بالرغم من أهمية الميكروباص كوسيلة نقل جماعي متوفرة ورخيصة إلا ان تلك المنظومة تعاني من فوضي واهمال شديدين مما جعلها تعد أحد أسباب انتشار الفوضي بنسبة 32% وفق تقارير جمعية حوادث الطرق فقد زاد انتشار المواقف العشوائية التي لا تخضع للرقابة وتحتوي علي العديد من المخالفات الكارثية كوجود سائقين خارجين عن القانون وآخرين من متعاطي المخدرات والبعض لا يملك رخصة تؤهله للعمل كسائق والمشاجرات التي تحدث في تلك المواقف ويستخدم فيها الأسلحة البيضاء بالاضافة إلي أن مواقع تلك المواقف تسبب جلطات مرورية وشلل تام في حركة المركبات والمارة علي حد سواء هذا بخلاف الممارسات غير القانونية التي تصدر من الميكروباص في شوارع العاصمة في غياب تام للمرور والرقابة كالتسابق الذي يحدث بين سائقي الميكروباص والوقوف المتكرر وانزال المواطن وسط الطريق ورفع الأجرة وتقسيم المسافات وافتقار المركبة إلي الأمن والمتانة. يقول عادل محمد - مدرس بالرغم من الأهمية التي يلعبها الميكروباص كأحد وسائل النقل الرخيصة مقارنة بالتاكسي وفي ظل تقلص دور هيئة النقل العام إلا ان تلك الوسيلة تعاني من العشوائية وغياب دور الحكومة سواء في تخصيص أماكن لهم أو رعاية تلك المنظومة وفرض رقابة عليها. ويضيف عبدالمنعم محمد ان المواقف العشوائية انتشرت بشكل كبير حيث تتواجد كل محطات مترو الانفاق وتغلق منازل الكباري خاصة الدائري وتعتدي علي جزء كبير من الشارع وتسبب ارتباكا مروريا للمركبات وصعوبة في حركة المارة خاصة لوقوفها بشكل غير منتظم وتحركها حركة عشوائية لملاحقة الزبائن مما يربك المارة ويعرضهم للخطر. ويضيف صلاح عيد موظف: الأمر لا يتوقف علي الشوارع الرئيسية فقط بل تقوم باحتلال الشوارع الجانبية أيضا واتخاذ بعضها مواقف في حالة عدم وجود مكان في الشوارع الرئيسية واحيانا جراجات لها مما يتسبب في اغلاق تلك الشوارع والتي تعتبر مصدرا لهروب بعض المركبات اثناء الزحام ووسيلة لتحقيق بعض السيولة المرورية للشوارع الرئيسية. ويشير عادل حسن سائق ميكروباص إلي أن اهمال الحكومة في مطاردة المواقف العشوائية تسببت في تزايدها وذلك لأن ميكروباص الموقف الرسمي ملتزم بدور ومبلغ مالي في حين ان ميكروباص الموقف العشوائي غير ملتزم بشيء.. الأمر الذي يؤدي إلي هروب سائقي المواقف الرسمية والوقوف في المواقف العشوائية لقربها من أماكن تواجد الزبائن هذا بخلاف ان بعض الأماكن لا يوجد بها مواقف رسمية. ويؤكد احمد أبوسريع اعمال حرة ان انتشار المواقف العشوائية تخل بالمظهر العام الحضاري للعاصمة خاصة وان وجودها لا يقتصر علي المناطق العشواذية فقط بل تنتشر في شوارع وسط البلد والمناطق الراقية كمدينة نصر ومصر الجديدة والتي يتواجد بها الكثير من الأجانب مما يسيء للبلد. ويوضح عبدالله محمود - محاسب - ان المواقف العشوائية وخاصة بالمناطق الشعبية والمتطرفة البعيدة عن أعين الرقابة تفتقر إلي وجود الضوابط مما يتسبب في حدوث مخالفات وحوادث جسيمة كالسرقة والاعتداء علي المواطن خاصة وان عددا كبيرا من سائقي الميكروباص من البلطجية ومتعاطي المواد المخدرة ولا يحملون رخصة قيادة كما ان بعض السيارات لا تحمل لوحات معدنية مما يصعب التعرف علي السيارة في حالة حدوث مشكلة. ويؤكد صلاح عباس - موظف - ان عدم وجود مواقف تشرف عليها الحكومة يضع المواطن تحت رحمة السائق الذي غالبا ما يمارس البلطجة وسوء المعاملة علي الركاب بخلاف تحكمه في الأجرة حيث يقوم السائق برفع قيمتها أوقات الذروة وفي حالات الزحام الشديد وإلا يرفض الخروج كما يقوم البعض الآخر بمخالفة خط السير بل وأحيانا يقوم بتقسيم خط سيره ليرفع من قيمة الأجرة وفي النهاية يرضخ المواطن لاستغلال السائق لعدم توافر البديل أو وجود جهة منظمة يرجع إليها في حالة وجود شكوي أو أي نوع من أنواع التعدي علي حقوقه. ويشير محمود عبدالرحيم موظف إلي أن غياب الرقابة تسببت في ظهور سيارات ميكروباص منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي فبعضها بدون أبواب ونوافذها مهمشة مما تشكل خطورة علي راكبيها هذا بخلاف كونها مصدر للتلوث البيئي سواء من خلال ما تخرجه من عوادم أو من خلال التلوث السمعي الذي تسببه السماعات الموجودة في تلك العربات. ويقول مصطفي رمضان سائق ان المشاجرات التي تحدث بين سائقي الميكروباص في المواقف العشوائية بسبب الخلاف علي الدور والتي تتعدي التشاجر بالأيدي إلي استخدام الأسلحة البيضاء والتي راح ضحيتها الكثير تعرض الركاب للخطر خاصة وانه في حالة حدوث مشاجرة يصعب علي راكبي الميكروباص النزول والابتعاد عن محل التشابك. ويضيف عصام خليل مهندس ان وسط البلد لم تسلم من المواقف العشوائية التي تتسبب في شلل الحركة المرورية بالرغم من أهمية المنطقة وانتشار المرور بها ميكروباص بشبرا تسد تقاطع الألفي مع شارع الجمهورية بما يمنع مرور أي مركبة مستنكرا غياب الرقابة خاصة في تلك المناطق الحيوية والتي لا يجوز التهاون في تحقيق السيولة والانضباط بها. وتشير علا محمود موظفة انه تسكن بمنطقة المرج الجديدة وأثناء عودتها تصطدم بمواقف الميكروباص العشوائية التي تحتل منازل الطريق الدائري لتصيب المواطنين بارتباك اثناء نزولهم من وسائل النقل المختلفة لعدم وجود طريق للسير بسبب تكدس الميكروباص. ويؤكد ياسر محمد محاسب ان استشراء الفساد في الأجهزة الحكومية يلعب دورا كبيرا في انتشار المواقف العشوائية فبينما يوجد في بعض الأماكن مواقف رسمية نجد بجانبها مواقف عشوائية علي مرأي من الأجهزة المعنية دون أي تدخل أو محاولة منهم لمنع تواجد تلك المواقف ويرجع ذلك إلي الاستفادة المادية التي تعود عليهم فوجود تلك المواقف دليل علي تغلغل الفساد في تلك الأجهزة. ويشير ممدوح يوسف محامي إلي ان سائقي الميكروباص يقفون لانزال المواطن في وسط الطريق متجاهلين أبسط قواعد الأمان هذا بالاضافة إلي السرعة الجنونية التي يسير بها والسباقات بين الميكروباص الأخري لتقليل زمن الرحلة وحجز دور جديد قبل زملائه والتلاعب بقيمة الأجرة. يضيف اكثم ايهاب مهندس ان سائق الميكروباص لا يلتزم بقواعد المرور وآداب السواقة ويسير عكس خط السير ويقف منتصف الطريق مما يربك حركة المرور هذا بخلاف التعامل غير الأخلاقي واطلاق سيل من الألفاظ الخارجة عند حدوث أي مشكلة وتوحيد الأجرة علي المسافات الصغيرة والكبيرة بما يخالف مبدأ العدالة. يوضح رأفت فاضل محامي إلي أن فوضي الميكروباص تمتد للمحافظات حيث انه من نجع حمادي الميكروباص لديهم لا تلتزم بمواقف محدد فهي تغير موقفها من حين إلي آخر ناهيك عن ان المواقف خارج الكتلة السكنية وبعيد عن المواطنين سواء كان خط السير داخل البلدة أو بين المحافظات مما يجبرنا علي السير لمسافات كبيرة. ويؤكد شوقي سيد أعمال حرة علي ضرورة تدخل الجهات المعنية وقيامها بتنظيم منظومة الميكروباص وتوفير مواقف رسمية برسوم متواضعة لتشجيع سائقي الميكروباص بالالتزام خاطة بمنطقة وسط البلد والتي يكثر بها المواقف العشوائية أو تفويض الأمر إلي شركات تقوم بذلك في حالة عجز الحكومة عن قيامها بهذا الدور مع احكام الرقابة للتخلص من هذا السرطان.