإيراني قبل أن يحكم سيطرته علي المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها. وإعلان إيران فرض سيطرتها علي الخليج يستلزم موقفاً عربياً واضحاً وقوياً قبل أن يتحول الخليج العربي إلي الخليج الفارسي. وإذا كان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف يجتمعون في المنامة عاصمة البحرين خلال أيام قليلة فإن الخطر الإيراني يجب أن يكون موضوعا أساسياً للحوار والنقاش وأن تبتعد القمة عن المجاملات والبروتوكولات لكي تكون قمة مواجهات واستراتيجيات واتحاد خليجي كامل يجب أن يتم الإعلان عنه فوراً. *** ونترك الخليج وقضاياه.. لنعود إلي قضايانا واستطلاع أجرته إحدي الصحف المحلية حول إنشاء قناة مصرية جديدة لمخاطبة العالم ومواجهة حملات التضليل. وقد أبدي 68% من القراء موافقتهم علي إنشاء القناة و31% رفضوا و2% أبدوا عدم معرفتهم بموضوع الاستطلاع. والواقع وبعيداً عن الاستطلاعات وغيرها فإننا لسنا في حاجة إلي قنوات جديدة وإنما نحتاج لفكر مختلف في تطوير الفضائية المصرية القائمة لكي تكون ذات فلسفة خاصة في توجيه رسالة إعلامية إلي المصريين في الخارج الذين يمكن أن يكونوا صوت مصر الخارجي المؤثر. فالفضائية المصرية تحتاج إلي دعم مادي وشبكة مراسلين مؤهلين لتحقيق التفاعل والترابط بين المصريين في الخارج مع الوطن الأم واشراكهم في الحوار والآراء لكي يكونوا جزءاًَ من مسئولية القرار والمصير. ولن يتحقق ذلك إلا بتطوير شامل للفضائية المصرية وبمجلس إدارة يحدد إطار وفلسفة عملها ويحرك ويوجه برامجها وسياساتها ومضمون رسالتها. ويعمل وفقاً لأهداف واضحة بأداء إعلامي مختلف ومميز. إن الانفاق علي فضائية "دعائية" جديدة موجهة للخارج سيكون إهداراً للمال ونوعاً من المزايدة ولن تكون قادرة علي مواجهة حملات التضليل لأن أحداً لن يشاهدها..! *** وحديث الإعلام يمتد إلي الصحافة الورقية التي تحتضر بسبب المشاكل المادية المتفاقمة. فالصحافة الورقية تعاني من ارتفاع أسعار الورق وأسعار الطباعة وانخفاض حصتها في الدخل الإعلاني وتزايد نفقات التشغيل والأجور. وسيكون لزاماً علي الصحف الورقية أن تعلن عن زيادة جديدة في سعر بيع الصحيفة وهي زيادة لن تكون مرضية للقراء الذين سيتناقص عددهم ليزيد ذلك من متاعب الصحافة وأوجاعها. ولن يكون ممكنا إنقاذ الصحافة الورقية التي ستختفي بأسرع مما كان مقدراً لها إلا بأن تكون هناك ثورة في الخدمات الصحفية التي تقدمها هذه الصحف وبأفكار جديدة تربطها بالقراء. وبعقول إدارية تحول الصحافة إلي صناعة وتستطيع ايجاد وابتكار مشروعات جديدة للدخل تحقق للصحافة الاستقرار والاستمرارية. والمصيبة أن الصحفيين أنفسهم لا يدركون أبعاد التحدي ومازالوا يعيشون في جلباب وذكريات الماضي ويتعاملون مع قضاياهم من منطلقات شخصية بعيداً عن المصلحة العامة التي ستنعكس عليهم جميعاً. *** ونذهب إلي الأديب يوسف القعيد وهو أيضا عضو من المعينين بمجلس النواب وحديثه عن أن هناك نصوصاً في القرآن والإنجيل سيتم محاكمتها في حال تطبيق قانون خدش الحياء مثل سورة يوسف ونشيد الإنشاء..! وتشبيهات يوسف القعيد هي "شطحات لأديب يريد أن يكحلها فعماها..! *** أما الدكتورة هبة السمري رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام فتقول إن هناك دراسة للأمم المتحدة أظهرت أن 99% من النساء في مصر قد تعرضن لنوع من أنواع التحرش..! والدراسة مجهولة المصدر وقد حاولت العثور عليها عبر كافة مواقع ومؤسسات المنظمة الدولية الاجتماعية والخاصة بالمرأة فلم أجدها وحتي إذا كانت الدراسة قائمة فإنها لا تستند إلي معلومات صحيحة ولا يجوز الاستشهاد بها أو الاستناد إليها لأنها نوع من التشويه والتشهير بالمجتمع المصري ورجاله ونسائه ولا تتسم بالموضوعية. ونحن نعاني بالفعل من ظاهرة التحرش ومن خطورتها ومن تأثيراتها وانعكاساتها ولكن الظاهرة لم تصل أبداً إلي 99% من نساء مصر.. عيب نقول كده..!