عقد مؤتمر الحوار الوطني للشباب في ظروف بالغة الدقة. حيث تضرب الأمواج العاتية الوطن من كل اتجاه. ويتم حصار مصر اقتصاديا وسياسيا. وارهاقها عسكريا. وهو يكشف إدراك الرئيس السيسي أن شعبه - وفي القلب منه الشباب - هو الحصن المنيع لمواجهة تلك التحديات والمؤامرات الخارجية الهادفة الي إسقاط مصر. لذا جاء اعلان عام 2016 عاما للشباب الذي توج في نهايته بهذا المؤتمر الناجح حيث شاهدنا فيه لأول مرة رئيساً يتحاور مع الشباب بقلب مفتوح وعقل واعي ورغبة صادقة في العبور بالوطن الي بر الأمان. حوار بلا سقف وبدون حجر علي صاحب رأي. مؤتمر شرم الشيخ كان فرصة للحوار بين شركاء الوطن الفرقاء في الارادة. كان فرصة لوضع الكثير من النقاط فوق حروف السكون أو الغضب علي السواء. فرصة لمعرفة الي اين ذاهب بنا الوطن. إلي أي مدي نريد وضع أسس لدولة جديدة يحكمها الدستور والقانون. فالواقع أن الحوار البناء والفعال والمفتوح بين القيادة السياسية والشباب خطوة إيجابية جدا. لكن بالطبع الرئيس والشباب لم يذهبوا الي ¢مدينة السلام¢ لإلتقاط صورة تذكارية هنا أو هناك. أو عمل مداخلة في حلقة نقاشية. فالهدف الأسمي وضع خطة عمل للمستقبل. والبدء في تمكين الشباب عبر تأهيلهم سواء من خلال برنامج التأهيل الرئاسي الذي قرر الرئيس رفع سن الالتحاق به الي 40 سنة لتتمكن شريحة أكبر من الانضمام له. أو إنشاء الهيئة الوطنية للشباب التي وعد بطرحها للحوار المجتمعي. أو غيرهما من المواقع. وفي تلك الأثناء كان لابد من وضع آلية لمتابعة ما جري الاتفاق علية فجاء إعلانه عقد اجتماع شهري للمتابعة. بالطبع قام الرئيس بخطوة الفعل الأولي ونجح في إزالة جبل الجليد بين السلطة وعدد كبير من الشباب. وفتح آفاق جديدة للحوار حول المستقبل. ويبقي علي الحكومة مسئولية تحويل ما تم التوصل إلية إلي برنامج عمل يتم تنفيذه بكل اهتمام شريطة أن يخدم تنمية الوطن. ويبدو أن الأيام القريبة القادمة سوف تشهد تغيرات واسعة في المشهد السياسي المصري تستوجب الرصد والمتابعة. أخيرا يبقي مؤتمر شرم الشيخ للشباب خطوة علي الطريق الصحيح يجب البناء عليها فالمهم ليس أن ننجح لذواتنا بل إن ينجح الوطن في تحقيق نهضة قادرة علي جعله في مرتبة أفضل كثيرا لذا علينا أن نتخذ من شعاره أسلوب حياة فنبدع وننطلق الي آفاق المستقبل معا فالدنيا أقل بكثير أن ينجح أحدنا بمفرده أو علي حساب الآخر. فيمكن حتما أن جميع المصريين معا خاصة الشباب.