نحن نعيش في زمن "تويتر" والتغريد. لا التغريب. لذلك أخذت علي نفسي عهداً - هنا في المقالات. وفي برنامج "يا هلا بالعرفج". الذي يبث علي قناة "روتانا خليجية" الساعة الثامنة من مساء كل أربعاء - أقول أخذت علي نفسي عهداً. بأن أشير في كل شهر مرة واحدة إلي كتاب سبق "تويتر" بالتغريد. بمعني أنها كتب وضعت في السابق. وتصلح مادتها لتكون تغريدات للأخ "تويتر" الآن..! والقصد هنا هو الارتقاء بلغة التغريد. لأن من يقرأ هذه الكتب بتمعن. فإنه مع الوقت سيكبر وينضج ويفهم. لتأتي تغريداته في أحسن تقويم..! وأول هذه الكتب هو كتاب شيخنا الجليل. الذي يسكن في صومعة الإبداع. وخلوة التألق. وعزلة الابتكار. انه الأديب اللبناني "ميخائيل نعيمة". حيث خصص كتابه "كرم علي درب". لتوقيعات لغوية فكرية مختصرة. جاءت علي شكل تغريدات. قبل ان نكتشف نحن لغة التغريد بأربعين سنة. وإليكم نماذج من هذا الكتاب: * العزلة للملآن أنس. وللفارغ وحشة. * رويدك فالزمان كله لك. * لا تغرب الشمس إلا عن الذين يغربون عنها. * اقتلني إذا شئت. فلن يأخذ بثأري منك غيرك. * الغضب رغوة تثيرها نار الجهل. * سل الجبل من أين علوه. يجبك: من الوادي. * للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته. * تعد عمرك بالسنين فيقصر.. ألا عددته بالثواني فيطول؟! * نصف النهار عندك نصف الليل عند غيرك. فلا تسوقن الزمان بعقرب ساعتك. * أما تسمع الأرض تقول لك كلما مشيت عليها: أهلاً وسهلاً؟! * ما أكثر المتكلمين وأقل السامعين. * ما تمنيت زكامي لسارق منديلي. ولكن ما العمل؟! * يتذوق اللسان الطعام. فما باله لا يتذوق الكلام؟! * لي بين حاجبي عين ثالثة. ولولاها لكنت أعمي * من كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ الغير. فالضرير خير منه. * بدأت أتعلم يوم نسيت كل ما تعلمت. في آخر الناصية. أقول: هذه نماذج من تغريدات شيخنا الجليل "ميخائيل نعيمة". أتمني منكم ان تقتنوا كتابه "كرم علي درب". لتتعلموا منه طريقة التغريد العميق والمفيد..!