دائما ما تقدم نسرين كتابة حية لها عبق. تلعب في أعمالها السابقة "غرف حنين" و"عطر شاه" علي حكايات النساء. علي خذلان العالم لهن. تشير بمرارة وعمق لما تعانيه النساء في مجتمعاتنا العربية.. لكنها في مجموعتها الجديدة "تفاصيل" وهي مجموعة قصص قصيرة جدا. تبدو مثل صائغ شديد المهارة يرصع الحلي بالأحجار الغالية. تكتب عن الإنسان وهواجسه بشأن السعادة والغربة والأمنيات.. بلغة شاعرية. ونصوص حادة كنصل سكين تغرس في أرواحنا وتشاركنا مجموعة تفاصيل محملة بمشاعر وبنضج فني واضح.. * بعد روايتين جاءت مجموعتك "تفاصيل" هل هي استراحة من كتابة الرواية؟ بدأت كتابة هذه المجموعة عام 2012 قبل البدء في كتابة رواية "عطر شاه" الغريب اني استرحت قليلا من كتابة القصص من أجل كتابة الرواية ثم عدت إلي القصة. * لماذا جاءت "قصص قصيرة جداً" هل للأمر علاقة بالموضة؟ في الأدب. علي الأقل بالنسبة لي. ليس هناك موضه. فالكتابة بالنسبة لي مراحل لتجربة أفكار. أشكال سردية ولغة مختلفة في كل مرحلة اتحدي نفسي وفقط. * في مجموعتك قصص كثيرة تلعب علي مشاعر الأمومة. هل أثرت تجربتك كأم في هذه الكتابة؟ طبعاً أحيانا أبكي من فرط المحبة المتبادلة بيني وبين يوسف ومريم. لذلك انا مؤمنة بأن الأمومة ألهمتني مناطق جديدة للكتابة ومنحتني مساحات أرهف علي مستوي المشاعر. * الحجاب أيضا كان من القضايا التي أثرتيها في مجموعتك. هل تعتقدي ان العادات الاجتماعية تفرض علي المرأة ارتداءه؟ نعم. جداً. الحجاب صار قضية اجتماعية وأخلاقية أكثر من كونه زياً دينياً بحتاً. وللأسف أصبح الناس ينظرون للأمر بشكل أقرب ما يكون للهوس. الرجال. معظمهم. يتداولون علي مواقع التواصل الاجتماعي والواتس اب رسائل كدليل قطعي علي وجوب حجاب المرأة. لكنهم نادراً ما يتداولون في ما بينهم فرض غض البصر. نحن في أزمة اخلاقية واجتماعية كبيرة. * بعد ظهور جوائز جديدة خاصة بالقصة القصيرة. هل تعتقدي انها ستسرد بعض من سحرها. وهل سيؤثر ذلك علي سوق الرواية؟ المشكلة عندي ليست في الجوائز بقدر ما هي محاولة للفت نظر القاريء العادي. جمهور القصة القصيرة قليل بالمقارنة بأشكال السرد الأدبي الأخري. لكني أري أن الجوائز أمر مهم لتحفيز القاص علي مواصلة الطريق. * عملك بالنقد يجعلني اسألك عن حركة النقد الأدبي في مصر كيف ترين الأمر؟ لست ناقدة. أنا مجرد قارئة نهمة تكتب ما تشعر به من أجل المتعة والمشاركة. وأعتقد أن أي قاريء يملك نظرة تحليلية للنص الذي يقرأه قادر علي كتابة هذا النوع من المقالات. ومع ذلك دعيني أحلم بجيل جديد من النقاد يواكب حركة الأدب الحالية في مصر. أعتقد أن عمر شهريار. أحمد حسن. ممدوح رزق. مدحت صفوت. هشام أصلان وغيرهم من النقاد الشباب لديهم توجه نقدي رائع.